"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
يشد حزب الله العزم مرتحلاً نحو دير الزور واضعاً على رأس أولوياته إنهاء وجود تنظيم "داعش" في معقله الأساس بسوريا، مستغلاً عدة عوامل لا شك أن تقدم قوات الجيش والحشد الشعبي العراقية إحدى أهم أسبابها.
"سنكون حيث يجب أن تكون"، عبارة يستند عليها المقاومين من أجل تصويب بوصلتهم نحو الهدف، ومع تسرع الوقائع الميدانية يجدون أنفسهم أمام واقع التعامل والتناغم من إشارات الميدان التي تحتم عليهم الركون نحو الأهداف التي تحقق لهم الغاية. إغلاق الحدود بين سوريا والعراق ليست هدفاً سورياً فحسب، بل هو مطلب شامل فدولة البغدادي التي أعلنت في آب 2014 عبر كسر الحدود العراقية - السورية يتحتم إنهاؤها بتجبير تلك الحدود والعودة إلى ما قبل الشهر الساخن بشهرٍ ساخن، حيث سيتربع تموز وآب على واقع الميدان.
نحو دير الزور إذاً، ستطلق محركات الطائرات عنانها من أجل نقل مقاتلي قوات الرضوان (الوحدات الخاصة بحزب الله) نحو ربع صحراوي قريب من حدود محافظة دير الزور في عمق البادية السورية. 180 كلم مسطح صحراوي سيكون بقعة عمل للمقاتلين من أجل فتح طريقهم نحو كسر حدود "دولة الخلافة" وضعت في خدمة ذلك الهدف 18 سرية "تدخل" خاصة من حزب الله، يشاركها ويعاونها حلف كامل من المقاتلين، من سوريين ينقسمون إلى "صقور صحراء، مهام خاصة، جيش سوري"، عراقيين من "حزب الله العراقي وقوات النجباء"، مع ألوية إيرانية من "فاطميون، باسيج"، تتغزّل بهم جواً مقاتلات "سوخوي" روسية ستعمل على التمهيد الناري ودعم قوات المشاة المتقدمة.
عملية واسعة ذات سقفٍ عالٍ وضع تاريخ بعد شهر رمضان المبارك موعداً لها، إنكفأت كل الخطط السابقة ووضعت في الجرارات من أجل "واقعة دير الزور"، لا نسخة ثالثة لمعركة جرود القلمون ولا ثانية في الزبداني، التركيز الحالي على ثلاث جبهات يراها حزب الله أساسية في سياق كسر التكفيريين بسوريا، واحدة وضعها الأمين العام لحزب الله موضع الإستراتيجية في حلب، وثانية لا تقل إستراتيجيةً في دير الزور، تتناغم معها أخرى ستُفعّل بشكلٍ أوسع نحو الرقة منطلقةً من جبهة أثريا - حماة.
أهداف معركة دير الزور، بحسب قراءة لمختصين ميدانيين لـ"ليبانون ديبايت"، لا تنحصر بالبعد السوري بل تتعداه نحو الهدف الأقليمي، أي حماية العراق ولبنان أيضاً، فالغاية المعلنة هي كسر تنظيم داعش في معقله، لكن الغير معلن هو ربط الحدود السورية - العراقية مع بعضها مجدداً لما لها من أهميةً كشف عنها البغدادي نفسه بشريط "كسر الحدود" الشهير. وتؤكد مصادر ميدانية "ليبانون ديبايت"، أن "خطط العملية الحالية لم تكن لتأتي لولا تقدم قوات الجيش والحشد الشعبي العراقية في محافظة الأنبار وتحقيق إنجازات واسعة على مستوى الفلوجة"، وهو ما سمح لاحقاً بأعداد خطط دير الزور ومناغمة القوات العراقية بعملية موازية من الجهة السورية تقبض على عنق داعش كالكماشة.
ومن الواضح أن معركة دير الزور لن تكون يتيمة، حيث ستهب عاصفتها مع رياح معركة نشطة على المقلب العراقي حيث ستكون معركة ثنائية على جبهتي القتال، ستكون قوات الحشد الشعبي عنصراً أساس فيها، فيما الفرضيات الميدانية تذهب بعيداً في تخيّل مشهد المعركة الذي سيعطي دوراً سورياً لـ "الحشد" الذي سترتب على عاتقه إلتقاء قواته مع قوات الجيش السوري وحزب الله في دير الزور من جبهتين، ولهذه الغاية، إجتمع ضباط الميدان في كلا الجهتين مع العناصر وقادة الميدان من جهة، وبين بعضهم من جهة ثانية، ووضعوا الخطط والأهداف وتقسيم المناطق والمسؤوليات وفرز التشكيلات وتنقيتنها وتلقيتها بالعناصر ذات الخبرة والمهارة من أجل إخراج سيناريو وأسلوباً عسكرياً ذات قيمة يترجم الخطط على أرض الواقع، ليربط أطراف الحريطة التي ستقوم على سقوط أحجار الدومينو.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News