ليبانون ديبايت – ميشال نصر
منذ يومين عالج العميد الركن المتقاعد طوني ابو سمرا ،مسألة التعامل مع الاسرى بشكل عام، لابساً "القفازات" في مقاربته التي اتخذت طابعا أكاديميا، والتي تكشف عملية اسقاطها على ملف العسكريين اللبنانيين الاسرى بوضوح، وجود "فضيحة" كبرى وفقا للمعايير الدولية، تستوجب محاسبة الكثيرين ومساءلتهم بعيدا عن انتصار اعلامي من هنا او بطولة وهمية من هناك، أكانت لسياسي أم لأمني، بالتأكيد مع التسليم بأنه أيا كان الثمن تبقى حياة العسكريين هي الاغلى.
فالدولة اللبنانية التي تجاذبتها وجهات النظر المرتكزة الى مصالح سياسية لاحزابها، وخلية أزمة "من كل واد عصا" التي طالما غابت لايام عن السمع في احلك الظروف وأدقها مفوضة الامر الى الله، دقت كل الابواب، من الدوحة المصنفة عاصمة الارهاب" الى "ابو طاقية" التي سلمهم بحسب أجهزة تلك الدولة،وقبله "هيئة علماء المسلمين" المحسوبة بحسب فئات كثيرة على الارهابيين، لينجح "مايسترو" أمنها العام في النهاية بسحر ساحر قطري من اطلاقهم.
واذا ما عدنا الى بداية الازمة تكبر الفضيحة أكثر ،فالاهل عرفوا بأسر أبنائهم من وسائل الاعلام،في ظل دخول قيادات المؤسسات المعنية في حالة من فقدان الوعي والاتصال بالواقع ، لايام وليس لساعات. فوفقا لمواصفات المطابقة، التي حددها الخبير في ادارة الازمات، بند وحيد طبق ،عدم اللجوء الى استخدام القوة، بعيدا عن رؤوس البعض الحامية، ليس عن حكمة بل لعدم توفر الامكانات والمعلومات،ليتم اطلاقهم وسط عراضة اعلامية، في صفقة كتبت بنودها بلغة عربية مطاطة تحمل الف تفسير ومعنى،موقعة بدماء شهداء اربعة لعب الحظ ضدهم.
أما المصيبة الاكبر،فتسجل منذ اطلاقهم وحتى الساعة، حيث غابت كل المعايير العلمية المفترضة.فمن العسكري الذي أجبر على حلق ذقنه وشعره بالقوة، الى ذاك الذي يعاني حالة من اللااستقرار دفعت بقيادته الى وضعه تحت المتابعة الطبية، جنود يعانون اوضاعا نفسية سيئة لم تكلف الدولة اللبنانية نفسها عناء اجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم وعزلهم عن الناس ليعاد تاهيلهم قبل عودتهم الى الحياة الطبيعية.مع الاشارة الى أن الدراسات تبين أن من بين المفرج عنهم من قد ينتحر، يطلق زوجته،يعنف أسرته،ينعزل عن العالم.
كل المعطيات توحي بأن تكرار تلك الاحداث ،لن يحمل معه تعاطيا مغايرا في بلد "الفالج لا تعالج" حيث الطبل والزمر جاهزة لتحويل الهزيمة انتصارا.وحده ،بعيد ساعات من اطلاق العسكريين ،خرج رئيس مجلس النواب نبيه بري معلقا "بين الشموع والدموع طارت السيادة". تعليق مرتبط دون أدنى شك بحسابات "الاستاذ" السياسية، لا السيادية، ولا المهنية، بقدر ما هي تصفية حسابات نترك للايام القادمة كشفها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News