ليبانون ديبايت - ريتا الجمّال:

قبل أيّام، تُوفيّ ثلاثةُ شبّان على أوتوستراد سعدنايل - زحلة، بعدما ارتطمت سيّارتهم بالرصيف وانقلبت على طرفها، ما أدّى إلى اشتعالها، ليفارق من بداخلها، عائلاتهم، وأصدقائهم، والحياة بأكملها تاركين ورائهم وجعاً كبيراً للمحبّين ودرساً ثميناً للسّائقين.

بعد هذا الاصطدام، وقبله بحالاتٍ كثيرة، عملت عناصر من الدفاع المدني وفوج الإطفاء، على إخماد حرائق كثيرة شبّت في عددٍ من السيّارات، سواء في عجلتون، حوش النبي البقاعيّة، عرمون، حراجل، وغيرها من المناطق التي سجّلت فيها حوادث من هذا النوع.

وللوقوف على أسباب اندلاع الحرائق في السيّارات، والتدابير التي يجب الالتزام بها لمنع حصولها، والإجراءات الواجب اتّباعها عند نشوبه، ونظراً إلى أنَّ غالبيّة الحرائق تحدث بسبب عدم دراية السّائقين في كيفيّة اندلاعها أو التّصرّف حيالها، ولأهميّة التّوعية في هذا السّياق، أجرى "ليبانون ديبايت" حديثاً مع السّيدة جويل باسيل الخبيرة في المجلس الوطني للسّلامة المروريّة، ولاسيّما أنّها أيضاً دكتورة في الكيمياء والفيزيوكيمياء، وبمقدورها أنْ تُعطي تفسيراً علماً لما يحصل.

وقالت باسيل إنَّ "هناك نوعين من الحرائق، الحريق الذي يندلع نتيجة انفجارٍ ما يحصل في السيّارة وهو ينطبق في حالاتٍ محدودةٍ جدّاً، ونادراً ما يحصل، والنّوع الثّاني، يحصل في إطار عوامل داخليّة تتسبب باشتعال السيّارة".

وأوضحت أنَّ "الحريق الناتج عن انفجار، يتطلّب مجموعة عوامل بجب أنْ تحدث، أبرزها العوامل الخارجيّة، فعلى سبيل المثال، الفان الذي يُقِلُّ قوارير غاز، أو مواد قابلة للاشتعال، تتأمّن لها ظروف متّصلة كدرجة الحرارة أو ما شابه، فيحصل الانفجار".

وأشارت باسيل إلى أنَّ "حالات اندلاع حريقٍ في السيّارة هي الأكثر شيوعاً في العالم، ففي الولايات المتّحدة الأميركيّة، يبلغ معدّل السيّارات التي تحترق حوالي 280 ألف سيّارة سنويّاً، فيما تسجّل نتيجتها 480 حالة وفاة كلّ سنة، بمعدّل حالة وفاة يوميّة، لنكون أمام نسبة 20% من حرائق السيّارات، من أصل مجمل الحرائق سنويّاً، و12% لناحيّة الوفاة".

وأضافت: "هناك عبارة بالإنكليزيّة تُعرف بـ "High way vehicle fires"، لوصف أنواع السيّارات المعرّضة للحرائق، لا علاقة لها بالمواقع، كـ"السيّارات، الباصات، الشّاحنات، الدّراجات الناريّة.." كما يُصَارُ إلى إعادة تركيب الحادث، لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى اندلاع الحريق، وهذه الخطوة، تستخدمها شركات التأمين عند معاينة السيّارة".

ومن الأسباب التي تؤدّي إلى اندلاع حريق في السيّارة نذكر: "العيب في التصميم، الأعطال الميكانيكيّة، الاصطدام المروري وهو الأكثر شيوعاً، تسرّب مادّة البنزين، المحرّك، الخطأ في التّوصيلات الكهربائيّة (سواء أكانت في أجهزة الراديو، أم في المصابيح..)، استخدام الوقود لتنظيف أجزاء المحرّك وتشغيله قبل أنْ يجفّ بشكلٍ كامل، التّدخين داخل السيّارة، تغيّر مستوى حرارة المحرّك أو السيّارة بشكلٍ مستمرّ، نقل مواد قابلة للاشتعال، عدم إغلاق العُلب التي تحتوي على زيت أو وقود بشكلٍ جيّد ما يؤدّي إلى حصول تسرّب، تشقّق في "الأنابيب"..".

وشدّدت على أنَّ "تدابير كثيرة يجب أن تُتّخذ بشكلٍ مستمرّ، ودائم لمنع حصولِ الحريق، مثل: "صيانة السيّارة بشكلٍ دوريّ، التّأكّد من أماكن التسرّب، والكشف على خزّان الوقود، والمياه، والبطارية، والخراطيم، والأسلاك الكهربائيّة، والتنبّه إلى عدم وجود تشقّقات، ضرورة تغيير الزيوت كلّ فترة، خصوصاً أنَّ تسرّب الزيت والبنزين معاً له تداعيات خَطِرَةٍ جدّاً، الحرص عند نقل المواد القابلة للاشتعال، على ضرورة فتح النوافذ للتهوئة". مضيفةً: "ومن النقاط الأساسة أيضاً التي يجب اتّباعها، القيادة بأمان على اعتبار أنَّ غالبيّة الحرائق تحصل نتيجة اصطدامٍ مروريٍّ، أو انقلاب السيّارة، أخذ الحيطة والحذر من الأماكن التي يتمّ فيها ركن السيّارة، خصوصاً في فصل الصيف، بمعنى إبعادها عن الأمكنة التي فيها أعشاب كونها معرّضة في أيّة لحظة للاشتعال عند ارتفاع درجات الحرارة أو لأسبابٍ أخرى، وهي عديدة، إضافة إلى مراقبة السيّارة كإطفائها فوراً عند تنشّق رائحة حريق أو رؤية الدخان...".

وحذّرت باسيل من الخطوات التي ينبغي القيام بها عند حصول حريق، إذ "يجب أوّلاً إيقاف السيّارة على يمين الطريق، وإطفاء المحرّك فوراً، إضاءة إشارة الطوارئ، ومن ثمّ الابتعاد كثيراً عن السيّارة وتنبيه المارّة إلى عدم الاقتراب منها، عدم القيام بأيّ خطوة فرديّة لإطفاء الحريق خصوصاً إذا كان السّائق غير مدرّب على كيفيّة استخدام مطفأة الحرائق، فهناك خطورة كبيرة من امتداد النيران لتنفجر بعدها السيّارة، من هنا ضرورة الاتّصال فوراً بالدفاع المدني أو فوج الإطفاء".