ليبانون ديبايت - بقلم مريم سليمان، من مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت
هي في كل منزلٍ، وعملٍ، وعلى 70 بالمائة من سطح الأرض. هي الماء، تارةً تعكس ألوان الحياة الزاهية، وطوراً تُصبح سلاحاً يلوّح بشبح الموت فوق هامات الأطفال بالأخص. هي أكثر من مجرّد ضرورة لإرواء العطش، لأنها تكتسب أهمية حاسمة بالنسبة للتنمية المستدامة، بما في ذلك حفظ بيئتنا والتخفيف من حدة الفقر والجوع. لذلك، يُعتبر "ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع" (الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة) من الأمور الأكثر دقّةً في عالمنا اليوم.
توجد على كوكب الأرض مياهً عذبة كافية ليستفيد منها الجميع من دون تمييز، إنما سوء البرامج الاقتصادية في معظم بلدان العالم، بالإضافة إلى البنى التحتيّة الضعيفة، أثّر سلباً على الأمن الغذائي، واختيارات سبل المعيشة، وفرص التعليم بالنسبة للأسر الفقيرة في مختلف أنحاء العالم. وبالنتيجة، يموت كل سنة ملايين من البشر، معظمهم من الأطفال، من جرّاء أمراض مرتبطة بقصور إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة. وتُسجّل الأرقام افتقار نحو 2.6 مليار شخص إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية، كالمراحيض العادية أو البدائية، ومن ناحية أخرى، يموت كل يوم 5000 طفل في المتوسط نتيجة لأمراض مرتبطة بالمياه والصرف الصحي. هذا ويُعاني بعض أشد بلدان العالم فقراً من الجفاف، مما يؤدي إلى زيادة في الجوع وسوء التغذية، ومن المرجح بحلول عام 2050 أن يعيش شخص واحد على الأقل من كل أربعة أشخاص في بلد يعاني من نقص مزمن أو متكرر في المياه العذبة. أما فيضانات المياه، فهي مسؤولة عن 15 في المائة من جميع الوفيات المرتبطة بالكوارث الطبيعية.
في المقلب الآخر، أي الإيجابي، تُعتبر الطاقة المائية أهم مصدر للطاقة المتجددة وأكثرها استخداماً على نطاق واسع، بحيث تمثل 19 في المائة من مجموع إنتاج الكهرباء على نطاق العالم. ويعمل 1.5 مليار شخص، أي نصف عمّال العالم، في قطاعات ذات الصلة بالمياه، وفضلاً عن ذلك، تعتمد تقريباً جميع الوظائف، بغض النظر عن القطاع، مباشرة على المياه، الأمر الذي يجعلها الداعم الحيوي الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإنسانية.
ومنذ انطلاق العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مطلع هذا العام، أجمَعت الأمم المتحدة مع كافة الأفرقاء من حكومات ومجتمعات مدنيّة على ضرورة تركيز عملهم على مجموع من النقاط، منها: تأمين مياه الشرب المأمونة والميسورة التكلفة للجميع بحلول عام 2030؛ توفير خدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية، وإيلاء اهتمام خاص لاحتياجات النساء والفتيات ومن يعيشون في ظل أوضاع هشة؛ تحسين نوعية المياه عن طريق الحد من التلوث ووقف إلقاء النفايات والمواد الكيميائية الخطرة وتقليل تسرّبها إلى أدنى حد، وخفض نسبة مياه المجاري غير المعالجة إلى النصف، وزيادة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام المأمونة بنسبة كبيرة على الصعيد العالمي؛ تنفيذ الإدارة المتكاملة لموارد المياه على جميع المستويات، بما في ذلك من خلال التعاون العابر للحدود؛ حماية وترميم النظم الإيكولوجية المتصلة بالمياه، بما في ذلك الجبال والغابات والأراضي الرطبة والأنهار ومستودعات المياه الجوفية والبحيرات؛ وغيرها.
احتفل العالم الأسبوع المنصرم بـ "اليوم العالمي للمياه" (22 آذار/مارس) الذي حمل هذا العام عنوان "مياه أفضل وظائف أفضل"، وجرياً على العادة، يكون هذا اليوم للنظر في كيفية إدارة المياه في المستقبل ومناقشة التحديات للتمكّن من صدّها. ولكن العمل لا يُمكن أن يتوقّف على إحياء المناسبة فقط، لأن خطر الجفاف وشحّ المياه يُداهمان كلاً منّا ابتداءً من عقر دارنا شاملاً تفاصيل حياتنا وصولاً إلى أجيالنا القادمة.
إنه عملٌ لا يجب أن ينضَب. فلنشارك به جميعاً.
لمزيد من التفاصيل حول خطة التنمية المستدامة يمكن زيارة الموقع التالي: http://bit.ly/1LJYCX4
ولآخر الأخبار والمستجدّات المتعلّقة بالخطة، يُرجى متابعة موقع مركز الأمم المتحدة للإعلام: http://bit.ly/20np831
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News