كلمة السرّ التي أعادت الجميع الى الستين!

Beirut

16°

Coming
Soon

المحرر السياسي

المصدر: ليبانون ديبايت

الاربعاء 24 أيار 2017 - 7:51

عون يعيد التموضع عند السّتين

جلسة 29 أيّار سيتخلّلها تمديد لـ3 أشهر

السّتين حفر مشاور عبوره قبل نحو الأسبوعين بعد إدراك الجميع بسقوط خيار القانون الجديد

الذي مهّد للسّتين هم خبراء وفّروا المعبر لخطابات ومواقف سياسيّة مؤيدة

ليبانون ديبايت - المحرر السياسي

قُضِيَ الأمر.. السّتين نُبِشَ من القبر واُعيد إحيائه. أسقط القانون "المسخ" آخر قلاع الدفاع من أمامه وامتصّ الهجمات الاخيرة. الجميع استسلم حتّى إنّ الرئيس ميشال عون رفع الراية البيضاء مقراً بالحلّ "السّتّيني" الذي عُمِّدَ في تسوية قانون 25/2008 حلّاً إلى ما شاء الله.

تنازل الرئيس عون عن كلّ وعوده في خطاب القسم للّبنانيين ونسفها بعبارة واحدة: "هل أترك الجمهورية فالتة؟".. "الفلتان" شيمة سكان البيت اللّبنانيّ، وفي خوفهم منه ارتضوا جميعاً سلوك درب القانون الذين شيطنوه على مدى شهورٍ كاملة. الكلام الذي ردّدناه منذ اليوم الأوّل للأزمة، وقيل لنا إنّنا "نبصر ونتكهّن"، بان صدقه، فأين تبريرات اصحاب نظرية المؤامرة؟؟ الجميع كان منذ اليوم الأوّل يريد السّتين. تقاسموا الأدوار وكلّ منهم أخذ يدفع بطريقته صوب الستين إنْ من خلال التسويات السريّة التي فحّت رائحتها لاحقاً، أو عبر التصرّفات العلنيّة الظاهرة التي لم تكن تقود إلّا إليه، إن من خلال رفض صيغ اقتراحات القوانين أو رفض الحلول الانتخابيّة والتذرّع بالطائفيّات المبعثرة هنا وهناك.

إذاً عمّد السّتين حلاً بكلام الرئيس، ما عبّد الطريق أمام جلسة 29 أيّار التي سيتخلّلها تمديداً تقنيّاً ومن ثمّ انتخابات وفق القانون النافذ في أيلول، حتّى دون تجميله، وبعدها لـ"كلّ حادث حديث".

الممر عمّده رئيس الجمهورية، الذي أعلن أمام وفد من نادي الصحافة زاره بالأمس في قصر بعبدا: "البلد لن يتعطّل، ولماذا يخيفون الناس بالفراغ طالما أنَّ الدستور واضح. فإذا لم يتوصّل المجلس إلى إقرار قانونٍ انتخابيٍّ جديد وانتهت ولايته علينا أن نقتدي بما ينصّ عليه الدستور أي دعوة الشعب إلى الانتخابات ضمن مهلة تسعين يوماً، ولا بدَّ أن تجري آنذاك على أساس القانون النافذ إذا لم يتمّ الاتّفاق على قانونٍ جديدٍ"، كلام الرئيس واضح ولا لبس فيه. نعم للستين! وكان قد قدم هذا الموقف بتكراره التأكيد على "أنّه لدينا النيّة والإرادة لوضع قانونٍ انتخابيٍّ جديد"، لكن أين هي هذه النيّة؟

"السّتين" كان قد بدأ حفر مشواره الجديد قبل نحو الأسبوعين، إذ كشف "ليبانون ديبايت" حينها وجود "طرح يبحث داخل صالونات سياسيّة للسير بالسّتين لمرّةٍ واحدة فقط درءاً للسوء والفراغ والفوضى، على أن يُجرَى تعديل للمُهل ومن ثمّ دعوة للهيئات الناخبة. احتاج هذا الخيار الذي روّجت له كتل سياسيّة كاملة لـ"تنازلات من الجميع لإنقاذ الدولة من حفلة الشيطنة والشرور والانهيار" وهو ما امّنَ مظلّة للعبور إلى هذا الخيار.

وعلى طريق السّتين، شهدت الساحة السياسيّة كلاماً دغدغ مشاعر الستين مراراً، كان أبرزه الذي صدر ويصدر عن نوّاب تيّار المستقبل ووزرائه، وآخرهم النائب خالد زهرمان، الذي قال امس "يبدو أنّ كلّ السبل أصبحت مقفلة، ومنسوب الإيجابيّة يتراجع شيئاً فشيئاً حول إمكانيّة الوصول إلى اتّفاق على قانونٍ انتخابيٍّ جديد"، مشيراً إلى "أنّنا نسمع إمكانيّة الذهاب إلى قانون السّتين"، مضافاً إليه كلام الوزير نهاد المشنوق الذي كرّره يوم أمس خلال لقائه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السفيرة سيغريد كاغ إذ قال إنَّ "المسار السياسيّ ستتوضح معالمه قبل موعد 29 أيّار بعد جلاء مختلف المواقف"، مؤكداً في الوقت نفسه ما سبق وأعلنه أنَّ "الانتخابات ستُجرَى قبل نهاية السنة".

من هنا، يفهم مردّ كلّ الضخ الإعلاميّ الذي سُيِّلَ في الصحف حول العودة إلى السّتين، والذي تصفه مصادر سياسيّة عليمة ل"ليبانون ديبايت" بأنّه أتى كجرعة اختبار من اجل معاينة ردّة فعل الشارع في حال اعتماد السّتين والتي وعلى ما يبدو، ظهر أنَّه عقيم ولا يقوى على ردّات الفعل الّا من خلال "النق" على صفحات مواقع التواصل.

كلام عون، أتى بعد ساعات على موقف لافت لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي حذّر من أنَّ "البلد بعد 20 حزيران مهدّد بالفوضى وعدم الاستقرار". وقال: "لن نقبل الفراغ، ولن نقبل من أحد أن يسعى إليه في لبنان، ولذلك أمامنا شيء واحد، وهو ما نقوله أن تستمروا بالحوار أمامكم 20 يوماً، لكن مَن يفكر بأنّه يمكن التوافق على قانون انتخاب بعد انتهاء ولاية المجلس لا يحلم بها، التّوافق على قانون انتخاب يجب أن يتمّ قبل 20 حزيران".

مصادر سياسيّة رأت في حديث لـ"ليبانون ديبايت" أنَّ الكلام مرتفع السقف من حزب الله والموقف المتصلّب من حركة أمل والدفع المستقبلي نحو القانون النافذ المتماهي مع نيّة الحزب التقدّمي الاشتراكيّ وإشارات جعجع الواضحة امس الاول، كلّها اجتمعت لتعبيد الطريق أمام السّتين والإيحاء بأنّه "المنقذ للبلاد من الشرور" مبديةً اعتقاداً أن "تجمع الجميع عند النقطة نفسها وبوحهم بالطروحات نفسها والمواقف المتناغمة، ينمّ ويدل على حصول تنسيق مسبق قاد إلى هذه الإخراجة.. ولا يقنعنا أحد بالعكس".

وأضافت: "طالما أنَّ التوجّه من الأساس هو لفرض السّتين، لماذا عيّشوا اللّبنانيين في أوهام الوصول إلى قانونٍ جديد وخدعوا الجميع ولعبوا لعبة الشارع والتأزيم ونسفوا كلّ المُهل إذاً؟".

إلى ذلك، يبدو أنَّ الإخراجة التي أفضت إلى تعميد السّتين "رسولاً للمؤمنين" لم تكن لتتمّ لولا قراءات دستوريّة متعدّدة سيتّخذها السياسيون مظلةً لقرارهم. وعلم "ليبانون ديبايت" أنَّ ورش الخبراء (تحدّثنا عنها مطلع الأسبوع) أفضت إلى إيجاد مسوّغ يؤكّد انتفاء الحاجة إلى مهَلٍ جديدةٍ وهيئة إشراف على الانتخابات وغيرها، لأنّ الواقع يفرض مَلءَ الفراغ النيابيّ، إن حصل الشغور، لبقاء انتظام الأعمال الدستوريّة. ويبدو أنّه وبعد إبلاغ الجميع بمقررات الورش، أفضى ذلك إلى خروجهم من النقطة التي حشروا أنفسهم فيها وأطلقوا العنان لما يحتلج صدورهم دفعة واحدة، وكأنها كلمة الشرّ التي حررتهم من تشدّدهم السابق على الرغم من أنَّ دفّة الاتّصالات حول القانون الجديد عادت لنشاطها!

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا