Beirut
16°
|
Homepage
عن الدقائق الخمس التي أنقذت نوح زعيتر!
المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 16 أيار 2017 - 5:33

ليبانون ديبايت

يُمارس المطلوب، نوح زعيتر، لعبة القط والفأر في تعمله مع الدولة اللّبنانيّة، التي تجهد - كما يقال - سعياً وراء إلقاء القبض عليه. الرجل الذي يصنّف على أنّه المطلوب الأوّل لبنانياً في الملفات المتعلّقة بالمخدّرات، استطاع طيلة فترة ظهوره من أنْ يكوّن هالةً حول نفسه حمته في كثيرٍ من الاماكن. في الوقت نفسه نجح بنيل ومراكمة تعاطف شعبي في منطقة تصنّف محرومة، فأضحى الشاب قوي البنية ذو الشعر الطويل، بمثابة "روبن هود" بالنسبة إلى أبناء البقاع، ويكاد لا يطرق أحدهم بابه إلّا وساعده، مما جعله يتفّوق في الشعبيّة حتّى على نوّاب المنطقة أنفسهم!

تجارة "زعيتر" غير الشرعية وانشطاره في "الكار" إلى أبعد من حدود البقاع، أسهم في وضعه على رأس اهتمامات كلّ الأجهزة الأمنيّة، التي تجد فيه "صيداً ثميناً" تتنافس على الظفر به كأفضل غنيمة ممكنة. في شهر آذار المنصرم، أُطلقت خطّة أمنيّة في البقاع. منتصف ذلك الشهر، شهدت شوارع بعلبك استنفاراً وانتشاراً عسكرياً مشدداً، ترافق ذلك مع مداهمات وملاحقات واعتقالات، أتت تزامناً مع أخرى كانت تدور رحالها في الضاحية الجنوبية لبيروت، فخيّل للمتابعين أنَّ قرار إنهاء مظاهر التفلّت اتّخذ ونال الغطاء اللّازم.


بينما كان الجميع يراقب مظاهر "فائض الأمن"، كان هناك من يعدّ العدّة لاستغلال حالة الإرباك التي بحثت عن تأمين صيدٍ كبير يعمّد الخطّة التي أطلقت. قبل بدء سريان مفعول الخطّة الامنية، تواردت معلوماتٍ حول إمكانيّة زيارة "نوح زعيتر" لمنزله في حي الشراونه، الذي لا يحضره إلّا فيما نذر، فتأهب العسكر لمراقبة الطرقات.

يتّسم الشراونه - وهو حي ذائع الصيت - بانتشارٍ كثيفٍ للمجموعات العائلية المسلحة كذلك بكاميرات المراقبة التي يردّد أنَّ التّجار و "زعيتر" هم من وضعوها لتوفير حماية لأنفسهم وأمنهم. استطاع أحد الأجهزة الأمنيّة الولوج إلى الكاميرات وتعطيلها، بغية تأمين غطاء للتحرك الذي كان يُعد له داخل الحيّ واعطائه طابعاً أمنيّاً، وإنجاز عملية اعتقال نظيفة لنوح زعيتر. صباح يوم الاثنين 20 آذار، تحضّر عناصر من الجهاز الامني للدخول إلى منزل "أبو علي" بعد ورود معلومات عن وصوله اليه. تحرّكت سيارات رباعيّة الدفع داكنة الزجاج ودخلت إلى الشراونه ووصلت إلى منزل "زعيتر" فدخلته دون أي اشتباك ودون أنّ تعثر عليه. وكي لا تخرج خالية الوفاض قامت بعملية بحثٍ وتفتيش في المنزل الذي بدا خالياً الا من ذخيرة وملابس عسكريّة.

الصدمة، وفق معلومات "ليبانون ديبايت"، توزعت على مراحل، بدايتها ارتبطت بكيفية اختفاء "نوح زعيتر" الذي تأكّد وجوده في الحي إنْ لم نقل في المنزل، وكيف خرج دون أنْ يدري أحد أو دون أن يُرصَد حتّى. ما قاد الى الصدمة الثانية اكتشاف أنَّ "زعيتر" كان قد رصد دورية الجهاز الأمني القادمة لاعتقاله قبل أن تصل إليه، وذلك من خلال كاميرات مراقبة مخفية مرفوعة في الحي لا تعلمها الدولة، مسجلاً في مرمى الأمن هدفاً، لكن الصدمة الثالثة سجّلت أنَّ الكاميرات التي قام الجهاز الأمني بتعطيلها، لم تكن سوى كاميرات وهمية لا دور لها سوى تضييع وإرباك الجهات الأمنيّة، وكانت أقرب إلى "فخ" منه إلى كاميرات، ليظهر أنّ "زعيتر" كان متقدماً بخطوة على رقعة الشطارنج.

على كل الأحوال، خمس دقائق فقط فصلت "نوح زعيتر" عن وصول الدوريّة الأمنية واعتقاله. الذي أنقذه هو دقّة ملاحظته الأمنيّة، والكاميرات المخفيّة التي أتاحت له مجالاً لرؤية ما كان يجري الإعداد له. منذ ذلك التاريخ، لم يزر "أبو علي" منزله في الشراونة، الذي بات بالنسبة إليه "مكاناً خطراً"، ومن وقتها سرى اعتقاد أنَّ الخطّة الأمنيّة لم يكن هدفها سوى اعتقال "أبو علي" وانتهت بفشلها في توقيفه.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
هذا ما يحصل متنياً 9 سقطة غير مبرّرة لنائب التغيير... من أنتَ؟ 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 10 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 6 الأب إيلي خنيصر يُحذّر من الشهر "المزاجي"... أسبوعان مجنونان بانتظاركم! 2
تعميم أوصاف جثّة رجل مجهول الهوية... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 11 لاعادة النازحين وكشف خبايا جريمة سليمان... تعاون بين الدولة اللبنانية والسورية! 7 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 3
الشامي يكشف عن موعد حصول لبنان على دعم مالي! 12 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 8 "الحالة كانت خطيرة جداً"... الحريري يتعافى 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر