المحلية

placeholder

كرم سكافي

ليبانون ديبايت
الاثنين 26 تشرين الأول 2015 - 09:19 ليبانون ديبايت
placeholder

كرم سكافي

ليبانون ديبايت

إسرائيل هي أداة!

إسرائيل هي أداة!

"ليبانون ديبايت" - كرم سكافي:

ما أسهل أن يقرّر واحدنا في لحظة يكون فيها منزوياً مع نفسه مكتئباً تتراكم في حواسه كل أسباب اليأس تدفعها شعيرات الأعصاب إلى القلب ليصدر بها إشعار بتنفيذ حكم الإنتحار.

أما وقد أعلنها صراحة أنه ضد الإدارة الأمريكية، ولا ندري لماذا خصّصها بهذه التسمية، أي اعتماد التجزأة دون الجمع بعكس ما فعل مع فرنسا وبريطانيا والغرب، لكن بمثل ما كان لآل سعود في المملكة، ولربما ذلك عائد إلى فقه التقيّة، فأحسب أن الكلّ بما فيهم الجمع المحتشد في طريقه إلى الإلتحاق بالتضحية الإجبارية التي أتقن الخطيب التحريض عليها بدقة، إنطلاقاً من عبارة إنها حرب ثقافية إقتصادية سياسية أمنية وعسكرية شاملة تمارَس علينا، ونسي، أو لربما سقط سهواً عنده، أن مواجهتها لا تكون بالإصرار على إستراتيجية الموت وتجاهل نصر الحياة .

قد يكون خطاب السيد أقرب إلى الإقرار بواقع السقوط في الشرك الذي أعدّ له و لحزبه ، فالحرب العسكرية التي فُرضت عليه في سوريا، والتي لطالما حاول جاهداً تبريرها بعناويين تخفيفية، لم تعد تجدي نفعاً بعد الإعلان الروسي عن الغاية الحقيقة للصراع، وعن أن مشاركته فيها هي فعلاً بالوكالة تماماً كما أصرّ متّهماً غيره بذلك . الحرب الأمنية التي أوقع نفسه بها، أوجبت عليه حالياً التقوقع داخل حدائق إسمنتيه، أما الحرب الثقافية فحدّث و لا حرج إذ لا يحق لمن هو متخلّف عن موجدها لأسباب هو إختارها ،وعجباً بشراهة يستخدمها إن يذكر خطرها، فعبثاً نحاول أن نجد تفسير لفهمها أو إدراكها، تبقى الحرب الإقتصادية التي لم يقد عليها السيد ولن يقدر عليها و كرّر ذكرها وكأنها تنبأه بقرب خسارته نظراً لامتلاك عدوته الإدراة الأمريكية مفاتيحها وتمسك بعقدها وتشعّباتها بشكل بات يصعب عليه حلّها أو تدميرها، والعجز هنا مكمنه ليس إلا سياسة الأمن وثقافة القتال العسكرية التي ينتهجها.

وحدها الحرب الإعلامية التي أشار إليها في إعلانه تكفي ليدرك الجميع سبب الفوضى والخراب الذي يلم بنا والفُرقة التي نعيش فيها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، أسطورة داعش الروائية و (حزّورة ) القاعدة الخيالية التي حوّلتها الأيام بالخوف والتخويف إلى واقعة حقيقية ساهمت فيها القنوات الإعلانية والإعلامية ومواقع التواصل والإتصال التكنولوجية الأميركية والفرنسية والبريطانية والدول الغربية ووقع ضحيتها من يشكو متأخراً من عظيم أمرها و مخاطرها .

ماذا يريد أن يقول السيد في خطبته؟ هل يريد أن يقول لجمهوره و اللبنانيين أنه ضحية هذه المخطّطات الجهنمية، وأنها هي التي جرّتنا إلى مواقع قتالية حظوظ الحياة فيها تتحقّق بالموت والتضحية فقط ؟ هل هو في خطبته الأخيرة يعلن مكامن الألم التي تسبّبت بها إستراتيجيته الإستباقية؟

قد تعجب أكثر عندما تسمع الكلام عن السلاح المستخدم ضد الشعوب العربية وأقصد به تحديداً النفط والغاز ومسألة التحكّم بأسعارها من قبل الإدارة الدولارية في حربها على الأمة الممانعة الجهادية، وأحسب أنه أباح عن سرّ من أسرار حربه على الدول المجاورة للسيطرة على هذا السلاح (النفط والغاز) والتي أسهمت سياسة الإدارة الأمريكية في إحباط محاولة الإفادة منه ومن عائداتها المالية، وكذلك فعل حاكم السعودية من آل سعود صاحب الجلالة سلمان بن عبد العزيز حين رفض تخفيض الإنتاج لكي لا يسمح للحزب والجمهورية التوسّعية الإيرانية بالإفادة من غنائمهم وتمويل حربهم على الدول الأخرى، لاسيما منها الآن العربية ومنها الخليجية.

مغالطة الكلام عن السلطات المحلية فيها غموض يلزمه توضيح، خصوصاً وأن المتكلّم سيد دويلة تتحكّم بدولة مستقلة، ويستعين عليها بجمهورية إقليمية، لقد عاب السيد على الدول العربية الخليجية جارة الجمهورية النووية شراءها لأسلاحة الدفاع، في حين أن السلاح المقابل هو تقليدي أو يصنّف على أنه طقس إيراني يُستخدم للترفيه ويخضع للعادات ويستخدم في الحفلات الفلوكلورية الشعبي!.

يبقى أن الطامة الكبرى الكارثية الفاقعة في خطابه، فكانت فتوى اعتبار العدو الصهيوني المغتصِب أداة تنفيذية للإدارات الغربية وكأنه بذلك يحاول أن يمنحه صفات تخفيفية، تعذره على جرم اغتصابه لفلسطين وقتله أطفالها وإستباحة أعراضها بحجة أنها أداة مغلوب على أمرها، وأمر الردّ عليه متروك لأهلها إذ أن الخوض به قد يصنّف على أنه مزايدة تمنح مثيرها فرصة تسجيل النقاط على إدارة الحزب، ولكنها قد توقع صاحبها خطأً في فخ التشهير بالمقاومين الحقيقيين وتضحياتهم في حربهم عليها .

الديمقراطية التي ألمح لها السيد لن تكون خلاف ما تقوم به دولة خصومه، فالخلاف على ما يبدو ليس بالأسلوب، إنما في الرأي وهو جائز، ولكن هو الآن إختلاف وخلاف على أحقّية من يحكم هذه الشعوب ليفرض عليها قانونه أو قصاصه، أو لربما رضاه.

ما قاله السيد في خطابه، وما أكد عليه وبلغ به الناس، هو استمرار الألم والمعاناة وأن لا تراجع عن هذا الخيار، ومن تراجع ـ وليس فينا من يتراجع ولكننا نفترض ـ من يفكّر أن يتراجع، فهو كمن يترك الحسين ليلة العاشر في وسط الليل.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة