ليبانون ديبايت - ريتا الجمّال:

‎"على إهدن شرفونا!".. بهذا الترحيب عرّفت لجنة "إهدنيّات" في لقاء مع الاعلامييّن والصحافييّن في فيرجين ميغاستور عن برنامج مهرجانها الدّولي لعام 2017، الذي سيضيئ سماء إهدن، بأشهر النّجوم العالميّين واللّبنانييّن والعرب، ويزيّن المسرح بإستعراضات موسيقيّة فنّية، ولوحات ساحرة، تستمرّ لنحو الشّهر إبتداءً من 29 تمّوز ولغاية 18 آب. حيث ستشهد ليلة الإفتتاح عرضاً بعنوان "Cine Orchestre"، وسيطلّ قيصر الغناء كاظم السّاهر في ليلتي 4 و 5 آب، للمرّة الخامسة على التوالي، وكذلك سيكون عشّاق الأغنية الفرنسيّة الرومنسيّة على موعد مع المغني Michel Sardou في 11 آب، كما ستُقام حفلة غنائيّة في 12 آب مع "مشروع ليلى"، ليكون ختام المهرجان مسك مع المغني العالميّ Taio Cruz.

وفي هذا الإطار، أكّدت رئيسة مهرجان "إهدنيّات" الدوليّ السيّدة ريما فرنجيّة أنّ "ليلة الافتتاح الواقعة في 29 تمّوز، تحت عنوان "Cine Orchestre"، ستكون بمثابة تكريمٍ للسينما والموسيقى معاً، من خلال تقديم سهرةٍ فنّيّةٍ ثقافيّةٍ سينمائيّة موسيقيّة، تجمع بين السّينما والموسيقى وكذلك المسرح، مع الأوركسترا الفيلارمونيا اللّبنانيّة المؤلّفة من سبعين عازف، بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، ومع مشهديّات مسرحيّة مباشرة، من توقيع المبدع جورج خبّاز إعداداً وإخراجاً، وهذه المرّة الأولى التي يتمّ فيها إنتاج هكذا سهرة مميّزة، تشكّل كلّ قطعة منها عنصر جذبٍ للحاضرين".

وأشارت إلى أنَّ "هذا المهرجان الذي تُباع تذاكره في جميع فروع "فيرجين ميغاستور"، يعود ريعه إلى مركز "سرطان الأطفال في لبنان"، الذي يُعنى بمعالجة الأطفال الذين يعانون من مرض السّرطان، وإلى "جورج نسيم خرياطي" للسّير، التي حوّلت مأساة شخصيّة عائليّة جرّاء حادث سير، إلى أكاديميّة تعمل على نشر التوعية حول السّلامة المروريّة، وتلقين الأطفال والشّباب أخلاقيّات وقوانين السّير بتقنيّاتٍ متطوّرة، فـ"العلم في الصغر كالنّقش على الحجر"، وانطلاقاً من هذه المقولة ومن دور الأطفال المهمّ والأساس في الحياة والوطن، سيُخصّص أيضاً مساحة وحصّة كبيرة لهؤلاء الأطفال، إذّ سيتسنّى لهم حضور أربع حفلات مجّانيّة غنائيّة واستعراضات مسرحيّة راقصة، فأنا من جيل الحرب، وفي قلبي خوف وقلق وحزن دائم، وأعتبر أنَّ هناك ضرورة لإحاطة أولادنا بالفنّ والرياضة والثقافة حتّى نبني جيلاً واعياً يحافظ على هذا البلد".

ورأت أنَّ "المهرجانات بشكلٍ عامّ هي كالاقتصاد والتجارة، فالمنافسة موجودة دوماً، بيد أنَّ هذه المنافسة بالذات، هي الأفضل، فلبنان بلد صغير، وكم هو رائع أن نشاهد كيف أنّ كلّ قرية أو منطقة تحتفل على طريقتها وتنشر جوّ من الثقافة والفرح والفن والمحبّة، من دون أنْ ننسى دورها المهمّ في استقطاب اللّبنانيين الذين يعيشون في دول الاغتراب، وكذلك السيّاح الأجانب والعرب، وبالتالي فإنّ كثرة المهرجانات هي عنصر إيجابي للبلد". معتبرةً أنَّ "قوّة واستمراريّة مهرجان إهدنيّات الدوليّ تعود بالدرجة الأولى إلى أهل المنطقة وفريق عملٍ من الشباب والشّابات".

وقالت فرنجيّة "المهرجان هذه السّنة تجوز تسميته "سينمائيّات" و"إهدنيّات"، ونحن نطمح دائماً إلى التقدّم والتطوّر والقيام بخطواتٍ ثابتة، لكن على "قدّنا" ونسبة لوضع البلد، والإمكانات الموجودة، فالأحلام كثيرة، ولكن على الإنسان أيضاً أن يكون واقعيّاً، إذ إنَّ وضع لبنان غير المستقرّ يحول دون التّخطيط لسنين قادمة، ولهذا السّبب نعمل على وضع المشاريع سنة بعد سنة".

وردّاً على سؤالٍ عن أحلامها التي تسعى إلى تحقيقها على صعيد "إهدنيّات"، أجابت: "أحلم بالاتّفاق مع أسماء عالميّة لتحيي المهرجان، وأنا شخصيّاً كنت أحبّ أغنية "First be a woman"، وهي المفضّلة لديّ، وتحقّق حلمي مع مجيء المغنيّة Gloria Gaynor التي أهدتني بدورها الأغنية، على أمل أن تتحقّق جميع أحلامنا شرط أن نكون واقعييّن و"الخير لقدّام" بقوّة اللّه".

بدوره، أشار الممثّل والمخرج المبدع جورج خباز لموقع "ليبانون ديبايت" إلى أنّه سيكون المسؤول عن إخراج ليلة الافتتاح، التي وبالتعاون مع "سيني أوركيست"، ستتضمّن مزيجاً بين السّينما وموسيقى الأفلام، والتي ستشمل 15 قطعة من أفلامٍ "شعبيّة" قُدّمت بمستوى فنّي وسينمائيّ عالميّ، وبقيت محفورة في ذاكرتنا، وقلوبنا". مضيفاً:"هذه المرّة وبخطوةٍ جديدة، سنجمع بين المشهديّة الأساسة، والموسيقى التصويريّة سواء أكانت على الشّاشة أم الرابط المسرحي بين قطعة وأخرى".

واعتبر خبّاز الذي يشارك أيضاً في مهرجان بيروت، حيث ستُعرض "قصّة بيروت" وهي من كتابته، بطريقة ثلاثيّة الأبعاد على المباني، أنّ "المهرجانات التي تُقام في لبنان وخصوصاً في فصل الصيف، هي من أهمّ الخطوات التي تحدث، كونها تضخّ بالحياة، وتخلق هذا التوازن بين الصّعوبات التي يعاني منها البلد، وإرادة المواطن اللّبنانيّ، التوّاق إلى الفرح، ويحب الحياة ويعيش على الأمل، وهذه النوعيّة من المهرجانات تمثّل شريحة كبيرة جدّاً من اللّبنانييّن الذين يعشقون الفنّ والجمال والحريّة".

إشارة إلى أنّ لجنة "إهدنيّات" كما كلّ سنة ستنظّم حدثاً بيئيّاً بعنوان "Ehdeniyat Green Festival" الذي يهدف إلى نشر التوعية حول أهميّة فرز النفايات، كما سيُكمل مبنى الكبرى الأثري مسيرته خلال فصل الصيف، وستُقام فيه لمدّة شهرين العديد من المعارض الفريدة من نوعها، إلى جانب نشاطات ثقافيّة ترفيهيّة. كذلك سيُخصّص أيضاً مكاناً "للسياحة الرياضيّة". هذا وستنضمّ هذه السّنة لـ"إهدنيّات" جمعيّة "حماية" التي تعنى بالأطفال المعنّفين بهدف حماية البراءة ونشر التوعية في المجتمع حول العنف الجسدي، اللّفظي والنّفسي ضدّ الأطفال.