"ليبانون ديبايت":

بين العناوين السياسيّة البارزة التي تشغل الرأي العام وتملأ السّاحة السياسيّة، يفتتح لبنان في هذه الفترة موسم المهرجانات الصيفيّة التي تعيد إحياء الحركة الاقتصاديّة والسياحيّة والفنيّة وتعوّض بعض الشيئ عن تداعيات الملفات السياسيّة وإنعكساتها السلبيّة على وضع البلد. لكن للأسف يبدو ان التدخّلات السياسيّة تنعكس أيضاً على المهرجانات الفنيّة اللبنانيّة الدوليّة التي يفترض بها ان تكون عامل خير للبلد وجذب لأكبر عدد ممكن من السّياح والمغتربين، فالخلافات على الصعيد الحزبي السياسي، دخلت على الخطّ الفني لتلعب هي الاخرى على الوتر الحسّاس، حيث لوحظ في مواكبة سريعة للمهرجانات التي أطلقت برامجها في الاسابيع الماضية، عبر مؤتمرات صحافية كانت غالبيتها برعاية وحضور وزير السّياحة أفيديس كيدانيان باستثناء عدد قليل منها ما يطرح علامات إستفهام كثيرة حول تغيّب معاليه.

وفي التفاصيل، لوحظ بأن الوزير كيدانيان حضر مهرجانات كثيرة مثل مهرجانات الأرز الدوليّة، مهرجانات زحلة، مهرجانات صيف جونية، مهرجانات جزّين السياحيّة، وكذلك مهرجانات ضبية الدوليّة، ومهرجانات صور الدوليّة، وغيرها من المهرجانات، بيد أنه تغيّب عن مهرجانين هما الأهم تقريباً على صعيد لبنان، أي مهرجانات جونية الدوليّة، و"إهدنيّات". علماً بأن معالي الوزير حضر المهرجان الاخر المُقام في جونية بعنوان "مهرجانات صيف جونية" التي أطلقتها بلديّة جونية ورئيسها جوان حبيش، لكنّه غاب عن تلك التي تقيمها اللّجنة برئاسة السيّدة زينا إفرام، مكتفياً بالاعتذار عن الحضور لأسباب متعلّفة بالوزارة والانشغالات، مرسلاً "ممثل عنه"، ثمّ لم يتحدّث على شاشة الـ"أم تي في" كما كان متفقاً عليه وكلّ بحسب حجّته فالـ"أم تي في" إعتذرت لأسباب تقنيّة، بينما أوضح الوزير أن فريق التصوير لم يصل على الوقت وتأخّر. لكن بغض النظر عن تحدّثه عبر التلفزيون أم لا فإن غيابه عن هذا المهرجان بالذات وحضوره المهرجان الاخر يحمل علامات استفهام كثيرة، ويرتبط حتماً بالتشنّج السّياسي المعروف على صعيد الانتخابات البلديّة. والامر نفسه ينطبق على "إهدنيّات" التي لم "يمرّ" عليها الوزير ولأسباب سياسيّة أيضاً معروفة.

وهنا السّؤال الذي يطرح نفسه، كيف لوزير سياحة كلّ لبنان أن يميّز بين مهرجان وآخر، هم بأعدادهم ورغم المنافسة القويّة يعتبرون عاملاً ماديّاً إقتصاديّاً أساسيّاً جدّاً للبلد؟!