"ليبانون ديبايت" - كرم محمد السكافي:
عيد كما الحال منذ سنين عاد و لم يحمل معه أي جديد، عدا خبر على ما يبدو سيكون مرشح لخرق هذا الجمود يتلخّص بجولةٍ سيقوم بها وزير خارجية فرنسا إلى بيروت مطلع هذا الأسبوع. تستتبع بزيارات دبلوماسية لدولٍ تأمل كما جمهورية الجبن والنبيذ بأن تضطلع بدورٍ في المنطقة جديد يخرجها من كبوتها، تتزامن وتترافق مع مبادرات داخلية هدفها "و الله تعالى أعلم" إعلان بدء الموسم الصّيفي للسّنة السّياسية في المنطقة. و هذه المرّة "الله يستر" إحتفاليتها ستنطلق من لبنان و تحديداً من عاصمته بيروت.
زيارة ستحمل معها من دون أدنى شك أجوبةً عن أسئلةٍ تشغل بال العديد من السّياسيين اللّبنانيين خصوصاً وأنّها تأتي بعد إنتهاء مباريات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم نهار الأحد في العاشر من شهر تموز الحالي المنصرم . حيث من المتوقّع أن يأخذ الحديث عنها حيّزاً كبيراً من النّقاشات التي يجريها معاليه مع المسؤولين و يقيناً و بالقياس إلى ما عهدناهم عليه، ستتناول و بالتّفصيل أداء المدرّب و اللاعبين طبعاً من دون إغفال موضوع جنسياتهم ذلك أنّ غالبيتهم العظمى من غير الفرنسيين.
عشر جنسيات من تسع مستعمرات و بولندي واحد ضمّتها لائحة الديوك التي لم تستطع رفع العلم الفرنسي في نهائي البطولة و لا استطاعت أن تدافع عنه، فكيف سيكون عليه الحال في جمهورية الطّوائف بلاد الحسب و النّسب و الألقاب التي يحملها و يتغنّى بها أحفاد الفينيقيين ساميو الأصل كما يدّعون؟.
زيارة تأتي من ضمن سلّة الحلول المقترحة تلك المسموح بها لبعض الدّول و منها فرنسا و تدخل في إطار محاولة إعادة ترتيب ما وضع فيها بحسب الأولوية وليس أكثر وتسعى فقط إلى إيجاد حل لأزمات لبنان قبل التّسوية الكبرى أو بإنتظارها تتلخّص بإنتخاب الرئيس الثّالث عشر و تعيد الحياة إلى المؤسسات لا سيّما منها المؤسسة العسكرية على إعتبار ذلك ضرورة تحتاجها المنطقة و ليس ترف، و هو ما تأخّر حصوله بنتيجة القرار السّعودي الذي اتخذ.
قد يقول البعض من المتابعين أنّ حادثة القاع (أو بالأحرى هي جريمة) عجّلت هذا القرار أو هي وضعته على نارٍ حاميةٍ ذلك أنّه لا يخفى على أحدٍ مدى خطورة ذلك إن تمّ إستخدامه من قبل الأطراف المتقاتلة في سورية لتحقيق نبوءة حرب الهرمجدون التي يسعى الكل بمن فيهم الغرب إلى حدوثها لأسبابٍ أسطوريةٍ قصصيةٍ خياليةٍ، واستدعى دعوة مجموعة دعم لبنان الدولية إلى الإجتماع للضّغط بإتجاه إيجاد حل سريع للبنان.
هي زيارة تحذير تدخل في إطار التّعبير عن الخوف، و فيها الكثير من العواطف و الرجاء، سقفها التّمني، كلماتها لعل و عسى و يا ليت، ذلك لأنّها ببساطةٍ لا تأتي من مسيطر مهيمن متكبّر جبّار و لا هي من متناحر متنازل يقرّ بأنّه خسران. زيارة يخشى أن تأتي بمزيد من المغامرات و يحسبها الفرنسيون فرصةً يمليها مناخ التّقارب الروسي-التركي-الإسرائيلي في المنطقة و يدعم نجاحها العجز الإيراني-السّعودي بنتيجة الإنهاك المستمر لهما في الحروب و الصّراعات الممتدة بينهم على مساحة كبيرة من جغرافيا الشّرق الأوسط و شمال إفريقيا و الخليج.
في الختام لا ندري عما إذا كانت فرنسا مازالت تعتبر نفسها وهماً الأم الحنون و عما إذا مازال اللبنانيون يعتبرون أنفسهم أبناءها المخلصين؟ و بناءً عليه وإلى أن يتّضح الجواب ولكي تطاع عليها أن تدرك حدودها والمستطاع، فلبنان ليس مستنقع و لا هو نهر جارف، هو بلوعة و إصطلاحاً هو الثّقب الأسود للحلول و المبادرات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News