نقابة المحررين: توقف السفير عن الصدور يعكس عمق الازمة

اصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية البيان،الآتي: "ان القرار بتوقف جريدة "السفير" عن الصدور يعكس عمق الازمة التي يعاني منها قطاع الصحافة والاعلام في لبنان، ولا سيما الصحافة الورقية التي كانت ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر أحد ابرز روافد النهضة العربية في كل المجالات وحاملة لواء التحرر الوطني والقومي، مقدمة مواكب الشهداء الذين سطروا بدمهم ملاحم البطولة والفداء في مقارعة الاستعمار والاحتلال وجبه الطغيان والاستبداد ونشر الوعي والحس بالكرامة، حيث ان هذه الصحافة خرجت رؤساء وقيادات، واحتضنت أدباء ومبدعين، وتجاوزت حدود هذا الوطن الصغير مواكبة التقدم والتطور".

أضاف البيان: "ان جريدة "السفير" كان لها الدور الريادي بما زخرت من طاقات مبدعة، وما ضمت من صحافيين ومحللين وكتاب، وكانت صاحبة تأثير واسع مكنها من المشاركة الفاعلة في صنع الرأي العام، أن ازمة السفير هي ازمة قطاع بكامله، ولا ينبغي الوقوف عند حدود التحسر والأسف على احتجابها، لأن الكأس الذي تجرعته قد ينسحب على ما تبقى من صحف لا تزال تصدر لليوم على رغم الصعوبات التي تمر بها".

من هنا، وانطلاقا مما تقدم، تدعو نقابة محرري الصحافة اللبنانية الحكومة اللبنانية الى إيلاء هذا الموضوع ما يستحق من عناية واهتمام لانه ليس تفصيلا عابرا ان يكون هذا القطاع الذي مثل ولا يزال ذاكرة لبنان الوطنية والسياسية والثقافية والاجتماعية عرضة للأنهيار، فالأندثار من دون اتخاذ خطوات جادة وحاسمة لمعالجة اسباب هذا التراجع وتقديم الدعم الضروري، فمسؤولية الدولة كبيرة في انشاء صندوق دعم يمول من القطاعين العام والخاص، وتوفير حوافز عديدة بدءا من تسهيلات ضريبية واعفاءات جمركية، وضمانات متنوعة تعين الصحافة الورقية على الثبات في وجه التحديات ريثما تستجد ظروف تمكنها من النهوض مجددا وفق صيغ تتلاءم مع التطورات التي أصابت القطاع الاعلامي ككل.

تطالب النقابة وزارات الاعلام والعمل والثقافة بالتحرك العاجل ولانها معنية بمصير الصحافيين العاملين في جريدة "السفير" وكل الصحف التي تعاني من عثرات وصعوبات ولهذا تؤكد على الآتي:

1 - وقوفها الى جانب الزملاء الذين ينبغي الحفاظ على حقوقهم كاملة، وضمان ديمومة عملهم اذا تقرر تحويل "السفير" او سواها من المطبوعات الورقية الى "جرائد "الكترونية" واعتبار هؤلاء من الناحية القانونية غير منقطعين عن عملهم .

2 - حث المسؤولين على تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الازمة من خلال اطلاق سلسلة اتصالات ومشاورات لبلورة الافكار التي تصلح لان تشكل مدخلا لحل هذه الازمة الخطيرة .

3 - وجوب مبادرة اصحاب الصحف الى تسديد المستحقات المتأخرة للزملاء العاملين فيها، خصوصا ان منهم من لم يتقاض راتبه منذ اشهر طويلة، وهو مصدر معيشته الوحيدة.

في هذا الوقت العصيب ليس أمام الصحافيين في أي موقع كانوا الا التآزر والتعاون والتضامن في مواجهة هذه المحنة التي لا بد ان تنحسر اذا عولجت بموضوعية وتصميم".