أطلق برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان، عبر وحدة ادارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء، من قلعة بعلبك الاثرية، دراسة بعنوان "نحو تطبيق استراتيجية وطنية لحماية المواقع الاثرية في لبنان"، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو.

استهل وزير الثقافة كلمته بالقول: "نجتمع اليوم في رحاب مدينة بعلبك وبضيافة أهلها الكرام وآثارها العظيمة، لنطلق دراسة تطبيق استراتيجية وطنية لحماية المواقع الأثرية في لبنان من مخاطر الكوارث. ان المواقع الأثرية المنتشرة على كافة الأراضي تمثل كنزا وطنيا يحكي تاريخ لبنان منذ البداية ولغاية اليوم. وهي تمثل رادفا رئيسيا للاقتصاد الوطني، لكونها تعزز السياحة الداخلية وتجذب السياح من جميع أصقاع العالم، الذين يرغبون بزيارة هذه الأماكن، التي سجل البعض منها على لائحة التراث العالمي للمواقع التاريخية، ومنها مدينة بعلبك".

أضاف: "من واجبنا الاهتمام بهذه المواقع والعمل على صيانتها وترميمها والسهر على سلامتها دوريا، ولكن ذلك لا ينفي مسؤوليتنا بالتخطيط واتخاذ التدابير الآيلة لتجنيبها المخاطر التي قد تسببها الكوارث والحالات الطبيعية الطارئة. هذه المخاطر التي قد تؤدي إلى تدميرها كليا أو جزئيا لا سمح الله، وهذا يحتم علينا جميعا الاستعداد لتلافيها، من خلال تقييم حجم تلك المخاطر ووضع الخطط لتدعيم تلك المواقع الأثرية وإنقاذها من الدمار".

ورأى أن "المخاطر لا تقتصر على العوامل الطبيعية، بل هناك مخاطر من نوع آخر ومن صنع الانسان نفسه، مثل الحروب والنزاعات والاعتداءات، التي قد تؤدي إلى حرق هذه الآثار أو تدميرها كليا أو جزئيا، وفي الحالتين فإن زوال هذا الإرث الثقافي الوطني والعالمي، يعتبر كارثة على صعيد الانسانية ككل وليس على الصعيد الوطني فقط".

وختم: "اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر والتقدير لوحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء، التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبر السيد لوكا رندا، كما أرغب بأن أتوجه بالشكر لمنظمة اليونيسكو على تعاونها معنا، والشكر موصول إلى سعادة محافظ بعلبك الهرمل الصديق بشير خضر وإلى المجلس البلدي لمدينة بعلبك وإلى ممثلي السفارات في لبنان والحضور الكريم، مع الأمل أن تكون هذه الخطوة الأولى نحو إطلاق استراتيجية وطنية لحماية الإرث الثقافي في لبنان، لما فيه خير وطننا وأجياله والبشرية".