بري يرفض الوساطات مع الرابية.. و"التيار" يتهمه!

تقول أوساط سياسية متابعة لسير العلاقة بين الرابية وعين التينة ان جوهر الخلاف بين الطرفين، يكمن في ملف الاستحقاق الرئاسي، حيث ان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون لا يخفي انزعاجه من مواقف الرئيس نبيه بري سيما تلك التي اعتبر فيها بعض معاونيه ان "التزام "حزب الله" بتأييد عون للرئاسة لا يلزم مكونات 8 اذار"، في حين يتأكد لـ"الجنرال" يوما بعد يوم ان رئيس المجلس يقف في صف مؤيدي ترشيح النائب سليمان فرنجية.

وتعتبر الاوساط ان وامام هذا الواقع، يجب الا يتوقع احد ان يتجاوب "التكتل" مع الجهود المبذولة لتحريك التشريع أو أن يقدّمه هدية مجانية لبري، لافتة الى ان، وبغض النظر عن اتفاق "التيار" والاحزاب المسيحية الاخرى على رفض التشريع في ظل الشغور الرئاسي، فان عرقلة فتح ابواب المجلس تدخل في تصفية الحساب المفتوح بين "الوطني الحر" وبري ويعتبرها "التيار" وسيلة للضغط أو "الحرتقة" على رئيس المجلس الواقف في مربع مؤيدي فرنجية.

ووسط الاجواء الملبدة بين الرجلين، يشير وزير سابق عبر "المركزية" الى ان الابواب مقفلة والاتصالات مقطوعة بين الرابية وعين التينة، لافتا الى ان بري رفض وساطة حاول الاضطلاع بها بين الطرفين لان مواقف العماد عون التي كرر فيها اعتباره مجلس النواب غيرَ شرعي، اثارت حفيظته، وهو ردد امام الوزير انه "لايرى فائدة من فتح صفحة جديدة مع عون، سيما وانه في كل مرة يحصل ذلك، يقول عون مجددا ان المجلس غير شرعي. فلو انتخب هذا المجلس عون للرئاسة، هل يصبح شرعيا أم لا"؟

واذا كانت الاوساط تعتبر ان نزول "التيار" الى الشارع رسالة موجّهة في جزء كبير منها الى بري بسبب مواقفه الاخيرة علّ العرض الشعبي ينجح حيث أخفقت القنوات السياسية، فان المواجهة بين الفريقين يبدو انها لن تنتهي عند الحد التشريعي او الرئاسي، حيث تكشف مصادر في "التيار" ان بري يطالب بتأجيل الانتخابات البلدية وهدفه منع عون من الافادة من تحالفه مع "القوات اللبنانية" والذي سيتيح للثنائي المسيحي الفوز بمعظم البلديات على الساحة المسيحية، الامر الذي سيعزز موقع "الجنرال" كالزعيم المسيحي الاقوى الذي على المكونات الاخرى ان ترضى بانتخابه أسوة بانتخاب الاكثر حيثية في الشارع الشيعي لرئاسة المجلس والاكثر حيثية في الشارع السني لرئاسة الحكومة.