Beirut
16°
|
Homepage
مصالحة الجبل على المحك.. مسيحيو كفرمتى يهددون بترك منازلهم!
المصدر: ليبانون ديبايت | السبت 20 أيار 2017 - 8:29

"ليبانون ديبايت"

لم يكن ينقص "بلاد الازمات" سوى قطوعٍ جديد يحمل بصمات طائفية ليزيد الأمور تعقيداً. عامٌ مرَّ على انتهاء الانتخابات البلدية دون ان تسقط تراكماتها الخالدة بإذن الله، وما يزيد من تصلبها، عملية شد الحبال الحاصلة في ملف قانون الانتخابات، الذي يظهر ان سلبياته بدأت تنعكس على الشارع!

في كفرمتى، لا يبدو ان الامور تسير على ما يرام، فالبلدة التي عبرت قطوع الحرب الاهلية بآلام الدم ومخاض السيف، كتب عليها ان تستمر في مشاهدة تبيعات تلك الفترة الاليمة، كل مرة في شكل جديد. "رحلة مشي" او ما يعرف بل "Hiking" تحت عنوان "مسيرة الزيتون" من تنظيم بلدية كفرمتى، حوّلت هدوء البلدة الى عاصفة، بسبب معارضة جهة حزبية لنشاط البلدية.


مصادر محلية من البلدة تكشف لـ"ليبانون ديبايت" أن المشكلة ليست "رمّانة بل قلوب مليانة"، مردها الى نتائج الانتخابات البلدية الربيع الماضي، حيث خسرت اللائحة التي تضم مرشحي البلدية السابقة المدعومين من الحزب التقدمي الاشتراكي امام ائتلاف لائحة العائلات، الدرزية والمسيحية، ويحاول الفريق الخاسر الضغط على المكون المسيحي من اجل دفعه الى الاستقالة وبالتالي اسقاط البلدية عبر اثارة النعرات الطائفية واستحضار الماضي الاليم.

وفي 18 الشهر المنصرم (نيسان)، غرّد النائب وليد جنبلاط عبر صفتحه على موقع تويتر قائلاً:"لماذا تستباح أراضي كفرمتى أين هي ما يسمى البلدية ولماذا وزارة الداخلية متواطئة... يا ترى الرمل أهم أم المواطن؟". كلام "بيك المختارة" يبدو انه شدّ عصب المحازبين داخل كفرمتى وفهم منه انه توفير رسالة لاستكمال الهجوم على البلدية وخاصة بعد وصفها "ما يسمى البلدية".

كل تلك التراكمات، انفجرت قبل ايام من موعد "مسيرة الزيتون" في ٣٠ نيسان عندما لم تعجب "رحلة المشي" محازبي ومناصري الحزب التقدمي الاشتراكي، فطلبوا من البلدية الغائها او تغيير مسارها واعتماد آخر وعدم السماح بان تمر في ساحة البلدة، وفي حال الرفض، سيصار الى منعهم والتعرض للمشاركين، ومن الذرائع التي رفعت ان "رحلة المشي" تحمل في طياتها ابعاداً عسكرية، كما ورد في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي تم حذفه لاحقاً.

الحادثة هذه اثارت استياءً وامتعاضاً كبيرين، خاصة وان الاهالي والبلدية رأوا فيها تهديداً يحمل اشكالاً عسكرية لهم، فما كان من أحد وجهاء البلدة، الا ان يتصل بقيادي رفيع في الحزب الاشتراكي، كاشفا له أنه بصدد الاعداد لمؤتمر صحفي يورد فيه ما حصل، ومن ثم سيقوم المسيحيون من ابناء البلدة بتسليم مفاتيح منازلهم الى رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، ويرحلون اعتراضاً على تقييد حرية تنقلهم!

الكلام عن تسليم مفاتيح المنازل، على ما يؤكد متابعون، حفر عميقاً لدى قيادة "الاشتراكي" التي استدركته وبادرت الى معالجة ذيول المشكلة التي حصلت عبر معاقبة وكيل داخلية الغرب، زاهر الغُصيني، واقالته من منصبه وتعيين بلال جابر خلفاً له، لكن هذا التغيير لم يؤدِ قسطه للعلى، ولم ينهِ حالة الاحتقان لدى محازبي الاشتراكي، مع الاشارة الى ان اسلوب التهديد وطرح تغيير المسار، ترك العديد من الخلافات داخل فرع الحزب الاشتراكي في البلدة، ما دفع بالبعض الى اعلان الاستقالة رفضاً لتلك الممارسات التي تهدد السلم الاهلي ومصالحة الجبل.

وبعد سيل من الضغوطات ولتدارك ما هو أعظم، قبلت البلدية بالمسار الجديد واقامت نشاطها على اساسه، لكن ذلك لم يشفِ غليل المتربصين شراً الذين انتشروا بأسلحتهم الظاهرة على مقربة من المسارات الجديدة وفي ساحة البلدة.

وبما ان العتب على قدر المحبة، يسأل ابناء كفرمتى المسيحيون، "لماذا بعدما علم النائب وليد جنبلاط بالتصرفات الشاذة لبعض المحازبين، وبعد اقالة وكيل داخلية الغرب لم يعطِ توجيهاته للسماح بمرور "رحلة المشي" في المسارات التي تريدها؟"

الى ذلك، استمرّ التأزيم يأخذ منحى خطير خاصة ما حصل يوم أمس الاول، حيث علم "ليبانون ديبايت" انه وعلى خلفية تسوية اوضاع المرامل، تهجم عدد من الشبان الدروز على خمسة اعضاء مسيحيين في البلدية بينهم نائب رئيس البلدية، شادي ابي سعد، الذي يتولى تسيير شؤون البلدية بسبب سفر الرئيس الدرزي الى الخارج لمدة شهر، ووجهوا لهم الشتائم داخل مبنى البلدية، ولولا تدخل الاعضاء الدروز واخراجهم، لكان حصل ما لم يكن في الحسبان.

حالة الغليان تفاعلت، فبينما كان نائب الرئيس سعد يمرّ بسيارته في ساحة البلدة مغادراً بعد الاعتداء عليه، نعته محازب اشتراكي قائلاً وبشكل حرفي: "هيدا الكلب المسيحي الاول"، واثناء مرور سيارة أحد الاعضاء المسيحيين المغادرين أكمل "وهيدا الكلب المسيحي الثاني"! الكلام الذي حصل على مرأى ومسمع عدد من ابناء البلدة من الدروز والمسيحيين، لقي استياءً ورفضاً ووصف بانه "يؤدي الى تعكير صفو المصالحة لا بل تهديدها"، مما ادى الى حصول عراك وتضارب بين المعترضين على الكلام ومطلقيه وعلى أثر ذلك تدخلت القوى الامنية وفتحت تحقيقاً في الموضوع، ويشار الى ان اول من اعترض على الكلام الطائفي هو من الطائفة الدرزية وتعرض للضرب بسبب دفاعه.

التصرفات الغير مسؤولة المشار اليها، دفعت عدداً قليلاً من أهالي البلدة من المسيحيين، الى الخروج وترك منازلهم، خوفاً من تعاظم الامور وتطورها الى أخطر من الذي حصل، خاصةً بعد دخول السلاح على خط المشكلة، فما كان من أحد مخاتير البلدة الذي يعمل على خدمة ابنائها مجاناً منذ 6 اعوام، الا الاعتكاف عن تسيير المعاملات اعتراضاً على ما يجري.

وامام هذا المستوى الهابط في التعامل، ولتدارك الاسوأ، يناشد العقلاء من أهالي كفرمتى من الدروز والمسيحيين كل من يعنيه الامر الى التدخل للجم من يتربص بمصالحة الجبل شراً قبل فوات الاوان وانهيار المصالحة من بوابة كفرمتى!
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
رئيس مجلس إدارة OMT في ذمة الله 9 دعارة بـ 100 ألف ليرة أمام منتزه شهير للأطفال... "مشوار بالسيارة" وفيديو بالجرم المشهود! 5 إختلاسات عيتاني - الحريري بملايين الدولارات... وتراخٍ مُلتبس من منصوري! 1
"70 راكباً بحالة صحية غريبة"... هبوط اضطراري لطائرة ألمانية 10 "زلزال 6 درجات"... توقعات راصد الزلازل الهولندي صدقت! 6 قنابل موقوتة تهدد حياة المئات وتنتشر بكثرة في لبنان... جرس إنذار قبل فوات الأوان! 2
إتفاقية سببت خسارة لـ قائد الجيش 11 باسيل يكافئ الياس المر 7 "هيدا سعركم وسدّوا بوزكم"... منشور "ناري" من السيد! 3
بعد اعتدائه بالضرب على محامية... المعلومات توقف "زعيتر"! 12 فضحية "التيكتوكرز"... توقيفات جديدة ورقم صادم للضحايا الأطفال! 8 مصانع الحزب تتسلم "جهاز الموت الصاروخي"... 43 مستعمرة ستمحى! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر