Beirut
16°
|
Homepage
الشهيد يشهد.. مصالحة فوق الحقيقة ومصالح فوق الشعب
انطون الخوري حرب | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 11 أيار 2017 - 13:35

"ليبانون ديبايت" - انطوان الخوري حرب:

"ليبانون ديبايت" ينشر الحلقة الثالثة والاخيرة من الحوار مع الشهيد الحي دياب يونس، وفي ما يلي نص الحلقة من الحوار:

مسار الايام والحقبات الممتدة من العام 1990 وحتى العام 2005، كان كافياً لانضاج العبرة مما حدث في تلك الفترة المشؤومة من تاريخ اللبنانيين. لقد اصيب دياب يونس في جبيل، وباصابته اصبح باكورة شهداء تلك الحرب، لان مركزنا كان اول مركز يستهدف من قبل ميليشيا القوات اللبنانية في منطقة الصراع التي كانت تسمّى المنطقة الشرقية. لقد تحولت الوجهة تماما وكانت اصابته ابلغ تعبير عن الواقع حينذاك لانه اصيب في ظهره ومن رصاص لبناني. وهذا ما لم يكن في حسابه او حساب اي شاب انخرط في الجيش اثناء حرب التحرير للمساهمة في تحرير وطنه من الاحتلال. لقد اتته الرصاصة من حيث لا يتوقع. من مواطن لبناني ابن بيئته وكان من المحتمل ان يكون احد اقاربه. والذي لم يتوقع بدوره ابدا ان يرفع بندقيته يوماً في وجه قريبه الجندي في الجيش. فكلاهما كانا ينفذان الاوامر، وكم يكون الغبن خانقاً في ظرف كهذا.


لم تكن اصابة ذلك الجندي الاتي من الجبل الى الجبهة مبررة على الاطلاق. فهو لم يستشهد مصابا بالشلل على يد العدو الذي اتى لمحاربته. ولكم كان القلق كبيراً من ان لا يكون استشهاده في محله، وان يُخشى من الحديث عنه تحاشياً لنكئ الجراح. اي ان غبن هذا الشهيد يصبح مضاعفاً الى درجة فظيعة حين لا يكون استشهاده مصدر فخر لمجتمعه، او حين يكون صفعة على ضمير من اوصله اليه، بينما الكل يعرف الحقيقة. "هنا يدخل منطق لعبة المصالح السياسية الدنيئة التي تأخذ بدربها كل الاعتبارات الوطنية والاخلاقية والانسانية. لا سيما عندما تتقاطع هذه المصالح مستظلة رمزية الشهداء والمناضلين الذين شملهم ذاك الصراع الدموي الطويل والعميق. من هنا لا يستغرب دياب عدم اقدام اي من طرفي الصراع والمصالحة على سؤاله عن رأيه هو او رفاقه بتلك المصالحة التي يعلم الجميع كيف استجدت. كما لا يستغرب ان لا يعتذر قادة تلك الحرب من امهات الشهداء وايتامهم واراملهم عند المصالحة. حتى انهم لم يتكرموا بذكرهم ولو بكلمة واحدة في تلك الاحتفالية. والاكثر من هذا ان دياب واترابه لا يكتفون بطلب الاعتذار من القادة، بل وايضا الندم لكي يصبح ماضي الصراع مداناً في ثقافة المواطنين وخاصة الاجيال الجديدة. حتى لا يستسهل احد تكراره في يوم من الايام. كما يرى الاعتزال السياسي تكفيراً بسيطاً عن الماضي وافساحاً في المجال لتنقية المستقبل. فالاعتزال هو الثمن الارخص الذي يدفعه من يتحملون المسؤولية عن تلك المآسي".

لا يتردد دياب ابدا في ابداء رأيه الصريح والمباشر بمصالحة العماد عون وسمير جعجع التي حصلت منذ عام ونيّف في معراب. بل يقول جهاراً :" هذه المصالحة لم تعبّر عني او تمثل موقفي. انا تصالحت مع القاعدة القواتية منذ زمن طويل بالرغم عمق الجرح الذي سببته لي. كما اننا تلاقينا في االكثير من المواقف المشتركة. ولم انتظر الظروف السياسية لتي ادّت الى المصالحة . فالمصالحة الحقيقية تكون حين نجلس على طاولة واحدة وفي منزل واحد ونحن متفاهمون ان القادة اخطاوا ويتحملون المسؤولية وليس نحن اوالشعب، وحين نأخذ العبرة مما جرى وان ننجح في التحرر من الماضي ونواجه سوية تحديات المستقبل ."

حتى من حيث الشكل، لدياب راي موضوعي جداً يبغي من خلاله الحفاظ على الهيبة والمكانة في اختيار مكان المصالحة التي كان يجب ان تتم في الرابية لا في معراب. بسبب عمر الجنرال ومرتبه السياسية والشعبية. "صحيح اننا فرحنا في الشكل لمجرد التلاقي بينه وبين الدكتور جعجع، لكن الشهيد لا يموت امام الكاميرات. فامام الكمية الهائلة من المأساة التي جلبها ذاك الصراع التاريخي على المجتمع والوطن، تمنينا ان يعترفوا بخطأهم. وان يقولوا كانت غلطة, المصالحة كما جرت عنوانها ان السياسة اليوم تجمعنا اما بالنسبة للماضي الاليم فكلينا كنا على حق. اساس المصالحة الغفران، والغفران لا يتحقق ما لم يتم الاعتذار والاستعداد لتحمل المسؤولية اولا، واصلاح الخطأ والتعهد بنبذه وعدم تكراره ثانيا. وهذين الامرين او الشرطين الاساسيين والجوهريين للمصالحة لم نشهدهما في مشهد احتفالية معراب."
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين والهيكل سيسقط"! 9 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 6 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 2
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 11 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 7 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 3
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 12 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 8 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر