المحلية

placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت
الاثنين 01 آب 2016 - 09:10 ليبانون ديبايت
placeholder

ميشال نصر

ليبانون ديبايت

٢٤/٢٤ عل ١٠٤٥٢ لتضل لبنانية....لبنانية....لبنانية

٢٤/٢٤ عل ١٠٤٥٢ لتضل لبنانية....لبنانية....لبنانية

ليبانون ديبايت- ميشال نصر

في مثل هذا اليوم منذ ٧٣٠ يوما، لم يكن احد ليعلم ان الساعات اللاحقة ستحمل معها طعما آخر للعيد. فهناك على سفوح الحدود الشرقية ستختلط الشهادة بالاسر، وفي كلا الحالتين البطولة بالخيبة .... هكذا كانت الصورة عشية الثاني من آب ٢٠١٤....

امور تغيرت ، اسرار كشفت، وحقائق تبدلت.... فمن راس بعلبك - القاع الى جرود عرسال عزيمة خط دفاع لا يلين. هناك وطن آخر ، تفوح منه رائحة ذكية ، لا يسالونك عن تمديد او آلية، عن نفايات او انتخابات.... بقدر ما يهتمون للمساعدات العسكرية واخبارها....

اخبار كثيرة تسمعها وروايات تثير الحماسة.... عن اسرى لم يقصروا بواجب فيما الجميع مقصرون بحقهم .... عند هذه النقطة ينتفض العسكريون ويثورون....غصة ودمعة لرفاق قيل فيهم الكثير من التجني وتوجر بقضيتهم.... منهم من عاد ومنهم من ينتظر...أكيد ان لم يكن اليوم فغدا....فمفتاح الفرج صبر عيل منه ايوب نفسه....

وكما على الارض، جنود من الوية وافواج خبرت طبيعة الجبهة، كذلك في السماء نسور يحلقون "بالسيسنا"، لا تتعب ولا تكل،نجمها "الهيلفاير"، ناقلة الصور الحية ليل نهار، الى غرفة عمليات اليرزة، وطوافات جاهزة على مدار الساعة....عيون تراقب ترصد وتتابع حركة المتربصين بالوطن جاهزة للمعالجة عند اي حركة....

مدفعيتهم تضرب وتهزج تمطر الاعداء بالنار....تتقدم تهجم مدرعاتهم فيقدم انتصار....بقوات خاصة تاكل الحديد والنار.... ونسور في الجو ليل نهار....وبحرية تمخر عباب بحر غدار .... تمر السنوات الواحدة بعد الاخرى.... 71 عاما عمدت بالدم وكللت بالغار....

ما اشبه اليوم بالامس.... حوادث كثيرة،تجارب خطيرة، تحديات مصيرية،مرت هددت وتطاولت على الجيش والوطن، دون ان ينتفض،ذاك الذي قرر ان يكون "الصامت الاكبر"على الدوام.... حتى يوم حاول "التمرد" منتفضا، سقط في محظور السلطة والتسلط،فتراجع وكبت، ليتقدموا ويهجموا، يتناتشوه حصصا فيما بينهم. اتهامات بالتقصير تكاد تصم الآذان وليس من يردها او يحاول التبرؤ منها، وكثير من التطاول على الحرمات، الكرامات والبطولات، في اسواق المزايدات، التسويات والمقايضات....

بعيدا عن المبادئ والقيم والضمير...."دفعوه" ثمن صراعاتهم لحماً حيا، من نهر البارد الى فضيحة عرسال.. ونزف كرامة مهدورة من حرب تعيين قائد للجيش الى سلسلة رتب ورواتب مستحقة.... جاعلين منه دائما أبد عنوانا رئيسيا للمنافسة والتجاذب السياسي.... استغلوا عقدة "المارونية الرئاسية" لدى قيادة الجيش، مصوبين عبرها للنيل منه، متناسين ان بين القيادة والجيش فرق كبير.. الاولى ترحل الى محاكم التاريخ فيما يبقى الثاني كالارزة شامخا، متحديا، مرفوع الجبين، تسري في عروقه دماء طاهرة.

أدخلوا "زعرانهم" بين صفوفه بحجة الدمج، فانتصر وحولهم الى رجال.. قطعوا المال عنه، حرموه الدواء والطبابة، حتى الطعام والملبس.. قاوم، عض على الجرح واكمل الطريق غير آبه، تتقدم صفوفه ثلل ابطال كانوا رجالا ليس كالرجال.. فاعادوا اليه عنفوانه.. وكللوه باكليل من غار الشرف والتضحية والوفاء....في مقابل قلة قليلة خرجت من صفوفه، اغراها شيطان السلطة، فسقطت في التجربة.. تسكعت على ابوب السياسيين باحثة لاهثة عن حظوة منصب من هنا وترقية من هناك.. تنازلت عن امانة وقسم، تخاذلت امام دماء رسمت خطوط القوانين والانظمة بالاحمر الارجواني....

الى هؤلاء.... ابعدوا الجيش عن مطامعكم الشخصية وابتعدوا عنه....فعسكريوه ليسوا للبيع ....كفوا شركم.... فغيرتكم مضرة، صداقتكم مؤذية، ومونتكم في غير مكانها.... اتركوا الجيش في حاله فهو الادرى بمصلحته، دعوه يطهر نفسه ليكون جيشنا كما لبنان لبناننا.... عليه نراهن، جيش كل لبنان وكل اللبنانيين.... دعوه على مسافة واحدة من الجميع، لعل في ذلك حكمة لا تدركونها.... نتمنى ان تفهموها او على الاقل تتفهموها.... لانكم واهمون ان اعتقدتم انكم تستطيعون التلاعب بالمؤسسة، او النيل من معنويات ابطالها.... فكفى تطاولا ومزايدة....كفى استغلالا لصمتها.

والى من قهر وظلم من صفوفكم الف عفوا واعتذار.... انتم القدوة والمثال....انتم العنوان في كل زمان ومكان....الى اصحاب الدم المنسيين طوال تلك الرحلة، الف تحية وسلام نرفعها اليكم في جوار رب أنصف منكم الكثيرين ، في زمن ضاع فيه معنى الشهادة.... اليكم يا شهداء الجيش منذ عام ١٩٤٦ وحتى اليوم،باقة شوق من احباء لم ينسوكم ولن ينسوكم .... فمن حيث انتم سامحونا .....

في النهاية اودعكم وصية غالية حفظتها من جندي مجهول.. كان والدي واخي وصديقي ذات يوم...."الجيش الذي يحتضنكم يدعوكم للعمل والمثابرة ويطلب منكم العطاء بسخاء وجهد....فان قوي بكم تنتصرون على كل شيئ....وان اضعفتموه خسرتم كل شيئ". فمن أولى منكم وأحق ليبقى هو الحل ؟

انتم الذين تخوضون الحرب في الداخل وعلى الحدود .... بينكم طعم آخر للحياة كما للموت.... لا همكم تمديد ولا عناكم تعيين .... تسهر عيونكم ليغفو الوطن بامان .... معكم فقط تشعر .... بانك لبناني.... ليحيا الجيش ويعيش لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة