ليبانون ديبايت - جيسيكا خضرا
مساء الخير....
كتل هوائية باردة تسيطر على لبنان مع إنخفاض في درجات الحرارة، رطوبة عالية على الساحل ترافقها موجة " إنفحاط " من قبل اللبنانيين، الذين رغم الأربعة فصول لا تزال الدهشة تنتابهم مع كل موجة صقيع أو "حفلة ثلج".
إنه " فلاديمير" العاصفة الذكر الأولى بعد " هدى "، " زينة "، " أليكسا " والله يستر ما تجي " أحلام ". أصبح "فلاديمير" حدث الساعة لدرجة أننا نسينا كارثة النفايات لنتفرغ له. ولما لا؟"ما كل جديد وإلو رهجتو ! .... شو المشكل كل المنطقة عايشة زمن بوتين ليش نحنا لا"
كعروسٍ بفستانها الأبيض حُمِلَ فلاديمير،رغم أنه عريس،على الأكتاف، وسيرَة طَرحَتِه البيضاء على كل لسان.... "ايه نعم ما تفكروه شاذ".... فما أن نفتح صفحات مواقع التواصل الإجتماعي حتى نشعر بالصقيع، حيث امتلأ "وول الفيسبوك" بصور رحلات الثلج، السيلفي، السيارات المغطاة بالأبيض وحتى النكت المضحكة.... "متل المش شايف تلج الله وكيلكن"....
لكن ومع الإحترام للجميع ألم يُبالَغ بالموضوع؟ فمن الطبيعي خلال هذا الفصل من كل عام أن نواجه عاصفة، موجة صقيع.... لكننا شعب "بينبهر" بكل حدثٍ أو موضوعٍ جديد كمحامي الدير، فستان إليسا، الجديد آلو، "مثل فيفو" .... حتّى أنّنا تطوّرنا ووسعنا نشاطنا الى ما بعد بعد بعد .... الحدود اللبنانية.... حتى إبن المفقّع لم يسلم منّا. عندها تأكدت من ما قيلَ في كتاب الأيام اللبنانية على لسان الحاكم رستم باشا، الذي كانت رحابة صدره تمنعه من الغضب، واصفا أصحاب النمائم والشائعات اللبنانية بقوله :" الرجل الكبير الذي يريد أن يصغر عليه أن يأتي إلى لبنان ".
صدق قوله العظيم ،اذ فعلاً أي شخص أو موضوع يتحوّل عندنا من "أصّ" إلى "أعرج بستوني".كما ذكِرَ في الكتاب نفسه أيضا أن كل شيء متأت عندنا من معرفة كل منا للآخر، من ضيق أرضنا، قلة عددنا، وكثرة بطولاتنا وعنترياتنا.... ما جعل كل واحد منّا يعرف الآخر و"يتكتك" في دراسته ودراسة كل المواضيع الخاصة به، يحسده إذا كان كبيراً ويشاغب عليه إذا كان قويّاً....
بإختصار و"بالعربي المشبرح" أننا شعب " فاضي وراضي تمسح من كتر النق والبق".... فبالرغم من أننا نملك طاقة لتحويل الأزمة إلى نكتة، للضحك رغم المآسي والصعوبات، ورغم المرح الذي يميّزنا، إلاّ أنّ كل شيء يزيد عن حدّه يفقد لذّته،حتّى النكتة تصبح مبتذلة بعد تداولها بشكلٍ "كبير ومركز" .
فلو حوّلنا مسار الطاقة الخارقة التي نملكها إلى شيء له منفعة لسدّينا الدين العام، قضينا على داعش وحرّرنا فلسطين.... ختام "النشرة"....
شكراً للمتابعة وإلى اللقاء .
اخترنا لكم



