المحلية

placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 13 تشرين الأول 2015 - 08:21 ليبانون ديبايت
placeholder

لارا الهاشم

ليبانون ديبايت

هكذا تحدت ليلى سرطان الثدي...

هكذا تحدت ليلى سرطان الثدي...

خاص "ليبانون ديبايت" - لارا الهاشم:

لم تتخيل ليلى انها ستصاب يوما ما بسرطان الثدي. فهي عندما كانت تمارس يوميا الرياضة عند كورنيش المنارة وتتناول المأكولات الصحية وتشارك في كل سباقات الماراتون وتحصد اولى المراتب، كانت تعتبر ان عوارض السرطان كافة بعيدة كل البعد عنها. كانت ترى ان المعايير الغذائية والصحية التي تتبعها كفيلة بابعاد كل الامراض عنها، وان سلوكها الاخلاقي سيحميها من التجارب.

الى ان اجرت ذات يوم الصورة الشعاعية بشكل روتيني في العقد الرابع من العمر، ليتبين لها انها مصابة بسرطان في الثدي على اعلى درجة. يومها غضبت من الله وقالت له: انا لم اسرق زوج امرأة، ولم اسرق مقتنيات غيري، ولم اقتل. بل انني اساهم في الجمعيات الانسانية واحب الاخرين وادعم النشاطات الخيرية ولم ارتكب اي اثم فظيع، فلماذا اخترتني؟
لكن كآبتها هذه لم تدم طويلا، فقررت تحدي المرض متسلحة بايمان قوي اقنعها بأن الله لا يؤذي ولا يلحق الضرر بابنائه، بل يجرّب عبيده. آمنت يومها ان تلك التجربة اوقعت بها بها ربما لايصال رسالة ما الا وهي التوعية لمكافحة السرطان.

امضت ليلى سنتين بين اروقة المستشفيات، من عملية استئصال الثدي الى 8 جلسات علاج كيميائي و36 جلسة علاج شعاعي، وكانت اصعب اللحظات عندما فقدت شعرها. لكنها قررت الاستقواء على المرض فاشترت الشعر المستعار والاكسسوارات اللازمة لابراز جمال عينيها الزرقاوين وبشرتها الشقراء. تحدت المرض بكل ما اوتيت من قوة من اجل اولادها الذين خطفت انفاسهم عليها، من اجل ابنتها التي تركت عملها للاعتناء بها، ومن اجل زوجها الذي كان يرافقها الى المستشفى كمن يصطحب طفله الى الحضانة. اكملت حياتها الاجتماعية بشكل طبيعي، سهرت وشاركت بالمناسبات واحتفلت معتبرة ان اليأس لا يشفيها. بل ما يشفيها فقط هو الايمان اولا ثم الالتزام بارشادات الاطباء.

بعد عشر سنوات تبدو ليلى معافاة بشكل كامل، لكنها لا تكفل المرض الخبيث. تتصفح صورها في كل المراحل التي مرت بها منذ اكتشافها المرض مرورا بفترات العلاج وصولا الى معافاتها، وعند سؤالها عن احتمال معاودته لها تقول: انها محطة عادية كسائر محطات حياتي، لن اكون جشعة، فقد حصلت من الحياة على كل ما اريد، فرحت بتخرج ابنائي و بزواج ابنتي وصرت جدة. لفيت القارات الخمس وحصلت على جوائز وشهادات. فاذ اصبت به مجددا سأسلم قدري لله.

ميرنا، كليلى، تعتبر ان المرض تجربة قاسية وصعبة وطويلة لكنها عبرة للتسلح بالقوة من اجل من نحب ومن اجل المضي قدما. بالنسبة لها لا يعني سرطان الثدي الموت الحتمي لاسيما مع تزايد الحلول، من زرع ثدي اصطناعي او ارتداء ملابس فضفاضة وغيرها اضافة الى ما يتطلبه الوضع من طول بال وذكاء من قبل المرأة حتى لا يؤثر وضعها على حياتها الزوجية والجنسية. تعلمت ميرنا من تجربتها ان تشعر مع الاخرين وانطلاقا من هنا قررت الانتساب الى الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي.

اليوم كما في كل عام تنطلق الحملة الوطنية لمكافحة سرطان الثدي مع ارتفاع عدد الاصابات سنويا الى الفين في لبنان والى مليون وسبمعمئة الف عالميا، ومعها تتوفر حلول طبية جديدة. ولكن قبل الاشارة الى بعضها ينبه الاطباء، السيدات ما دون الثلاثين من العمر، الى ضرورة اجراء فحوصات دورية في حال وجود اصابات سرطانية وراثية في العائلة، فيما العمر الطبيعي لصور الاشعة هو اربعين وما فوق. وفي حال ظهور عوارض كالتحجر او التجعدات في الثدي او التغير في لونه فلا يجوز الاكتفاء بالصورة الشعاعية لاسيما ما دون الاربعين من العمر، بل لا بد من اجراء فحص يدوي لدى الطبيب وفي حال ازدياد الشكوك يصار الى الايكوغرافي او ال IRM او حتى الى حقن لتشخيص المرض.

اما بالنسبة للحلول فيؤكد الاطباء ان شكل الثدي مهم بالنسبة اليهم وان وفق الاكتشافات الطبية الحديثة لا تستأصل من تحت الذراع سوى الغدة المصابة غير ان العمليات الجراحية باتت تسمح بزراعة ثدي اصطناعي واعادة الجلدة الخارجية لترميمه حتى لا يتشوه ويؤثر على نفسية المريضة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة