مختارات خاصة

الجمعة 11 كانون الأول 2015 - 08:55 الأنوار

النصاب الدستوري متوافر.. ماذا عن النصاب السياسي والميثاقي؟

placeholder

لم تشهد إنتخاباتٌ رئاسية في لبنان هذا المستوى الهائل من "حرب الأعصاب" وتقلُّب "البورصة الرئاسية". فما يجري يشبه مريضاً بالقلب تتم معالجته بالصدمات الكهربائية أو الشحنات الكهربائية، لكن هذا العلاج يُستخدَم لدقائق أو للحظات وليس لأيام، فإذا ما طالت المعالجة على هذا المنوال فإنَّ عملية الإنعاش ستفقد جدواها ويُخشى أن تتسبب بتعقيدات للمريض غير محمودة العواقب.

بهذا المعنى فإنَّ "الصدمات الرئاسية" تُستخدَم منذ 17 تشرين الثاني الماضي، مرَّ عليها خمسة وعشرون يوماً، وتلاحقت الصدمات الكهربائية لها:
من الإعلان عن لقاء باريس في حدِّ ذاته.

إلى تلقف النائب وليد جنبلاط لهذا الإعلان والذي تُوِّج بالعشاء التكريمي الذي أقامه "للمرشَّح الجدّي غير الرسمي".
إلى الإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بالوزير فرنجيه بعد سلسلة من الحملات التي طالت الأخير.
إلى إتصال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالوزير فرنجيه بعد لقاء الاليزيه بين هولاند والحريري.
إلى الزيارات المتكررة للقائم بالأعمال الأميركي في بيروت ريتشارد جونز لبنشعي.
إلى الأحاديث المتكررة عن أنَّ الرئيس سعد الحريري سيكون في بيروت ليُعلِن من بيت الوسط ترشيح الوزير فرنجيه أو تبني ترشيحه.

هذه عيِّنة من الصدمات التي تلاحقت، وفي المنطق السياسي فإنَّ مواكبة جزء منها تكفي للقول إنَّ إنتخابات الرئاسة باتت على مرمى حجر، وإنَّ جلسة 16 كانون الأول قد تكون جلسة الإنتخاب. وعلى أبعد تقدير أيُّ جلسة تليها.

بهذا المعنى، هل تكون هناك "جلسة الصدمة" التي تتحقق فيها عملية الإنتخابات؟
إذا كانت هناك من مواجهة فإنَّ "الثنائي الحريري – فرنجيه" قادران ومستعدان لهذه المواجهة إنطلاقاً من شخصية كل منهما، وإنطلاقاً من الإعتبارات والمعطيات التالية:
لم ينتظر الوزير سليمان فرنجيه ثمانية عشر شهراً ليأتي ترشيحه للمناورة ، بل ليسير به إلى النهاية. والشيء بالشيء يُذكَر فإنَّ الرئيس سعد الحريري لم ينتظر ايضاً ثمانية عشر شهراً ليكون ترشيحه للوزير فرنجيه للمناورة.

لكن عملياً أصبحنا الآن أمام واقع جديد:
مرشحان جديَّان من 8 آذار، العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجيه، وهذا ما كرَّسه "اللقاء الصدمة" الذي إنعقد في الرابية، فعلى رغم التكتم الشديد الذي أعقبه فإن ما رشح عنه يثبت بما لا يقبل الشك أنَّ العماد ميشال عون ما زال مرشحاً وبقوّة وأكثر من أي يومٍ مضى، على رغم كل ما سمعه من شروحات من الوزير فرنجيه. وفي المقابل فإنَّ الوزير فرنجيه إنطلق في حديثه من أنَّه مرشح جدّي وأنَّ الإنسحاب غير وارد في قاموسه.


تأسيساً على المرشَّحَين الجدّيين والقويين، وكلاهما من 8 آذار، لماذا لا تكون جلسة معركة إنتخابية حقيقية، إما بين مرشحَي 8 آذار، العماد عون والوزير فرنجيه وإما بين مَن يضاف إليهم من مرشحين معلنين وغير معلنين؟
وعندها فلتأخذ العملية الديمقراطية مداها بدءاً من تأمين نصاب الثلثين أي 86 نائباً، إنما ماذا عن النصاب السياسي والميثاقي؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة