ليبانون ديبايت - فادي عيد

بسحر ساحر تبدّلت الأجواء التشاؤمية التي فرضت نفسها لفترة طويلة في ملف قانون الإنتخاب، وذلك مع حدوث اختراق في جدار الأزمة التي كانت قائمة على خلفية تشبّث كل طرف من الأطراف السياسية بتحقيق مكاسب انتخابية لتعزيز موقعه في السلطة.

وأكدت مصادر وزارية في هذا الإطار، أن كل المؤشّرات والمواقف التي أطلقت في اليومين الأخيرين، توحي بأن الأجواء والمناخات الإنتخابية انقلبت رأساً على عقب، واتجهت الأمور نحو "تفاؤل أكيد بإمكانية الوصول إلى قانون انتخاب في وقت قريب".

وأشارت المصادر نفسها، إلى أن ضيق الوقت وعدم وجود هامش واسع للمناورات السياسية، إضافة إلى الضغوطات الدولية والعربية بضرورة حصول الإنتخابات، كان لها الدور الحاسم لجهة رسم المسار الإيجابي الذي ستؤول إليه النتائج الإيجابية أيضاً، ولفتت إلى أن هناك تسوية سياسية ستظهر ملامحها سريعاً من خلال إنتاج قانون الإنتخاب العتيد.

وأكدت المصادر، أن معالم هذه التسوية باتت شبه واضحة، وترتكز على النسبية بشكل كامل وفق دوائر متوسطة تراوح بين 13 و 15 دائرة، مع اعتماد الصوت التفضيلي ضمن القضاء. لافتة إلى أنه سيتم فتح دورة إستثنائية للمجلس النيابي هذا الأسبوع، الأمر الذي يتيح إنجاز هذه التسوية في مهلة لا تتعدى 19 حزيران المقبل.

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هو عما إذا كانت خارطة الطريق هذه ستتحقّق، وتجري الإنتخابات النيابية في الخريف المقبل؟

سؤال يبقى برسم المعنيين المولجين بعملية التفاوض، والذين عليهم أن يضعوا نصب أعينهم، في حال عدم نجاحهم، إمكانية انزلاق البلاد إلى أزمة سياسية لا يمكن التكهّن بتداعياتها ونتائجها، في ظل ما يجري حولنا من تحوّلات سياسية كبرى، كما في ظل الإستراتيجية الأميركية الجديدة في المنطقة الشرق أوسطية، حيث ستكون زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، والقمة الأميركية ـ العربية ـ الإسلامية في السعودية، بمثابة المحطة الفاصلة في المخاض الذي سيعيشه الشرق الأوسط.