متفرقات

الخميس 16 حزيران 2016 - 08:25 السفير

بعد الطفلة إيللا.. صوفي ابنة العام في حالة شلل كليّ

بعد الطفلة إيللا.. صوفي ضحية الاستهتار الطبي

المرة الثانية تقع طفلة ضحية الاستهتار الطبي والاستشفائي في لبنان. فبعد الطفلة إيللا طنوس التي بُترت أطرافها نتيجة خطأ طبي، أُصيبت الطفلة صوفي مشلب بتلف في دماغها أدى إلى شلل أطرافها وكل حواسها، بعد خضوعها لعملية استئصال ورم في مؤخرتها.

تعيش صوفي ابنة العام الواحد في حالة شلل كليّ. لا تعرف الطفلة والديها. لا تأكل، لا تشرب، لا ترى، لا تتحرك. ولدت صوفي ولادة مبكرة في الأسبوع الأول من الشهر الثامن، أي بعد 32 أسبوعاً من الحمل. عند بلوغها الشهر، اضطر الوالدان إلى إجراء عملية جراحية ضرورية لها في واحد من أهم المستشفيات في الأشرفية، تمثلت بوصل فقرات البلعوم. اجتازت الطفلة التي لا يزيد وزنها عن 1400 غرام، "القطوع" الأول بسلام. إلا أن فرحة ذويها بذلك لم تدم طويلاً. ظهر في مؤخرة الطفلة ورم أثار الذعر.

بالرغم من إثبات الفحوصات أن الورم ليس خبيثاً، قرر طبيبها المُعالج (ن. د) أن يُجري لها عملية استئصال للورم في مؤخرتها في المستشفى نفسه. لم يحتمل جسد الطفلة الهزيل صعوبة العملية الجراحية، فعانت من انخفاض حاد في الضغط استمر لأكثر من ثماني ساعات، بحسب ما يكشف والد الطفلة فوزي مشلب.

ويضيف أن "الطاقم المسؤول عن علاج صوفي لم يتخذ الإجراءات المناسبة قبل وخلال وبعد العملية الجراحية. فلحظة انخفاض الضغط في جسد صوفي لم يتم تزويدها بالدم المطلوب، علماً أننا كنا قد أمناه سابقاً تحسباً لوقوع أي طارئ، خصوصاً وأن صوفي تُعاني من فقر في الدمّ أثبتته الفحوصات التي أُجريت لها في اليوم السابق للعملية. وبالتالي كان على الأطباء في مثل هذه الظروف الامتناع عن إجراء العملية لها".

ويتابع مشلب أن "ضخّ الدم في جسد صوفي لم يتم إلا بعد مرور ثماني ساعات، بعدما طلبت منا المستشفى إجراء عمليات تشعيع للدم (blood irradiation) قبل استخدامه، في حين أن هذا الأمر من واجبات الطاقم المسؤول عن العملية. وهذا ما أدى إلى تدهور حالتها نحو الأسوأ".

على أثر العملية توقفت كليّتا صوفي عن العمل. عانت الطفلة من فشل كلوي وفق والدها، الذي أشار إلى أنه "نتيجة لكل ذلك ضُرب دماغ الطفلة وباتت تشكو من شلل تام في كل أعضاء جسدها".

ويشدد على أن إجراء العملية لم يكن ضرورياً. "استشرنا عدداً كبيراً من الأطباء والاختصاصيين الذين أكدوا أن العملية لم تكن ملحة نظراً إلى أن الورم كان حميداً. وبالتالي كان يُمكن للطبيب أن ينتظر ريثما تقوى بنية الطفلة جسدياً، إلا أنه عوضاً عن ذلك أصرّ على إجراء العملية من دون اتخاذ الاجراءات اللازمة".

منذ وقوع الحادثة ومشلب يحاول الحصول على الملف الطبي الخاص بابنته من المستشفى المسؤول لعرضه على أطباء في الخارج، إلا أن إدارة المستشفى تمتنع عن ذلك ولا تستجيب لطلبه، بل تُصرّ على إعطائه فقط نتائج الفحوصات والصور.

علماً أن الحصول على الملف الطبي هو حق لكل مريض، وهو أمر مُلزم للمستشفيات وفق قرارات نقابة الأطباء.

لذلك لجأ مشلب إلى قاضية الأمور المستعجلة في بيروت زلفا الحسن، التي أصدرت أمس قراراً في أمر على عريضة تقدم به المحامي جورج خوري بوكالته عن والد الطفلة القاصر. وكلّفت الحسن الطبيب الشرعي حسان ميرزا الحصول على نسخة عن الملف الطبي للطفلة من إدارة المستشفى والتقرير عن العملية الجراحية والمخدر وكل التدوينات التي أجراها الأطباء قبل وأثناء العملية وبعدها. بالإضافة إلى ختم الملف بالشمع الأحمر وتدوين عليه عبارة كيّ لا يُبدل منعاً لأي تحريف في مندرجاته، على أن يُقدم الخبير تقريره إلى المحكمة خلال مدة عشرة أيام.

يسعى مشلب إلى تشكيل لجنة طبية من أهم الخبراء والأطباء اللبنانيين وغير اللبنانيين بعد الاستحصال على ملف طفلته لدرسه والتدقيق فيه والبناء عليه لتحديد ما يُمكن إنجازه لتحسين وضعها الصحي وتحقيق نمو جسدي ونفسي طبيعي لها. أما في الشقّ القانوني، فيؤكد مشلب لـ «السفير» أن «الهدف الأساسي هو معافاة صوفي، وكل ما عدا ذلك من رفع دعاوى أو غيرها سنقرره في حال ثبت وجود خطأ طبي إثر درس الملف".

من جهته، يؤكد المحامي خوري أننا "سنتابع القضية أمام القضاء المختص حتى النهاية لأن ما تعرضت له الطفلة صوفي دمر حياتها، ونحن لدينا ملء الثقة بالقضاء اللبناني".

وإثر علمه بالقضية، أوعز وزير الصحة وائل أبو فاعور الى مديرية العناية الطبية في وزارة الصحة، بفتح تحقيق في قضية الطفلة صوفي مشلب، وطلب الملف من المستشفى واستدعاء الاهل والطبيب المعالج الى الوزارة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة