بان كي مون وبن سلمان.. حين غاب"القلق" !

أقترن اسم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعبارة "أعرب عن قلقي", حيث انحصر عمل الاخير منذ توليه منصب أمين عام الأمم المتحدة عام 2007 بـ"القلق".

لا يفوت "الكوري الجنوبي" حدثاً قد يحصل على وجه الكرة الأرضية الا ويستهل تصريحاته بعبارة " أعرب عن قلقي", وقد انتج مستويات قلق جديدة تنوعت ما بين البالغ و الكبير و العميق .

ولم يسلم كي مون التعليقات "الساخرة" التي يطلقها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنتقد بشكل طريف بان كي مون و"قلقه"فمنهم من أكد أنه يتقاضى حوالي 35 ألف دولار شهريا ليقوم بأسهل مهمة وهي 'القلق'. وتجاوز المغردون ذلك إلى إحصاء عدد "قلقات" الأمين العام للأمم المتحدة، حيث أعرب، وفق مغردين، عن قلقه في السنة الماضية 180 مرة أي بمعدل قلق كل يومين، منهم 27 قلقا لدولة اليمن وحدها, وتوزعت "قلقات" بان كي مون الباقية كالتالي، 19 بين إسرائيل وفلسطين و15 قلقا لأوكرانيا و11 لأفريقيا و9 للعراق و6 لنيجيريا و7 لسوريا و5 لجنوب السودان و4 لمالي.

وراح أخرون يطلقون هاتشتاغ تحت عنوان:"#بان_كي_مون_الرجل_القلق", ومنهم من طالب ‏موسوعة غينيس بان تختار الأمين العام للأمم المتحدة كأكثر إنسان مرّ بحالة قلق عبر التاريخ! وردا على هذا الخبر بان كي مون يعرب عن قلقه!!".

ومن الاحداث النادرة ان يكون كي مون "غير قلق", حيث ترجم ذلك مؤخراً بلقائه الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد المملكة السعودية في مقر الامم المتحدة في نيويورك إذ أن الأخير بادره أمس وأعرب عن " عدم غضبه " لا منه ولا من الأمم المتّحدة بسبب إدراج التحالف الذي تقوده السعودية على القائمة السوداء. وهذا الامر انعكس على كي مون الذي اطمأن وفرح بما سمع من الامير.

وكان لافتاً أنها من المرات القليلة التي لا يعبر فيها مون عن "قلقه" في تصريحاته، بل اكتفى بالانفتاح على تلقي أية معلومات جديدة من المملكة العربية السعودية بشأن التقرير عن اليمن, معرباً عن "أمله" في أن يتم عقد مناقشات بين الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية بهذا الصدد في وقت قريب.

وهذه من المرات القليلة النادرة التي لا يعبر فيها كي مون عن "قلقه", نستذكر منها ايضا الاتفاق النووي الايراني بين الغرب وطهران حيث هنأ كي مون الاطراف المفاوضة وكان في موقع "المهنأ" و"الـغير قلق". هذا وفي حدث نادر ايضا لم يعبر مون عن "قلقه" في تصريحاته عندما تفقد أحوال اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين في مدينة طرابلس ومخيم نهر البارد، بل اكتفى بالتعبير عن دهشته مما عاينه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين.

ولم يقتصر "قلق" الأمين الأممي على القضايا السياسية وصراعات الدول والحروب، بل كان يتناول أحيانا قضايا مالية أو اجتماعية أو عموم الأوضاع في مناطق عدة.