ليبانون ديبايت - سامر بو عز الدين
خلال الأسبوع الماضي جذبت الأسواق المالية اللبنانية انظار المتعاملين إليها وفق تقرير بنك عوده اﻻسبوعي حيث لاقت سندات الأوروبوند اللبنانية مزاحمة من قبل المستثمرين الأجانب. ووفق تقرير صادر عن City Research فإن سندات الدين هي فرصة هامة للمستثمرين الأجانب وسط الظروف السوقية الراهنة.
لكن وبحسب كل المؤشرات العلمية والإقتصادية فإن لبنان يتراجع يومياً وأنه في حالة شلل إقتصادي دائمة تهدد في الدرجة الأولى فرص الإنتاج. إذ وبحسب جريدة wall street journal فإن القطاع العام اللبناني يفتقر الشفافية ويعاني بيروقراطية ما يخلق بيئة غير مؤاتية للمستثمرين.كما ويؤكد تقرير لـ doing business 2016 الذي يصدر عن البنك الدولي أن لبنان في حالة تراجع إنتاجية يوما بعد يوم، إضافة إلى أن لبنان كان قد حل بحسب تقرير صادر عن منظمة الشفافية الدولية في المرتبة الأولى بين الدول العربية في إرتفاع مستوى الفساد في إداراته ومؤسساته العامة. لا شك أن أرقام ودلالات هذه المراجع ذات المصداقية العالمية والتي يقرأها كل من يدرس سوق إستثمار في بلد ما خطيرة جدا. الا أن الأكثر خطورة يكمن بأن الفساد لم يعد صفة تسبب حرجا وأن الرشوة أصبحت كأنها عدة العمل اللبناني ولأن 92% من الشعب اللبناني يرى أن الفساد قد إزداد بشكل ملحوظ وأن هذا الشعب ينظر لكل مسؤوليه على أنهم الأكثر فسادا في المنطقة.
ولتجنب ما هو أسوأ من حالة الركود الإقتصادي قرر مصرف لبنان دعم المصارف التجارية بنحو مليار دولار لإنعاش القطاع المصرفي ولتحسين ملاءة المصارف.
يحصل كل ذلك في ظل مرحلة خاصة يعيشها اللبنانيون منذ أكثر من سنتين وهي الفراغ الرئاسي وغياب الراعي الإقليمي للوضع اللبناني أو الراعي الدولي او ضابط إيقاع الحركة السياسية وتوازناتها في لبنان. فالكل منشغل بظروفع ومسائله في داخل دوله ومحيطها. وسوريا لم تعد سوريا المتماسكة والقوية. لكن يبدو واضحا أن التوجه الدولي يميل إلى إبعاد لبنان عن إستخدامه ساحة صراع مشتعلة كذلك فإن المناخ لإنتاج رئيس الجمهورية ليس مؤاتيا بعد. وفي انتظار أن يشمل الإتفاق الدولي الأميركي الروسي المنتظر حول ملفات المنطقة تحديد شخص سيد قصر بعبدا المقبل، فإن الإدارات شبه مشلولة والفوضى عارمة فيها.
فهل يربط كل شيء بالتطورات في ملف الأزمة السورية ؟وهل حقا سوريا التي لم تعد صاحبة القرار الأساسي في المنطقة لن تقبل بأقل من أن يكون الاسم الذي تؤيده للرئاسة اللبنانية هدية الرئيس الأميركي المقبل؟!
هل الحركة التي قام بها السيناتوران الأميركيان لتأييد العماد عون كمرشح سيدعمه دونالد ترامب فيما لو أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية هي رسالة فعلا أم انها مجرد تشويش على حركة الإتصالات الأخرى؟
هل التفاهم أو التسوية التي غمزا إليها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممكنة على قاعدة إذا كان لابد من الجنرال عون رئيسا فليكن سعد الحريري رئيسا للحكومة؟
اخيرا صحيح أن القرار اللبناني شأن دولي لا لبناني لكن المسؤولية تبقى لبنانية ولم يعد مقبولا التعامي عن ضرورة الإتفاق السياسي ومثله الإقتصادي لأن كل لبناني مهدد بأمنه ورغيفه والشعب مهدد بسلامة اقتصاده وإنجازاته في وجه العدو الإسرائيلي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News