قاد الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، عددا من الصحفيين المصريين الموالين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، عبر جريدة "المقال" التي يرأس تحريرها، في إظهار شماتة غير متناهية بالتفجير الذي تعرض له حرم المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الاثنين، وأسفر عن مصرع الشخص الانتحاري وأربعة من أفراد قوة الطوارئ السعودية.
وشن عيسى وأولئك الصحفيون هجوما حادا على السعودية، ونظام حكم الملك سلمان بن عبد العزيز، بدعوى أنه المتسبب في حدوث هذا التفجير وتفجيرين آخرين وقعا في اليوم نفسه، نتيجة تغذيته ما أسموه "الفكر الوهابي" الذي قالوا إنه المسؤول الأول عن صنع الإرهاب في العالم، وإن التفجيرات الإرهابية تشير إلى حصاد السعودية مُرّ ما زرعته أيديها، بحسب تعبيرهم.
ويذكر أن إبراهيم عيسى وصحيفته لزما الصمت، في حق السعودية أو نظام حكمها، طيلة زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، التي استمرت قرابة ستة أيام، في شهر نيسان/ أبريل الماضي، وقيل وقتها إن السلطات حظرت عليه وعلى صحيفته الكلام في حق الملك والمملكة، وهو ما التزم به.
وكشف رجل الأعمال نجيب ساويرس، أخيرا، أنه أمر إبراهيم عيسى بالتوقف عن مهاجمة شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عبر برنامجه الذي يبث عبر قناته السابقة "أون تي في"، بعدما أبدى الطيب امتعاضه من ذلك الهجوم، متسائلا: "هل يمكن أن يسمح (أي ساويرس) بذلك الهجوم على البابا؟"، وهو ما تجاوب معه ساويرس، فأصدر أوامره إلى إبراهيم عيسى بكف لسانه عن شيخ الأزهر، وهو ما التزم به عيسى، بحسب ساويرس.
لكن عيسى فاجأ الرأي العام في مصر، بصدور جريدته "المقال"، في اليوم الأول للعيد، الأربعاء، وقد خصصها لمقالات شامتة في حادث تفجير المسجد النبوي، بلغ عددها سبع مقالات، يتقدمها مانشيت كبير يقول: "من الإرهابيين إلى السعودية: هذه وهابيتكم رُدت إليكم"، وتصدَّرها مقال إبراهيم عيسى بعنوان "انتظرنا الإرهابيين في الكعبة فجاؤوا إلى مسجد الرسول"، دون صيغة التسليم على النبي عليه الصلاة والسلام.
وتابع بسخرية: "هنا يصبح التكفير والتحريم والتجريم لأي مخالف ومختلف من أي فكر أو مذهب غير وهابي طبيعيا جدا وعاديا، بل -واسم النبي حارسه- معتدلا أيضا".
واتهم إبراهيم عيسى السعودية بأنها "تقدم المحيط الآمن والتربة الخصبة للفكر الإرهابي وترعاه وتحميه وتدعمه وتتباهي به وتقول عنه اعتدالا، وما يحدث في السعودية خلال الأيام الأخيرة يشي بالنار تحت الرماد"، على حد قوله. وبمنتهى الشماتة اختتم مقاله بالقول: "ها هم انتقلوا من إرهاب في الكعبة إلى إرهاب في مسجد الرسول".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News