ليبانون ديبايت – المحرر السياسي

انتقلت اللّعبة الانتخابيّة من مرحلة عضّ الأصابع إلى الضرب تحت الحِزام. وانتظاراً لمن سيستطرِد بالصّراخ أوّلاً، ما تزال الطّبقة تُسدّد الضربات نحو بعضها، ولعلّ الرئيس نبيه بري هو اللاعب الوحيد الذي يُتقن توجيه الرميات بدقّة، بعد أنْ عَرِفَ كيف يرفع من مستوى تمثيل النائب جورج عدوان الذي غدا أشبه بمُمرّر رسائل لبرّي. دوران عدوان لتسويق اقتراحِ قانون رئيس المجلس يجني ثماره، وكلّما اقتربت الأيّام أكثر من موعد ١٥ أيّار، كلّما زاد عدوان من زخم جولته وتالياً زخم من يلتقيهم أملاً في إخراج الدخان الأبيض من مدخنة السّياسيين.

لكن مصادر معنيّة قريبة من جوّ المفاوضات الانتخابية، ما تزال تستبعد إمكانية حصول اتّفاق في المدى المنظور، وما زالت تتحدّث عن "مطالب صعبة التّحقق في ربع ساعة" دون أنْ تنفي وجود "نقاش متطوّر" لكنّه "لن يُترجم إلى أفعال قريبة". لغاية الآن، ما زالت الماكينات الانتخابية مُطفأة. الكلّ ينتظر ما ستؤول إليه أمور مفاوضات ربع السّاعة الأخيرة، وفي انتظار جلسة مجلس الوزراء يوم الأربعاء القادم، التي وعلى معلومات "ليبانون ديبايت" دعا لعقدها رئيس الحكومة في السرايا، فإنَّ جلسًة لا تقل أهميّة ستُعقد قبل هذا التاريخ بيوم، وربّما سترسم صورة عامة عن جلسة الحكومة الانتخابية.

وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ اللّجنة الوزاريّة التي شُكّلت من أجل البحث في قانون انتخاب وتقديمه على طاولة مجلس الوزراء، ستلتئم اليوم في دارة الرئيس سعد الحريري ببيت الوسط. وأشارت معلومات خاصّة، أنَّ الحريري ربّما يقدّم على طاولة الجلسة اقتراحه القائم على النسبيّة في ١٦ دائرة متوسّطة ليسير بشكلٍ متوازنٍ مع طرح الرئيس برّي.

وفي حين تبني أوساط على إمكانيّة "إنتاجها شيئاً ما بانيةً على الخروقات التي حصلت في الأسبوع الماضي"، تستبعد أخرى ذلك لتكشف أنَّ "اللّجنة هي عبارة عن لجنة ربط نزاع لم تنعقد أصلاً إلّا مرّة واحدة يوم أنشأت، فكيف يعوّل أنْ تنتج شيئاً؟" لتخلص بالقول إنّها "ليست إلّا لجنة مراسم دفن موتى، أُخرِجَت من البهو عندما أدرك الجميع أنّهم وصلوا إلى الحائط المسدود، لكي تكون خشبة خلاصهم طالما أنَّ النّقاش عالق في الزواريب".

أمّا عن المسار الذي ستسلكه جلسة ١٥ أيّار، فيبدو أنَّ الشّكل العام بدأ يرتسم. وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ المبادرة التي عمل على خطّها أحد القادة الأمنيين ومحورها تأجيل جلسة ١٥ أيّار، أثمرت، إذ إنَّ الرئيس نبيه برّي دعا هيئة مكتب المجلس للإجتماع وبحث تأجيل الجلسة إلى موعدٍ قريب، تصب الترجيحات نحو موعدٍ أقصاه يوم ٢٢ أيّار إفساحاً في المجال أمام مزيدٍ من البحث والمواقف التي سيكون آخرها للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله يوم ١٤ أيّار لتكتمل الصورة. ووفقاً لمصادر "ليبانون ديبايت"، فالتأجيل سيكون أسبوعاً واحداً وربّما يُمدّد لإسبوع ثانٍ، ذلك مقدرٌ بما سينتجه البحث وتهاوي المُهل وضغط إقتراب إنتهاء العقد التشريعيّ العادي الذي سيكون آخر موعدٍ للإقرار. امّا التأجيل فمقرون باستمرار البحث على نفس الوتيرة وتعزيز عمل "اللّجنة الوزاريّة" لتلتئم بشكلٍ دوريٍّ يقابلها دفع من أعضاء الرّباعيّة السّابقة الذين سيسخرون نشاطاهم وأعمالهم خدمةً لها. وتردّد انّ إجتماعاً للرُباعيّة عُقِدَ ليل أمس لكن ما تسنى لموقعنا الحصول عليه يؤكد حصول لقاء بين معاون الرئيس بري الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر دون أن يرشح عنهُ شيء.