Beirut
16°
|
Homepage
مخزومي: قضايا كثيرة يجب أن تخرج الى العلن.. وهذا هو أخطر سلاح
المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 19 أيار 2017 - 12:16

"ليبانون ديبايت":

إفتتحت يوم أمس القرية الرمضانيّة بنسختها السّادسة برعاية مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللّطيف دريان في أرض دار الفتوى - فردان، وبدعوة من جمعيّة "بيروتيّات" التابعة لمؤسّس والرئيس الفخري لمؤسسّة مخزومي الدكتور المهندس فؤاد مخزومي، وعقيلته السيّدة مي مخزومي، حيث تنوّع الحضور الديني وحتّى السّياسي في صورة موحّدة تجسّد العيش المشترك في لبنان.

وقال مخزومي "إنّ هذا الشّهر الفضيل يدعونا الى تزكية نفوسنا وعمل الصّالحات، خصوصاً لأولئك الذين بعطائنا قد نخفّف عنهم ونحيي آمالهم"، مضيفاً:"تخطر في بالي إنجازات كبيرة، بينما كنت أتعرّف على تاريخنا وأصالة القيم، وأتذكّر في هذا السّياق، المُلهم الكبير في السياسة والادارة والانسانيّة، الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه، اذ أنّه وخلال مدّة قصيرة من تولّيه الحكم، "أغنى النّاس"، فعند المباشرة بتوزيع أموال الزكاة، لم يجدوا في الدّولة كلّها إنسان واحد محتاج ينطبق عليه مواصفات الفقير والمسكين وذلك بحسب مصارف الزكاة".


وإعتبر مخزومي أن "مسؤوليّة الحاكم تكمن في أن يغني الناس، وكلمة "يغني" لا تعني جمع الثروات، بل جعل النّاس في غنى عن السّؤال أو طلب المعونات. فهل هناك أجمل من هكذا حكم هدفه الأسمى إلغاء كلمات الشفقة والصدقة والحرمان والتسوّل من قاموس المجتمع؟! من هنا، إن المواطن الغني هو المستغني، والمؤمّنة حاجاته وكرامته بأمان، هذا هو حلم المستقبل ونتمنى أن يكون تحقيقه قريباً". مشدّداً على أن "التساؤل يبقى حيال أي مستقبل يمكن أن نعد به أجيالنا في حين أنه للأسف هناك من يقسّمنا الى قبائل وعشائر، طوائف ومذاهب، ولا يرون فينا سوى مجموعة أشخاص متنافرين جاهزين للسير ورائهم، فيما يسيرون هم أمامنا ويعملون على تحريك العصبيّات حتى ننسى حقوقنا ونتقاتل".

وأضاف:لبنان غنيّ بالتنوّع والتعايش بين الاديان والمعتقدات كافة، في وطن واحد لجميع أبنائه، من حوله غضب يفترس شعوب مقهورة، بينما الشعب اللّبناني لحقه غضب كافي ليجعله مطعّماً ويكسبه مناعة ضدّ القتل والظلم بحجة الدين. ونلاحظ كيف أنّ العالم كلّه يتحدّث اليوم بلغة لبنان في حقبة "الخمس وسبعين"، ونحن نجلس سويّاً نحتفل باكراً بأجواء رمضان التي تجمعنا مسلمين ومسيحييّن. العالم في الخارج مقسوم ونحن مجموعين. حلمنا أن نبقى هكذا ونطرد المشاهد التي توجع الناس، والعناوين المشتعلة والمفتعلة التي تخفي موضوع سرّي عنوانه الوحيد توزيع المغانم".

وقال مخزومي:"هناك قضايا كثيرة يجب أن تخرج الى العلن، وتتحدّى الاهمال الرّسمي، وتعود الى مرتبة الاولويّات، مثل حقوق المواطنين والاقتصاد السّليم وغيرها من المواضيع الملحّة وصولاً الى ضرورة إقرار قانون إنتخاب عادل لخدمة الانسان. وعلينا ان نتذكّر دائماً بأن أخطر سلاح نملكه هو العلم والمعرفة والتكنولوجيا، فالمطلوب قبل كلّ شيئ العقل والوعي والادراك. فنحن أصحاب حقّ ويجب أن نحضّر أجيالنا حتى يحاربوا بسلاح العقل والمعرفة. وفي هذا الاطار حديث نبوي شريف يقول "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل اللّه له به طريقاً الى الجنّة".من هنا يجب أن نتمتّع بأرقى درجات المعرفة العلميّة لننتصر في معركة الوجود ونوعيّة الحياة. حيث أنّ لبنان وكما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثّاني هو أكثر من وطن، هو رسالة، تتكامل فيها الثقافات والاديان". خاتماً بالقول:"يجب أن نعرف بعضنا عن قرب، ليبقى لبنان نموذج الانفتاح والودّ والتكامل، وفيه أرقى صفات الانسان.. نموذج حرزان إسمه لبنان.. لأن "لبنان حرزان".

بدوره أشار المفتي دريان الى أن "لبنان لا يمكن أن ينهض ويستمرّ الاّ بتلاقي أبنائه على وحدة الكلمة والمصلحة الوطنيّة العليا"، معتبراً أنه "بإنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة طوينا صفحة طويلة ومريرة من الفراغ الذي أثّر على سير المؤسّسات الدستوريّة، وتابعنا المسار نحو تشكيل حكومة الثقة الوطنيّة برئاسة الرئيس سعد الحريري لما في ذلك من خير الوطن والمواطنين، لكننا اليوم ننتظر بفارغ الصبر إتفاق القوى السياسيّة على قانون جديد للانتخابات، فالمهل الدستوريّة تضغط بقوّة، وأنا متفائل بإمكان الوصول الى إقرار قانون إنتخابي جديد طالما أنّ هناك وعياً جدّياً عند القوى السياسيّة".

وقال المفتي دريان:"من غير المسموح أبداً، في دولة كلبنان، وفي ظلّ إنطلاقة جديدة، أن يكون هناك مظلوماً في السّجون اللّبنانيّة، ونحن طالبنا بتسريع المحاكمات للموقوفين الاسلامييّن، وهناك مطالبة ملحّة بإقرار قانون العفو العام". مضيفاً:"نحن في دار الفتوى، كنّا نعمل بصمت على ملفّ الموقوفين الاسلاميّين، لكن آن الأوان لأن نقول بأنه لا يمكن أن يستمرّ الظلم على بعض الموقوفين الاسلاميّين، وأن يسجنوا ويتمّ توقيفهم لسنوات طويلة من دون محاكمة، وهذا الامر غير مقبول في بلد القضاء والعدل".

وإعتبر أنه "بالنسبة الى العفو العام، طالبنا، ونطالب اليوم، بأن يكون هناك قانوناً للعفو العامّ شامل لكلّ القضايا، ولا يجوز أن يكون فيه إستثناء لموقوف دون آخر، أو محكوم دون غيره، أيّ أن العفو العامّ يعني أن تكون السّجون في لبنان خالية من المسجونين، وأنا أقول للموقوفين الاسلامييّن "نحن لم ولن نتخلّى عن المظلومين".

هذا وأكّدت السيّدة ميّ مخزومي رئيسة مؤسّسة مخزومي في حديثها الى "ليبانون ديبايت"، أنّ "شهر رمضان يجمع الاهل والاصحاب والجيران، في بلد صغير اسمه لبنان، لكنه يحمل قيم كبيرة من العيش المشترك، ونلاحظ كيف أن هذه القرية الرمضانيّة تجمع أشخاصاً من كافة الاطياف، المذاهب والاديان. ونحن في رمضان المبارك نسعى دائماً الى أن نتشارك في المائدة الرمضانيّة. خصوصاً أننا تربّينا على هذه العادات، فكنّا نفطر عند أصحابنا المسيحييّن الذين بدورهم يقصدون منازلنا للافطار معنا، هذا هو الجوّ الحقيقي المميّز الذي نعمل على المحافظة عليه لأنه يغني لبنان كثيراً".

وقالت:"هناك أيضاً عادات قديمة باتت مفقودة كتعلّم دروس الدين والتجويد وفوانيس رمضان، وغيرها من الامور التي كانت تحدث خلال شهر رمضان، من هنا أهميّة هذه القرية الرمضانيّة التي تنظّم أيضاً نشاطات للأطفال وموائد طعام وإفطار". مشيرة الى أن "القرية الرمضانية تمتدّ طوال فترة الشهر الفضيل، اذ هناك أكثر من 600 شخص يأكلون داخل القرية يوميّاً، في حين توزّع أكثر من 400 حصّة من الطعام على المساجد، والجمعيّات ودور العجزة والأيتام".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد قطعه جثة زوجته ودفنها في الحديقة... قوى الامن توقف القاتل 9 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 10 "بالشتم والضرب"... كاهنان يعتديان على المهندس رولان غسطين 6 إقامة دائمة لـ "السوريين" 2
"جزءٌ مهمٌ من منظومة الدفاع الجوي"... تقريرٌ عن اضرار الهجوم الإسرائيلي 11 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
هذا ما تضمنته خطة التسوية الفرنسية للجنوب 12 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 8 هجوم مسلح في الاشرفية... اليكم التفاصيل! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر