ليبانون ديبايت - سامر بو عز الدين
يترقب العالم الأول من تشرين الثاني المقبل لمعرفة سيد البيت الأبيض الجديد.فالإنتخابات الأميركية والتكهن بنتائجها ستكون الحدث السياسي والإعلامي الأكثر صخبا خلال الربع الأخير من العام.وكأن العالم أجمع معني بشخصية الرئيس ال 45 للدولة الأقوى في العالم.فرغم التراجع الإقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة الأميركية الا انها لا تزال في موقع بالغ التأثير على المستوى الدولي لا بل الأكثر تأثيرا في إستقرار الإقتصاد الدولي.ورغم أن الناخب الأميركي المتقلب المزاج بحسب تحولات الخريطة الديموغرافية داخل المجتمع الأميركي ،شأنه شأن أي ناخب في أي دولة من العالم يكترث بالإعتبارات المحلية الداخلية ولا تدخل في حساباته أولويات السياسة الخارجية.فإن المرشحان الرئيسيان هيلاري كلينتون ودونالد ترامب يدركان ولا شك أهمية مقاربة ملفات السياسة الخارجية واستثمار تأثيرها على الرأي العام الأميركي.
.وإذا كان حقيقيا انه ليس للسياسة الخارجية أهمية خاصة في اعتبارات الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري وأن الشرق الأوسط ليس في صدارة اهتمامات أي من الحزبين .لكن ليس لذلك ان ينفي ان التعامل مع أزمات الشرق الأوسط سيكون المحك الأول لأية سياسة خارجية أميركية في زمن ما بعد أوباما.وكان المرشحان قد عبرا في مقاربة ملفات الشرق الاوسط المعقدة وتحديدا سوريا .حيث أبدى ترامب ميله الى مبدأ تقليص تدخل بلاده عسكريا متهما الرئيس أوباما وكذلك منافسته كلينتون بتأسيس داعش وغامزا إلى أن النزاع العربي الإسرائيلي لم يعد يشغل بال الإدارة الأميركية في ظل التفوق العسكرى الإسرائيلي في موازين القوى الإقليمية الحالية.
أما كلينتون المرشحة الديمقراطية التي شغلت سابقا وزارة الخارجية تعرف أكثر مما يعرف أوباما أهمية وضع حد للحرب السورية يكون بدوره حدا لرئاسة الرئيس بشار الأسد ولتوسع النفوذين الروسي والإيراني.وذلك عبر إقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا وإرسال قوات أميركية لدعم المعارضة السورية المعتدلة.هذا مع الإشارة إلى أن التدخل البري الأميركي المباشر أصبح محرمة بإجماع أميركي وغربي.وبالتالي فلن يكون سهلا ان تنجر أميركا إلى حروب جديدة في المنطقة سيما بعد أن سعى أوباما خلال الفترة الأخيرة للهرب من مشكلات الشرق الأوسط إلى مناطق آسيا والمحيط الهادىء.
أما لبنان الواقف دائما على محطة انتظار قطار التسويات فلم يأت على ذكره المرشحان(بإستثناء ما قاله ترامب عن المسيحين في لبنان ) ب إعتباره لا يدخل ضمن أولويات سيد البيت الأبيض الجديد أياتكن هويته وعلى قاعدة أن الثابت الوحيد في أجندة الفائز في الإنتخابات الأميركية هو الإستقرار في لبنان ودعم المؤسسة العسكرية بإعتبارها ضمانة محاربة الإرهاب.
لعل إحتمالات وصول هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض بدأت تتعزز أخيرا لدرجة كبيرة ما يعني ان العام المقبل سيشهد تغييرا في السياسة الأميركية تجاه المنطقة بعيدا عن الإنسحابية والإنكفاء الذي تتبناه إدارة اوباما حاليا.وسيشهد أيضا ظهور مؤشرات حل الأزمة السورية بتفاهم روسي اميركي يحل تلقائيا وتباعا عقد الملف اللبناني بدءا بملف الرئاسة وانتهاء بملف النفط.وبين هيلاري التي لن تحرر فلسطين وترامب الذي لن يطيح الأنظمة غير الديمقراطية يبقى لبنان بإنتظار التسويات الكبرى مراهنا على ترابط ملفات الشرق الأوسط.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News