Beirut
16°
|
Homepage
أزمة جديدة في لبنان بسبب ترامب.. ضربة أميركيّة قاضية؟!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 22 أيار 2017 - 7:40

"ليبانون ديبايت" ريتا الجمّال:

في 20 كانون الثاني من عام 2017، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه على مدارج مبنى الكابيتول أنّ "الرؤية الجديدة التي ستقودها الولايات المتّحدة الأميركيّة هي "أميركا أوّلاً"، مشدّداً على أننّا "سنوحّد العالم ضدّ الإرهاب الإسلامي المتطرّف وسنحميه من على وجه الأرض، وسنُحافظ على التحالفات القديمة وسنبني أخرى جديدة". رافعاً شعار "سنجعل أميركا عظيمة من جديد".

اليوم وبعد أشهر ليست بكثيرة على تأديته اليمين الدستوريّة، ها هو ترامب ينفّذ ما أقسَم على تحقيقه ويسعى إلى السّير قُدماً نحو إنجاز كلّ القرارات التي وضع بنودها في برنامجه الرئاسي. وبمجرّد تسلّمه السّلطة من الرئيس باراك أوباما، بدأ ترامب حربه على الإرهاب، والجماعات التكفيريّة، جامعاً دول العالم وخصوصاً تلك "السّنيّة"، لإقامةِ حلفٍ قويٍّ، وتوحيد المجتمع ضدّ هذه التنظيمات، وفي مواجهة أخرى ضدّ إيران التي يعتبرها الخطر الأكبر على الولايات المتحدّة الأميركيّة والمموّل الأساس للإرهاب والتطرّف، وهنا تكمن أهميّة زيارته الدوليّة وعلى رأسها المملكة العربيّة السّعوديّة حيث تمّ توقيع مذكرّة تفاهم بين الرياض وواشنطن لمراقبة تمويل الإرهاب".


وفي هذا الإطار أفادت مصادر خاصّة لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "ترامب اتّخذ منذ بداية عهده قراراً حازماً يقضي بمحاربة التنظيمات الإرهابيّة، ومموّلي هذه الجماعات، وهذا التوجّه الجديد لترامب سيؤثّر حتماً على ميزانيّة أميركا لعام 2018، التي ستختلف كثيراً عن تلك المتعلّقة بعام 2017".

وكشفت المصادر لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "ميزانيّة أميركا الجديدة، ستنصّ على تقليص المساعدات الخارجيّة والبرامج الاجتماعيّة، التي تكلّف الولايات المتّحدة الأميركيّة الكثير، خصوصاً بعدما اتّخذ ترامب قراراً بزيادة النفقات على الدّفاع، لتعزيز قدرات القوّات الأميركيّة المسلّحة وتأمين كلّ ما تحتاجه في حربها على الإرهاب، وضمان الأمن الوطنيّ والاجتماعي العام". مشدّدةً على أنّ "هذه الميزانيّة ستحمل انعكاسات سلبيّة على دول عدّة خصوصاً تلك التي تستقبل اللّاجئين السّورييّن، ومنها لبنان، الذي شرّع حدوده وفتح أبوابه لعددٍ هائلٍ من النّازحين، بحيث لم يعد يحتمل المزيد، فيما اعتُبرت هذه الأزمة من أخطر الأزمات التي واجهها البلد دولةً وشعباً. وتتمثّل الانعكاسات المُشار إليها، من خلال الخطوة التي تعدّ الإدارة الأميركيّة الجديدة لصياغتها في الميزانيّة الجديدة والتي ترتكز على خفض حوالي 27% من المساعدات الاجتماعيّة، وعدم تغطية أكثر من ربع عمليّات السّلام".

وشرحت المصادر نفسها أنّ "ميزانيّة أميركا لعام 2018، ستنصّ على تقليص المساعدات والهِبَات الخارجيّة وكميّة الدّعم لبعض وكالات الأمم المتحدّة التي تموّل الولايات المتّحدة الأميركيّة عدداً كبيراً منها"، مشيرةً إلى أنّ "هذه الميزانيّة ستكون أهمّ من ميزانيّة لبنان، وعلى الدولة اللّبنانيّة أن تأخذها بعين الاعتبار وتحضّر نفسها والقرارات التي ستتّخذها جيّداً قبل أن يتمّ إقرارها، لأنَّ مساعدات الجيش اللّبنانيّ قد تتأثّر كثيراً في الميزانيّة الأميركيّة الجديدة خصوصاً أنَّ الوفد اللّبنانيّ الذي اجتمع بمسؤولين أميركييّن سمع كلاماً صارماً وغضب أميركي شديد من الجولة الإعلاميّة التي نظّمها "حزب اللّه" في الجنوب إلى جانب موقف رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون تجاه "حزب الله" والجيش ووضعهما ضمن الخانة ذاتها، الأمر الذي أزعج الإدارة الأميركيّة خصوصاً أنَّ قانون العقوبات الماليّة الصادر بحق "حزب الله" مختلف تماماً عن القوانين والعقوبات السّابقة، فترامب لم يعد يقتنع بحججِ محاربة "حزب الله" للإرهاب، وتحديداً بعدما اتّخذ بنفسه قراراً بمحاربة التنظيمات الإرهابيّة، معتبراً أنَّ حزب الله وإيران أبرز المموّلين لهذه الجماعات".

وأضافت: "إنّ الميزانيّة الجديدة المُشار إليها ستقلّص من المساعدات المقدّمة للنازحين السّوريين، إضافةَ إلى تخفيض دعم قوّات حفظ السّلام، وقد يُصار إلى الاستغناء عن القوّات البحريّة التابعة للأمم المتحدة في لبنان، وخطوات أخرى ستطال أيضاً وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللّاجئين الفلسطينيّين.. وغيرها من الوكالات".

وحذّرت المصادر من "تداعيات الميزانيّة الأميركيّة الجديدة الخَطِرَة على الوضع في لبنان، من دون أن ننسى العقوبات الماليّة وانعكاساتها على القطاع المصرفي في لبنان، ما يحتّم على الدولة اللّبنانيّة الانتباه جيّداً إلى كيفيّة التعامل مع هذه "الضربة الأميركيّة القاضية"، وإيصال رسائل للإدارة الأميركيّة حول أهميّة هذه المساعدات وضرورة بقائها، لأنَّ في تقليصها خطورة كبيرة على الدّاخل اللّبنانيّ سواء أكانت لناحية أزمة النّازحين أم للوضع الأمني على الحدود، هنا دور الوفد اللّبنانيّ في إقناع المسؤولين الأميركييّن بهذه النقاط، ولكن الأمر ليس سهلاً فموقف أميركا واضح من "حزب الله" بعكس ذاك المتعلّق بموقف الدولة اللّبنانيّة الرّسمي من "المقاومة"، مشيرةً إلى أنّه "إذا لم يتمكّن الوفد من إقناع الإدارة الأميركيّة بذلك هي التي لن تقبل النأي اللّبناني بالنفس عن المواجهة الأميركيّة الإيرانيّة، عليه أن يبحث بشكلٍ سريعٍ عن دولة أخرى ولا سيّما عربيّة لتغطية "الفراغ" المادّي الذي ستتركه أميركا في لبنان".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 3
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 12 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 8 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر