تفاصيل "العشاء الاخير" في عين التينة.. الحريري يُنهي التحالف مع جنبلاط

Beirut

16°

Coming
Soon

المصدر: ليبانون ديبايت

الاثنين 15 أيار 2017 - 7:06

موعد جلسة التمديد قذف حتى 29 أيار الجاري

اللقاء في عين التينه تخلله صراحة وشفافية وبحث في تقنيات القانون

باسيل حمّل عدوان رسالة كانت بمثابة مطب امام الاتفاق

البحث انحصر بالصوت التفضيلي والخيار 13 دائرة

ليبانون ديبايت - المحرر السياسي

بدأت مرحلة الشدّ والجزم. دخلت البلاد في الربع ساعة الأخير من عمر قانون الانتخاب. المصير معلّق على أمرين، إمّا أسود أم أبيض، فلا وجود للرمادي في قائمة الألوان. عض الأصابع ارتفعت وتيرته ومدّدة صلاحيته من 15 أيّار حتى 29 منه، والأبواب شرّعت على حلٍّ مرشّح لأنْ يكون لا حلَّ، يُغرق البلاد في آتون مصيرٍ حالك. التمديد برأي الجميع سقط بإجماع إسقاط 25 قانون واقتراح قانون انتخاب بالتكافل والتضامن بين الجميع، تكفّلت الكتل بضرب 17 منها فيما ضاعت 8 في غياهب خزائن ساحة النجمة، كلّه اتى خدمةً للاشيء، سوى استخراج قانون يُراعي "التوازنات" المفسّرة بمصالح السياسيين.

الخيارات الانتخابيّة باتت ضيّقة، كذلك الخطوات وردّات الفعل عند الأفرقاء، فمقابل ال "لا" قانون هناك "لا" مجلس مكلّل بتهديد "لا" حكومة وبالتالي "لا" رئاسة. تتقوّقع هذه اللاءات على بعضها لتنضمّ إلى اللاءات المعهودة التي لم يبقَ منها سِوَى الشعارات، كونها - على ما يبدو - سقطت كلّها إكراماً لقانون الانتخابات الذي يترنّح على أبواب عين التينة والرابية وبيت الوسط.

العشاء الأخير
في الاولى إجتمع الرئيس برّي مع الرئيس سعد الحريري (الذي عاد تواً من الدوحة) بحضور النائِب جورج عدوان والوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري، نادر. وبعد أنّ بحثوا ملف الانتخابات بكثيرٍ من الصراحة، انضموا جميعاً إلى طاولة العشاء الاخير، فَخُيّلَ أنّ الدُخان الابيض سيتصاعد من مِدخنة عين التينه، لكن لم يخرج منها سوى قذف موعد الجلسة حتى تاريخ 29 الجاري.

الاجتماع، الذي خُصِّصَ لعرض آخر المستجدات الانتخابيّة التي باتت في حوزة الرئيس الحريري، تطرّق المجتمعون فيه إلى ما جرى التوصّل إليه من أفكار النقاشات الأخيرة حول اقتراح قانون الرئيس بري، والتي تولّى ربط الأفكار فيها النائب جورج عدوان، لكنه صعد على مطب خفّف من انتاجيته مرده الى الموقف الذي نقله عدوان عن لسان باسيل، الذي ابلغ المجتمعين "اصراره على التأهيلي".

وبعد ان شرح عدوان كلّ المعطيات التي بحوزته، اخد الجميع كلمة شرف من رئيس المجلس بأن يُمدّد عُمر اقتراحه حتى آخر الشهر افساحاً في المجال أمام امكانيّة تليين "بعض المواقف"، وكون نسبة التفاهم الحاليّة على قانون، لم تبلغ هذا المستوى من قبل.

وعلم "ليبانون ديبايت" عن أفكار لتنقيح عدّة نقاط يترأسها الصوت التفضيلي. وعلم أيضاً أنّّ البحث بات في 13 دائرة نسبية كحل وسط يرضي برّي الثابت على 10 والقوات التي تطلب بال15.

الغائب الاكبر عن الاجتماع كان التيّار الوطنيّ الحرّ الذي إختار عدم المشاركة والاكتفاء باجتماع بيت الوسط كون لديه حساسية مفرطة من عين التينه، موكلاً عدوان الانابة عنه، وابلاغ الوزير جبران باسيل النتائج.

قبل الاجتماع، كان مدير مكتب الرئيس الحريري، نادر الحريري، قد حضّر نفسه لقطع نزاع القوم، فاطلق سهماً ثلاثيّ الرؤوس على اقتراح باسيل التأهيلي، مسقطاً إيّاه، فيما تكفّلت شخصيات الصف الأوّل في تيّار المستقبل، شرح وتجميل موقف "الشيخ نادر" عبر مغازلة الرابية بشروطها، أي "القبول بالنسبيّة المشروطة" المصرّح عنها في الرابية بـ"النسبية بضامانات".

الحريري ينسف الحلف الجنبلاطي
وبينما كان الرئيس الحريري في الطائرة بطريقه إلى بيروت، نفخ "واتس آبياً" في هواتف الجميع، داعياً لاجتماع في دارته يضمّ كلّ من الوزير جبران باسيل والنائب جورج عدوان، تزامُناً، كان نوّاب حركة أمل يرفعون من درجة حدّيّة مواقفهم بوجه الأخصام في التيّار الوطنيّ الحرّ، بخِطابات ناريّة حلّلت على أنّها مقبّلات "الاجتماع الأخير"، ورفع أوراق التفاوض. النائب علي خريس أدخل "والد باسيل" في النقاش الانتخابيّ، إذ سأل في أحد المقابلات الإذاعيّة حول كلام جبران أنَّ العهد الجديد في وجهكم ست سنوات، ليسأل "وهل العهد مِلك والد باسيل؟"

أبويّة العهد تعاني الأمرّين نتيجة سقف الخطاب الانتخابيّ الذي ارتفع في السّاعات الماضية، فإمّا اتّفاق على قانونٍ انتخابيٍّ وبالتالي العبور نحو تمديدٍ تقني أقصاه شهر أيلول، أو فراغ مجلسي يليه استقالات حكوميّة تضع الوزراء مهبّ الريح، ما يعني القضاء على بارقة الأمل الوحيدة التي خرجت من جدران التحجّر السياسيّ.

في هذا الوقت كان الرئيس برّي يحضّر لاجتماعه، مصرّحاً أنَّ "حركة أمل هي الوحيدة التي تتصدّى لمشاريع قوانين الانتخابات المذهبيّة والطائفيّة في سبيل لبنان وفي سبيل الإسلام الحقيقي والمسيحية الحقيقية"، كان الرئيس الحريري ينسف على أوراق صحيفة "قطرية" التحالف مع النائب وليد جنبلاط واصفاً إيّاه بـ"السابق" فيما لم تستثنِ اسهمه القوّات اللّبنانيّة التي اعتبر أنَّ "التحالف معها لم يعد قائماً كما كان سابقاً وهذا معروف".

مصادر "ليبانون ديبايت" تقول إنَّه قبل يوم 20 حزيران سنشهد ولادة قانون بانيةً على "السيل الهادر من الإيجابيّات التي خرجت من مداخن اللّقاءات التي انعقدت في السراي الحكومي ووزارتي المال والخارجيّة" لتخلص إلى أنَّ "الأسبوع المقبل سيشهد لقاءات مكثّفة بين جميع الأفرقاء" عمادها إيجابيّات جلسة برّي - الحريري، وفترة السماح الجديدة التي ستُعزّز بفتح الباب أمام عقدٍ تشريعيٍّ استثنائيّ لإقرار قانون يتبعه تمديد تقني.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا