درس علماء ناسا تاريخ حلقات الشجر في منطقة شرق البحر المتوسط، التي تضم قبرص والأردن ولبنان وتركيا وسوريا وإسرائيل، لتحديد الفترة التي كان شحّ الماء فيها على أشده. فكلما كان سمك الحلقة خفيفًا كان ذلك مؤشرًا إلى سنوات عجاف، في حين أن الحلقات الأكثر سمكًا تشير إلى الفترة التي كان الماء أكثر وفرة فيها.
الأشد شحًا
وقال بين كوك رئيس الفريق الباحثين، الذين أجروا الدراسة في معهد غودارد التابع لوكالة ناسا، إن "حجم التغير المناخي البشري وأهميته يتطلبان منا أن نفهم النطاق الكامل لتغير المناخ الطبيعي".
جاء في دراسة ناسا أن "الفريق وجد مواسم جفاف بين السنوات الممتدة من 1100 إلى 2012 في سجل حلقات الشجر تتفق مع تلك الموصوفة في وثائق تاريخية كُتبت في حينه". وبحسب كوك فإن النطاق الذي تتفاوت ضمنه فترات الوفرة المائية والجفاف نطاق عريض تمامًا، ولكن الجفاف الأخير في منطقة المشرق من 1998 إلى 2012 يتميز بكونه أشد جفافًا بنسبة 50 في المئة تقريبًا عن فترات الجفاف في السنوات الخمسمائة الماضية وأشد جفافًا بنسبة 10 إلى 20 في المئة عن أسوأ فترة جفاف حدثت خلال السنوات التسعمائة الماضية".
أزمة سوريا
يشير هذا إلى تأثير البشر على المناخ خلال القرن الماضي وإلى تأثير التغير المناخي بدوره على المجتمعات التي تعيش في المشرق. وقالت دراسات أخرى إن ظروف الجفاف في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي كانت لها "آثار كارثية" قامت بدور في اندلاع الانتفاضة في سوريا.
كما جاء في دراسة نُشرت في العام الماضي في مجلة أكاديمية العلوم الوطنية الأميركية أن "هناك أدلة على أن الجفاف الذي حدث في الفترة من 2007 إلى 2010 أسهم في النزاع في سوريا، وأنه كان أسوأ جفاف في السجلات المكتوبة متسببًا في موت المحاصيل على نطاق واسع ونزوح جماعي بين العائلات الريفية إلى المراكز المدينية... وفي سوريا البلد الذي يتسم بتردي الإدارة الحكومية وانتهاج سياسات زراعية وبيئية لا يمكن استدامتها، كانت للجفاف آثار كارثية أسهمت في التململ السياسي".
وهبت في غمار الحرب المستعرة في سوريا عاصفة ترابية ملحمية من الصحراء السورية اجتاحت مناطق واسعة من المنطقة، وأدت إلى مقتل عدد من الأشخاص. وأشار علماء إلى أن انهيار الزراعة في سوريا يتحمل قسطًا من المسؤولية عن حجم العاصفة، وهو مؤشر آخر إلى الطرق التي يمكن أن يؤثر بها النشاط البشري على الطبيعة ثم تأثره السلبي فيها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News