Beirut
16°
|
Homepage
لبنان... وقلم التوقيع في البازار الإقليمي
فادي عيد | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 01 شباط 2024 - 7:00

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

تغييب لبنان عن نقاش الكواليس الديبلوماسية حول الإستحقاق الرئاسي في أكثر من منتدى إقليمي ودولي، هو احتمال قائم بقوة نتيجة المراوحة في الخيارات والإستقرار في المواقف عند أجندات حزبية لا تأخذ في الإعتبار أن لحظة التسويات في المنطقة قد حانت، وأن أوان النزول عن الشجرة والتنازلات قد اقترب.

ويتردّد كلام في الكواليس الديبلوماسية العربية، عن أن القوى السياسية اللبنانية، ما زالت عند النقطة التي تمترست فيها مع بدء الشغور في قصر بعبدا، ولم تكن عمليات التأجيل والخلافات والإجتهادات حول التشاور والحوار والمبادرات والوساطات، إلاّ ذرائع أطلقت من أجل أن يبقى كل فريقٍ مصراً على رفض خيارات الفريق الآخر، غير آبه للحظة الخطيرة في تاريخ لبنان وللأثمان الباهظة التي سيدفعها لبنان واللبنانيون كما الدولة بكل مؤسساتها، جراء الإهمال والتعالي فوق النصائح الخارجية والإستخفاف بالدستور والأعراف.


ولا يقتصر الكلام الديبلوماسي عن توجيه اللوم لمن تغاضى عمداً أو عن جهل، عن التحذيرات العربية بالدرجة الأولى، من غياب لبنان عن طاولة التسوية، وعن أن المنطقة على موعد مع مؤتمر بمستوى "مؤتمر مدريد"، وبأنه لا يمكن أن يبقى لبنان في ظل الفراغ الرئاسي، مجرّد ورقة على هذه الطاولة.

وفي تفاصيل العقبات التي اعترضت جولات الموفدين العرب والغربيين في بيروت على امتداد أشهر الشغور الماضية، أن النقاش لم يرتقِ في أي وقت إلى الجدية والموضوعية، حيث أن تصفية الحسابات السياسية والمناورة قد طبعتا أي طرح أو توجّه محلي أمام هؤلاء الموفدين في جدّيته حول أي تفصيل.

ومع بدء الجولة الأخيرة من الحراك الديبلوماسي في بيروت وعشية صفقة التهدئة في غزة، دخل الإستحقاق الرئاسي في سباق مع التصعيد العسكري الواسع في المنطقة، وهو ما ينذر بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم، علماً أن ما تسرّب من مناقشات "الخماسية"، هو أن التحرك الذي ستقوم به سيأتي تحت عنوان "بروفايل" الرئيس العتيد، الذي لن يشكِّل استفزازاً لأي جهة لبنانية، بمعنى أن المواصفات قد تبدّلت منذ 15 شهراً إلى اليوم، وذلك مع بروز ثلاث فئات من المطروحين للرئاسة.

وتتحدث المعلومات عن أن المرشحين "السياسيين" يشكّلون الفئة الأولى، وهم مدعومون سياسياً وطائفياً كما أنهم محسوبون على طرفٍ واحد كرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، فيما الفئة الثانية التي يتم التداول بها فهي تضمّ الأمنيين كقائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام الأمن العام اللواء الياس البيسري، وصولاً إلى الفئة الثالثة أو الخيار الثالث، وهم نادي المرشحين غير المدعومين من أي فريق باستثناء أن أسماءهم وردت في اللائحة التي قدّمتها بكركي وهم شخصيات قانونية كالنائب ابراهيم كنعان، والوزير السابق زياد بارود، أو إقتصادية كالنائب نعمة افرام أو الرئيس الفخري لرابطة خريجي هارفرد الدكتور حبيب الزغبي أو الوزير السابق روجيه ديب.

وتستخلص المعلومات، بالإشارة إلى مفاوضات شاقة تنتظر سفراء عواصم القرار الرئاسي في لبنان، متوقعةً تسجيل تجاذبات ورفعٍ للسقوف من قبل القوى المؤثرة والفاعلة في القرار الرئاسي، ومن دون أي انطباعات أو تكهّنات مسبقة حول قدرة المبادرة "الخماسية" الأخيرة قبل التسوية، على اختراق المعادلات الداخلية وتحقيق مفاجأة التوافق بين اللبنانيين على التصويت لمصلحة لبنان ودوره ووجوده، كي يكون لبنان شريكاً يحمل قلم التوقيع وليس ورقةً يتبادلها المشاركون في البازار الإقليمي.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
استئناف رحلات "العودة الطوعية" للنازحين! 9 أبٌ يرمي أولاده الأربعة بعد خلاف مع والدتهم! 5 بناء على طلب الانتربول... القاء القبض على "العقرب"! 1
"فوضى عارمة"... لوحةٌ ضخمة تقتل 12 شخصاً! (فيديو) 10 إحتيال من شركة سياحية...كاد يتسبّب بأزمة دبلوماسية! 6 إهانة فرنسية للجيش اللبناني! 2
بعد يومين على حادثة جبيل... العثور على جثة في عمشيت! 11 انخفاضٌ في أسعار المحروقات! 7 الكشف عن الدافع لإطلاق النار على محازبي "الإشتراكي" في كركول الدروز! 3
إنجاز "نوعي" على الجبهة الجنوبية... والغنيمة تكمن هنا! 12 قطاعٌ "هام" على شفير الإغلاق النهائي! 8 مُستجدات حادثة الغرق في جبيل! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر