المحلية

الاثنين 12 تشرين الأول 2015 - 08:22 البلد

وفي 11 تشرين الاول 2015: عون يعلن معركة الشراكة

وفي 11 تشرين الاول 2015: عون يعلن معركة الشراكة

وتحوّل محيط القصر الجمهوري في بعبدا الى سجادة بشرية برتقالية كبيرة. وفي الحادي عشر من تشرين الأول 2015، كسب العماد ميشال عون رهانه على مناصريه، فأثبت على مساحة امتار من القصرالجمهوري في بعبدا ان قدرته على الحشد لا تزال هي هي، وان وبعد 25 عاماً لا يزال في استطاعة الرجل أن يدعو الى التجمّع، حتى يلبي مناصروه النداء.

امس ذهبوا الى المعركة بفرح وتصميم، ترتسم الابتسامة على وجوههم وهم يقولون للشركاء في الوطن والعالم نحن هنا. ففي الحادي عشر من تشرين، يمكن للوطني الحر ان يقول لقد وصلت الرسالة، وان وراء الحق في الشراكة أكثر من مطالب، ووراء الحق برئيس قوي للجمهورية أكثر من تظاهرة وتحرك ونضال من داخل المؤسسات وخارجها، في الحكومة والمجلس النيابي وعلى مساحة الوطن.

في قاموس التيار عبارة تتردد دائماً "ارادوا الثالث عشر من تشرين الاول 1990 النهاية...فلم يكن الاّ بداية مسيرة النضال حتى استعادة السيادة والاستقلال في العام 2005 ". واحياء الذكرى في العام 2015 لن يكون نهاية جمهورية الشراكة، بل بداية تحقيقها. وكما ان زرع النضال اينع تحريراً بعد 15 عاما، هكذا سيرتفع بنيان دولة الشراكة إن لم يكن اليوم فغداً او بعد غد...

استعادة بالحق
في 13 تشرين 1990 تمّ الاستيلاء على القصر الجمهوري بالقوة بحسب التيار. امس جاء ابناء واحفاد شهداء 13 تشرين ليؤكدوا انهم سيستعيدونه بالحق والديمقراطية.

في الوقائع، قد يكون نشاط الحادي عشر من تشرين الأنجح تنظيمياً ضمن سلسلة النشاطات التي اقامها التيار في الآونة الأخيرة. يعود ذلك الى التحضير الذي انطلق قبل اسابيع، حيث اوكلت مهمة الحشد للنواب وهيئات الاقضية والهيئات المحلية، وانصرفت اللجنة المنظمة الى تبادل الافكار ووضع تصوّر لكيفية الخروج بأفضل صورة من خلال الجمع بين غاية الوفاء للشهداء وتكريم ذكراهم، وفتح الباب امام الرسائل السياسية. وهو ما دفع عون قبيل وصوله الى التغريد عبر التويتر " ناديتكم فلبيتم النداء" كلمات قليلة اظهرت أن ما خطط له ترجم على ارض الواقع.
من النواب من ترافق مع هيئات الاقضية. ابراهيم كنعان كان على رأس وفد المتن. سيمون ابي رميا ووليد خوري رافقا وفد جبيل. زياد اسود لاقى جزين، وحكمت ديب وآلان عون سارا مع اهالي بعبدا.

شهداء تشرين
بدا المشهد متكاملاً في شقيه السياسي والتكريمي للشهداء. البداية كانت مع رئيس التيار الوزير جبران باسيل الذي وضع اكليلاً على نصب استحدث للمناسبة، نقشت عليه اسماء شهداء 13 تشرين الاول 1990. وقفة افتتحها نشيد الموت، وختمها النشيد الوطني اللبناني. نزل باسيل عن المسرح، فصعد العميد المتقاعد بول مطر وشيرين زعرب، ابنة المقدم الشهيد جورج زعرب الذي سقط في 13 تشرين ورمي جثمانه مع رفاقه على درج كنيسة السيدة في الحدت، فتليا اسماء الشهداء وسط التصفيق.

في السنوات الماضية، كان الوطني الحر يحتفل بالمناسبة بالقداديس. هذا العام، التفاتة من نوع آخر. فبما ان الشهداء من مختلف الطوائف، اجتمعت الصلاة المسيحية مع التكبير. وافردت الصفوف الامامية لعائلات الشهداء ومصابي الحرب.

هو القائد
من المفارقات في مثل هذا اليوم، رفع صورة العميد شامل روكز على مقدمة احدى السيارات. رسالة ارادها موجهوها القول من خلالها " هو القائد المستحق بالنسبة الينا". اما على بعد امتار، فارتفع العلم الروسي وصور فلاديمير بوتين. فللحرب على الارهاب رموزها. بوتين كان حاضراً ايضاً في لافتة كتب عليها "إجاكن فلاديمير يا بلا ضمير".

صوت الشعب
قبيل الثانية عشرة والنصف بدقائق، وعلى وقع "جايي البطل جايي" بصوت الفنانة باسكال صقر، شق عون طريقه بين المحتشدين الهاتفين "ما بدنا غير العماد رئيس الجمهورية" ليعتلي المسرح رافعاً شارات النصر.
عاد 25 عاماً الى الوراء، الى اليوم الذي تحوّل فيه القصر الجمهوري الى قصر للشعب ليتوجّه الى مناصريه بالقول "يا شعب لبنان العظيم" فيجيبه المحتشدون على طول الطرقات المحيطة بالقصر "الله لبنان عون وبس ".
في كلمته، رسائل عدة تختصر بشقين، الأول " الانتخابات النيابية على اساس النسبية" والثاني "لا تسويات على رئيس الجمهورية". اما في الشق الحكومي، فعلى هذا الصعيد ايضاً يقرأ من خطاب عون التالي "سنعطل قراراتكم العاطلة وانحراف المؤسسات وتجاوز النصوص الدستورية وتخطي الميثاق الوطني الذي يهدم كل ركائز الدولة". هو التعطيل الايجابي الذي يراه الوطني الحر سبيلاً نضالياً من داخل المؤسسات.

ابواب الجحيم
وما يؤشّر الى ان شدّ الحبال سيستمر ما قاله عون في معرض كلمته " ابواب الجحيم لن تكسر ارادتنا...وقد نحتاج الى ان نتمشى في شوارع بيروت بتظاهرات متى دعت الحاجة".

امس، كسب عون معركة حضور تياره، لكن معركة الحضور الفاعل على طاولة الحكم لا تزال تحتاج الى اكثر من جولة، ما يعني ان الكباش سيستمر. فالوطن يحتاج الى شقاء وتعب ليبنى، كما قال عون في كلمته.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة