واشنطن تنقل نشاطها الامني من بغداد الى عوكر

Beirut

16°

Coming
Soon

المصدر: ليبانون ديبايت

الجمعة 26 أيار 2017 - 7:53

السفيرة الاميركية حاولت مؤخراً استعلام عن خطط حزب الله بعرسال

المبنى الجديد للسفارة الاميركية بعوكر تتجاوز مهامهرالدبلوماسية

هناك احاديث حول نقل واشنطن نشاطها الامني الاستعلامي من بغداد الى بيروت

ليبانون ديبايت

على الرغم من موقفها من حزب الله، إلّا أنّ الإدارة الأميركية تَعِر لبنان اهتماماً خاصاً بدا واضحاً في مستويين، عسكري وسياسي. في الأوّل، تسعى واشنطن جاهدةً إلى رفع وتحسين قدرات الجيش اللّبنانيّ الذي تعتبره "شريكاً فعّالاً في الحرب ضد الإرهاب"، وفي السياسيّ تعمل على توفير ملاذات آمنة في بلاد الأرز تعوضها عن حمم النار المشتعلة في المنطقة.

حقيقةًّ، لا يمكن ربط الاهتمام الأميركيّ بالجيش اللّبنانيّ فقط في مسألة قتال التنظيمات الإرهابيّة الزاحفة من سوريا، بل أيضاً هناك رهان على تقوية الجيش اللّبنانيّ بغية تفريغ أدوار حزب الله، لكن حدود الآمال اللّبنانيّة في دعم الجيش تتعثّر عند الخط الأحمر العريض المتعلّق بالسياسات الأميركية المهتمة بحماية وتوفير أمن إسرائيل أوّلاً، وبالتالي، فإنّ واشنطن لن تقوّي الجيش إلى مدى يصبح فيه قادراً على توجيه تهديدٍ للدولة العبريّة.

إذاً فدعم الجيش مشروط بقتال الإرهاب حصراً، وما يثير الريبة، هو ما أعلنه الرئيس الأميركي في القمّة الإسلامية - الأميركية من أنّ رزنامة تقوية الجيش اللّبنانيّ تتعلّق بتصديه للإرهاب "على الحدود وفي الداخل"، وإذا ما قرأنا في تفاصيل الموقف الأميركيّ الذي اعتبر في القمة نفسها أنّ حزب الله تنظيماً إرهابيّاً، يصبح مفهوماً من المقصود في الداخل!

أمّا على المستوى السياسيّ، فتجلّى الاهتمام الأميركي على مستويات عدّة، البقاء على اطّلاع داخليّ حول المسارات كافّة، وتأمين زيارات للمسؤولين الأميركيين من أجل دعم السياسات الداخلية بالإضافة إلى تقديم مساعداتٍ للدولة على شكل منح أو هِبات، لكن الأهم في اللّطف الأميركي، اهتمام السفارة الأميركيّة في عوكر في عرسال ونشاط كلّ من الجيش اللّبنانيّ وحزب الله وترصّدها خطط الأخير هناك تحديداً. وما يجب التوقف عنده هو أسباب هذا الاهتمام الأميركي المتدفّق، الذي تشوبه محاذير مرتبطة مثلاً بحزمة العقوبات الأميركية على حزب الله والتي ستتأثّر فيها المصارف اللّبنانيّة، فعلى ماذا تنطلي أسباب الاهتمام هذا؟

سياسيّاً، تؤكّد مصادر على اطّلاع في بيروت لـ"ليبانون ديبايت" أنّ الإدارة الأميركيّة، وانطلاقاً من تجارب سابقة، تحتاج إلى مناطق هادئة تقع بالقرب من المناطق الملتهبة، من أجل تأمين حضور دبلوماسي - سياسي بصفات أمنيّة، لإبقاء العين على نقاط الاشتعال ومراقبتها ودراستها ورصدها. من هنا، تستخلص المصادر، أنّ ما حُكِيَ عنه مؤخراً حول مشروع الـ2 مليار دولار لبناء "مجمّع للسفارة الأميركيّة في عوكر" يتخطّى أبعاده الدبلوماسيّة والقنصليّة ويصل حدّ إدارة عمليات المراقبة والتحليل الأمنيين، أي أنّ ما يجري الإعداد له في عوكر يمكن تشبيهه بـ"مرصد تابع للأنغلي (مقر الاستخبارات المركزية الاميركية) أكثر من كونه بناءً دبلوماسيّاً"، إذ إنّ واشنطن تريد العودة إلى لبنان كمرصد بعد أن غادرته عام 1983 إثر اغتيال مدير مرصد CIA في بيروت.

وتستشهد المصادر بهذا الرأي بعد تلاشي دور "مجمّع بغداد" (الذي يضمّ السفارة الأميركية في العراق)، والذي كان يحوي الفرق المخابراتيّة والأمنية والدبلوماسيّة والعسكرية ومرصد الشرق الأوسط وغيرها، نظراً لتضارب المصالح الأميركيّة هناك والتحامها مع أخرى إقليميّة، وبالتالي باتت الحاجة إلى مكان أكثر هدوءاً يوفّر تسهيلات متاحة في بيروت، ففضلاً عن الموقع الهادئ للمبنى المقترح، هناك جوّ سياسي عام وحدود سياسيّة داخليّة تجعل من المنطقة المقترحة بعيدةً عن أي شدٍّ وجزمٍ داخليّ، وهي بالتالي، ووفاقاً للمصادر، "تصلح لأخذ دور مجمع بغداد".

من هنا، يمكن فهم التأكيدات الأميركية المتوالية الصادرة عن مسؤولين يزورون بيروت، على إبقاء لبنان بمنأى عن الصراعات الإقليميّة والاهتمام بتوفير أمنه، كذلك الدفع قدماً من أجل إبعاد شبح فراغ المؤسسات الدستورية عنه كي لا تتسبّب بخضاتٍ أمنية.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا