ليبانون ديبايت - ميشال نصر
في زمن القرارات الخليجية والتحذيرات من "الاعظم الآتي"، تدور الحركة السياسية الداخلية في حلقة مفرغة.فلا البيان الحكومي "الشكلي" والجولة الرسمية المرتقبة "حلحلة الجو"، ولا تهديدات حزب الله بالرد غيرت في الواقع شيئا، ليبقى شبح الانفجار الحكومي والامني سيدا الساحة في ظل احتقان مذهبي فتنوي يحاول "حوار طرشان عين التينة" ابعاد مر كأسه.
واذا كانت المملكة العربية السعودية قد حددت موعد تفجيرها "للقلوب المليانة"، بعدما بلغ "سيل الاحداث الاقليمية زبى الوضع الداخلي اللبناني"، مع تحقيق حزب الله سيطرة شبه كاملة على المفاصل الامنية والسياسية والاقتصادية، معطلا ما يعجز عن مصادرته، متحولا الى لاعب اقليمي أساسي، فان قيادة حارة حريك، ومن خلفها متشددو طهران يعتبرون أن الكلمة الفصل تبقى في النهاية لهم ،كما مفتاح الحل والربط من صنعاء الى بيروت، وعلى طول مساحة المواجهة مع آل سعود وعرضها.
مواجهة قررت الرياض نقلها الى "الشخصي" عملا بالقاعدة الذهبية "ان تعرضتم لرموزنا تعرضنا لرموزكم"، مع ما يثيره هذا الموضوع من حساسية، اذ ينقل العالمون باجواء المملكة أن حزب الله أسقط كل الخطوط، كما سبق وفعلها الاسد، يوم هاجم قياديوه الملك بما لا علاقة له بالسياسة، وهو اهانة لا يسكت عنها، لذلك كان الرد بتقليد السيد نصر الله،الذي طالما تحرك الشارع الشيعي اعتراضا على تناوله في البرامج التلفزيونية.
هجوم اعلامي، رأى فيه حزب الله اللحظة المناسبة لاعادة ارساء قواعد اللعبة من جديد بعدما تكاثر المتطاولون على الحزب وامينه العام وسقوط "القدسية " التي طالما تمتعا بها قبل ال2005، مطمئنا منذ بداية تحرك جماهيره المنظم في الشارع الى امساكه الكامل بكل التحركات، حتى اذا ما انفلتت الاوضاع مع خروج "المجتجين" خارج أسوار الضاحية وانتشارهم من الحمرا الى الصالومي، وتواتر التقارير عن تجمعات في بعض المناطق الحساسة سنيا ومسيحيا، ما فرض تدخل الجيش واعادة ضبط الاوضاع بالتنسيق مع الحزب ، عبر الخطوط المفتوحة بين نصر الله-بري-قهوجي.
تحرك بقدر ما أثار اهتمام الدوائر العربية، بقدر ما حرك السفارات الغربية التي استنفرت طواقمها الامنية والسياسية، بحثا عن جواب واحد، هل يؤدي الضغط المتمادي على الحزب داخليا وخارجيا الى "7 أيار جديد"؟ خاصة أن هناك من خرج من المقربين ينادي بقلب الطاولة والذهاب الى مؤتمر تأسيسي.
الاكيد حتى الساعة ان بيروت انتقلت من ورقة تخلت الرياض عنها الى مسرح تتمسك به طهران، فيما خطة "سابع من ايار" جديد جاهزة بعد تاجيل موعد تنفيذها من عشية اجتماع الحكومة الاخير بعد تراجع الشيخ سعد عن تهديداته واكتفائه بالعريضة، الى اجل غير مسمى قد لا يكون بعيدا، اذا ما صح فعلا ان ما حصل نهاية الاسبوع لم يكن سوى "بروفا".
فهل نكون أمام 77 "7 ايار جديد" كما وعد اللبنانيون منذ سنوات؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News