ليبانون ديبايت - ميشال نصر
رغم مرور أيام على زيارة وفد حزب الله الى بكركي للتهنئة بالاعياد، بقي تأكيده للمؤكد محط تحليل وتفسير، مع انقسام الآراء بين من رأى في الخروج عن الصمت دفنا للتسوية الحريرية، مقابل من اعتبر أن الالتزام الأخلاقي لن يكون الى ما لا نهاية، ذلك أن قراءة ما بين سطور الكلام يظهر بما لا يقبل الشك أن حارة حريك لم تقفل الباب أمام المبادرة، بقدر ما تركته مفتوحا أمام الحوار، بعد اعادة الاعتبار لدور الحزب التقريري النابع من فائض قوته، بعد أن حاولت الثنائية الحريرية-الجنبلاطية اقصاءه عن "الاعداد" وحصر دوره في النفيذ، أي اقناع رئيس تكتل التغيير والاصلاح بالانسحاب لمصلحة زعيم تيار المردة.
فالحزب الذي فرض عليه عدم تبدل المعطيات الاقليمية، من جهة، وحماسة بكركي الواضحة "للصفقة"، بحسب احد اعضاء وفد الحزب، من جهة ثانية، ضرب ضربته في المكان والزمان المناسبين، موصلا الرسائل للجهات المعنية، بعدما كان نجح في ترتيب البيت الشيعي الداخلي الذي اهتز نتيجة بعض المواقف "المبهمة" لرئيس المجلس النيابي، متقصدا افهام المؤدين لفرنجية أنه لن يسمح "بمواجهة برلمانية" بين الجنرال والبيك نتيجتها الحتمية التعادل السلبي لعجز أي منهما عن تأمين الاكثرية المطلوبة لانتخابه.
وإذا كان في المبدأ كل من طرفي لقاء بكركي قد أعاد النأكيد على موقفه المبدئي في الملف الرئاسي، ليبدو في الظاهر كأن شيئا لم يتبدل منذ الزيارة الاخيرة للحزب، الا أن الوقائع تبين عكس ذلك ، اذ بدا البطريرك أكثر حزما رافضا ربط الرئاسة بأي ملف آخر، داعيا الحزب للضغط على العماد عون، لان الالتزام الاخلاقي يبدأ من الوطن وليس الشخص، والا فاليبدأ البحث عن شخصية وسطية.
غير أن مفتاح الكلام الذي سمعه الراعي من السيد تمثل في تاكيد الاخير أن بكركي اليوم أمام امتحان لمصداقيتها بعد تذبذب موقفها، مؤكدا أن الحارة ليست في وارد الدخول بأي وساطة مع الرابية "لأن الجنرال شريك وحليف وليس موظفا". موقف بحسب المصادر جرى ابلاغه بوضوح الى المعنيين في تيار المستقبل مع نصيحة بمحاورة الجنرال مباشرة.
كرست زيارة وفد حزب الله وما رافقها من أجواء الاعتقاد السائد في الكواليس، عن أن المعركة الفعلية اليوم هي لتثبيت الاطراف لاحجامها وأوزانها. تثبيت قد يستفيد منه "ناسك الرئاسة المنتظر" ، الذي شاءت الظروف أن يودع أسراره الرئاسية أمانة لدى سيد بكركي، قبل أن يخرج باطلالة لافتة في التوقيت والمكان. فماذا عساها تكون تلك الأسرار؟ وهل انطلقت رحلة اعلان ترشيح "الناسك"، الغير مستعجل أو "مستقتل" لشغل كرسي بعبدا بحسب ما تظهر المعطيات حتى الساعة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News