المحلية

عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت
الاثنين 21 آذار 2016 - 16:22 ليبانون ديبايت
عبدالله قمح

عبدالله قمح

ليبانون ديبايت

"رياح الربيع الثالثة".. حزب الله يتحضّر لـ "شَطِب" داعش من الجُرود

 "رياح الربيع الثالثة".. حزب الله يتحضّر لـ "شَطِب" داعش من الجُرود

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

يَشُد الشتاء رحاله مغادراً تحت طبقةٍ من الهدوء الذي يسود الجبهات بظل هبوب رياح التسويات التي تُشرّع نوافذ المفاوضات، لكن الربيع، يأتي هذه المرّة متقمّساً روح الشتاء ومرتدياً الثوب المُبلّل، حاملاً معه رياحاً هي أشبه بالعواصف تنتظر ساعة الصفر لتهبّ على المنطقة الجردية الفاصلة بين لبنان وسوريا لتقتلع جذوراً غُرست في الأرض وسمّمتها.

لا يبدو أن "جولات القلمون" ستضع أوزارها قريباً، هذا ما يؤشر إليه تقاطع معلومات من عدة مصادر تتحدث عن جهوزية عسكرية من أجل إنهاء مشروع "تسكير" الحدود بين لبنان وسوريا من جهة الجرود الشرقية للبنان وإقتلاع "داعش"، الذي، ومن المتوقّع أن يدخلَ مرحلته الثالثة وربما الأخيرة بضوء التغييرات على الساحة. ولا يبدو أن مجموعات تنظيم "داعش" المتواجدة في الجزء العلوي من جرود القلمون، ستبقى تحظى براحةٍ عسكرية، أللهم إلاَ في الأيام القادمة فقط، ولا يبدو أيضاً أن خط عرسال - القلمون سيبقى مفتوحاً وسائباً هكذا، خاصةً مع إتخاذ قرار على مستوى عالٍ بضرورة إنهاء حالة التنظيم المتواجدة على مقربة وفي خاصرة لبنان الشرقية.

وتفيد معلومات "ليبانون ديبايت" أن حزب الله الذي دخل مرحلة هدوء طويلة على جبهات جرود القلمون بعد سيطرته على نحو ثُلث أرباعها وإنهى حالة "جبهة النصرة" عبر شلّها، يتجه حالياً لإستكمال عملياته التي جمّدها العام الماضي عبر التوجّه نحو الجرود الشمالية الغربية للقلمون ومن ضمنها جرود عرسال الشمالية الشرقية المتاخمة والمتداخلة مع الأراضي السورية، والتي تعتبر الملاذ الأخير لتنظيم "داعش". ولهذا الغرض، يتحضّر الحزب وقوات المغاوير في الجيش السوري منقّحةً بوحداتٍ من الدفاع الوطني، لجولة جديدة من القتال، تشير معلوماتنا الخاصة، لإحتمال الشروع بها في الأسابيع القادمة.

وستتركّز عمليات المقاومة والجيش النظامي السوري، في الجزء بين نقطة إرتباط جردي "فليطة – قارة"، وهذه النقطة تعتبر منطقة "تماس وإشتباك" مع معقل التنظيم الأساسي في جرود قارة وتمتد حتى جرود الجراجير. وتشتمل سيطرت التنظيم في الجرود الشمالية الغربية لمنطقة القلمون الغربي على جرود "قارة – الجراجير – شمال عرسال"، وجرود الجراجير، مرتبطة بجرود "قارة" وتقع في خاصرتها الجنوبية الغربية. وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" فإن منطقة جرود القلمون الشرقية وأقصى ريف حمص الشرقي (أطرافه الغربية بالنسبة إلى مناطق شمال القلمون) يعتبران خط إمداد وإتصال التنظيم الأساسي بجرود القلمون الشمالية الغربية وذلك لطيبعة الإرتباط الجغرافي بين هذه المناطق، حيث نجح التنظيم بربط جرود "الرحيبة – البريج" لتكون خط دعم خلفي أساسي لجرود "قارة" الهامة بالنسبة إلى خط تأمين جرد عرسال بالنسبة إلى التنظيم، وفي حال وصول الجيش السوري وحزب الله إلى نقطة "قارة" يكون قد فك الإرتباط هذا وأبعد "داعش" عن الحدود اللبنانية وعزله في جرود عرسال.

ويتمتع "داعش" بسيطرة على نقاط هامة في هذه الجرود، فهو يستحوذ على معابر أساسية أهمها الشيخ علي - الجراجير (باتجاه فليطة)، معبر وادي ميرا (الذي يصل قارة - البريج نحو الداخل السوري مروراً بريف حمص الشرقي)، ومعبر مرطبية - الزمراني الذي يربط جردي "الجراجير ـ قارة" ويعتبر بوابة السيطرة بالنار أو الميدان على عمق مناطق التنظيم في هذا الجزء. ولا ينحصر وجود "داعش" في المناطق السورية فقط بل يتعداه إلى الجرود اللبنانية تحديداً جرود شمال شرق عرسال، فهو يُسيطر على "وادي حميد، المصيدة، وادي الخيل، الحصن ووادي عجرم" ويتمدّد من الأخير نحو منطقة الشمال الشرقي، إلى جرود رأس بعلبك والقاع اللبنانيّة حيث يتواجد على مرتفعات مثل "البعكور" الإستراتيجية (رأس بعلبك) وتلال المقالع (القاع).

أمّا عن أعداد وحشودات التنظيم في المنطقة، فهي، ووفق معلومات غير ثابتة، تتحدث عن نحو 900 مقاتل نحو 30% منهم قَدِم حديثاً من مناطق شرق حمص لدعم سيطرة التنظيم في الجرود القريبة من لبنان وذلك بإمرٍ من والي دمشق في الجماعة "أبو أيوب العراقي" الذي أوعز لأمير ولاية القلمون "عمر الجزراوي" بضرورة تدعيم خطوط إشتباكه ومناطق سيطرته خشية اي تغيير يمكن أن يطرأ، خاصةً في ظل تصاعد الخلاف مع "جبهة النصرة" وأميرها في القلمون الغربي "ابي مالك التلي" والذي تُرجمَ من خلال معارك عنيفة دارت مؤخراً.

وكان التنظيم حاول في الأشهر الماضية تعزيز سيطرته عبر الإنقضاض على بقايا "جبهة النصرة" في القلمون والمتواجدون حالياً في جرود عرسال الشمالية الشرقية حيث يتقاسمون السيطرة في عدة نقاط مع "داعش"، وهناك، دارت إشتباكات عنيفة تمكن فيها التنظيم من التمدّد في عمق مناطق "التلّي" لكن وِساطات أدت إلى تراجع التنظيم عن المناطق التي سيطر عليها مقابل تراجع "النصرة".

بالعودة إلى ميدان "الربيع" فإن المؤشرات تتحدث عن نموذج عسكري مشابه للعملية الثانية التي أفضت لإستعادة حزب الله والجيش السوري لأكثر من ثُلث أرباع جرود القلمون (صيف العام الماضي)، وهو أسلوب يُختصرّ بكثافة نارية (مدفعية – صاروخية) تواكبها قوات مشاة – تدخّل، تخترق مناطق التنظيم بعد أن يتم إخراجهم من المرتفعات الكاشفة الحصينة ليتم بعدها الإستحواذ على هذه المرتفعات التي تتحول إلى نقاط قوة ودعم عسكري.

وليس بعيداً عن أجواء المشاركة العسكرية الروسية في سوريا، يُتوقع أن تحظى عمليات القلمون التي سيشارك بها حزب الله والجيش السوري، بتغطية جوية من مقاتلات السوخوي اسوةً بتغطية معارك تدمير (حالياً) وريف اللاذقية – ريف حلب (سابقاً)، بحكم أن العملية تستهدف تنظيم "داعش" الذي تصنفه موسكو إرهابياً، والتي أعلنت أنها ستبقى جاهزة لدعم مواجهته على الرغم من إنسحابها الجزئي من سوريـا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة