المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الجمعة 12 آب 2016 - 15:00 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

فضل الله: الحسم هنا أو هناك لن يأتي سريعا وقد لا يأتي

فضل الله: الحسم هنا أو هناك لن يأتي سريعا وقد لا يأتي

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصانا به الله عندما قال: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين* إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين* وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}. هو وعد إلهي للمؤمنين بالنصر، ولكن ذلك لا يعني أنهم لن يتعرضوا لنكسات، وحتى لهزائم، في الطريق إليه، فهذه الهزائم والنكسات هي تمحيص واختبار لمدى ثباتهم على خط الإيمان، ولتعميق تجربتهم، ولذلك، فإنها لا تحبطهم، بل يرونها خطوة قد تكون ضرورية لبلوغ النصر وتحقيق الأهداف. بهذا المنطق، لم تسقطنا الشدائد ولا الابتلاءات، وبه نصنع المستقبل".

أضاف: "والبداية من لبنان، الذي دخل مجددا في مرحلة الترقب والانتظار لما قد تحمله جلسة الحوار في الخامس من أيلول، والتي يمكن القول من الآن إنها ستكون كسابقاتها، إن بقيت القوى السياسية على مواقفها، ولم تحرك ساكنا، ولم تعد النظر في مواقفها. لقد أصبح واضحا، ومن المسلمات، أن الحلول بيد القوى السياسية إن أرادت ذلك، فلا حلول ترتجى من الخارج الغارق في اهتمامات لا يرى لبنان أولوية فيها. وإذا كان البعض يراهن على حسم هنا أو هناك، فإن هذا الحسم لن يأتي سريعا، وقد لا يأتي".

ورأى انه "في هذا الوقت، سيبقى لبنان يعيش المعاناة، جراء مراوحة الأزمات مكانها، واستفحال الفساد، وعدم معالجة قضايا الكهرباء والصحة والبيئة والغذاء، وملف المواصلات، وأسلوب التعامل مع متطلبات المياومين الكهرباء. وبالطبع، ستحمل الأيام أزمات إضافية جديدة، كما هو الحديث الجاري عن الميكانيك".

وقال: "في ظل هذا الجو القاتم، يستعيد اللبنانيون نقطة ضوء في ذاكرتهم، وهي الذكرى العاشرة لانتصار حرب تموز، والذي كان تأكيدا عمليا على مكامن القوة الموجودة لدى هذا الشعب، عندما تتكامل جهوده، كما في التكامل الذي حصل بين المقاومة والجيش والشعب، والمواقف العزيزة الصادرة عن المواقع السياسية التي آثرت أن لا تعطي العدو الصهيوني أي مكافأة على عدوانه. وفي الوقت الذي نستعيد مشاهد البطولة والعزة والصبر والتضحية التي حصلت خلال الحرب، لا بد من التنبه إلى كل الذين عملوا، ولا زالوا يعملون، على تفريغ هذا الانتصار من أية نتائج وآثار، وإلغاء مفاعيله، وذلك بتشويه صورة المقاومة، والمس بوطنيتها، وإضعاف الجيش اللبناني، وعدم تعزيز قدراته، أو باللعب على الوحدة التي تجلت في الداخل والخارج، بإثارة النعرات المذهبية والطائفية والقومية، أو بالعمل على إرباك ساحات القوى الداعمة لنهج المقاومة وإشغالها بحروب داخلية أو خارجية. ولذلك، ليس غريبا أن يستتبع هذا الانتصار بما نشهده من فتن غير عفوية، بل هيأت ظروفها أجهزة مخابرات ووسائل إعلام وشخصيات وعقل تكفيري، سوق له، وأعطي الدور الفاعل، وبذلت لأجله قدرات وإمكانات".

وتابع: "إننا نريد لهذه الذكرى أن لا تقف عند إنعاش ذاكرتنا بكل هذه المشاهد العزيزة، التي تبقى تاريخا نعتز به، بقدر ما ينبغي أن تدفعنا إلى العمل أكثر لمواجهة هذا العدو الذي لن يهدأ لهزيمته ويركن لها، بل سيعمل بكل السبل والوسائل لإعادة الاعتبار إلى جيشه وكيانه. كما ينبغي أن تدفعنا إلى إدراك الأهداف المرسومة لكل ما يجري من حولنا من فتن وحملات إعلامية وحروب تجري في أكثر من بلد، والتي تريد أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لنجتر مجددا لغة الهزيمة، بدلا من أن نثبت الانتصار، ونبني عليه انتصارات جديدة".

واعتبر أن "المسؤوليات التي يلقيها الانتصار على عاتق المنتصرين، قد تكون كبيرة، ولذلك علينا أن نستعد لها، لأن العدو الذي يواجهنا ليس عاديا، لكننا بالطبع قادرون على هزيمته. إننا نريد لهذا الانتصار أن يعيد توجيه بوصلتنا من جديد نحو الكيان الصهيوني، وأن نفهم الانعكاسات الخطيرة على أوضاع الأمة، من خلال ما يجري في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا وغيرها من البلدان".

أضاف: "وإلى فلسطين، حيث يستمر العدو الصهيوني بممارساته القمعية بحق الشعب الفلسطيني، من خلال الاستمرار في تشديد حصاره على غزة، التي جعل منها المنطقة الأكثر فقرا، بحسب تقرير الأمم المتحدة، إضافة إلى التوسع في ممارساته الاستيطانية، وبشكل لافت في الضفة الغربية، ولا سيما في القدس، لتغيير ديموغرافيتها، أو في سياسة هدم بيوت الناشطين الفلسطينيين، وفي الممارسات اللاإنسانية مع الأسرى، ما دفع العديد منهم إلى الإضراب عن الطعام، وصولا إلى حد الموت".

وأسف لان ذلك يأتي "في ظل صمت العالم الغربي، وعدم قيام الدول العربية والإسلامية بمسؤولياتها، كما أن بعض الدول بدأت تنفض يديها من هذه القضية، وتعتبرها عبئا عليها، وتسعى للتخلص منها. إننا أمام هذا الواقع، نعيد دعوة الشعوب العربية والإسلامية، وكل الدول الحريصة على قضية فلسطين، إلى إبقاء هذه القضية حاضرة في وجدانها، وأن لا يشغلها عنها أية قضية، لأنها ينبغي أن تبقى أم القضايا وأساسها. إن هذه الشعوب حين تقف مع فلسطين، فإنها تقف مع قضيتها، لأن معاناة هذه الأمة تعود في كثير من عناصرها إلى ما ألحقه الاحتلال الصهيوني وداعموه من الدول الغربية بفلسطين، من تهجير لشبابها، ومن تكريس لحالة الضعف العربي والإسلامي، ومن تعزيز للانقسامات، ليسهل على هذه القوى إمكانية التحكم بمقدرات الأمة وسياسات دولها".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة