ليبانون ديبايت - سامر بو عز الدين
تغيرت الصورة في سوريا، قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يلعب الأوراق في سوريا لمصلحته في تركيا. قرر أردوغان أن يتحرك عسكريا في سوريا بمباركة روسية،كان شرطها إغلاق تركيا لحدودها أمام التنظيمات المتطرفة ودخولها طرفا فاعلا في الحرب ضد "داعش".
إيران القلقة من مشاريع القومية الكردية والتي تعارض مشروع قيام كردستان الموسعة، رحبت بدخول أردوغان في محور يضم إيران وروسيا. فأميركا بإدارتها الحالية (باراك أوباما) وحتى الإدارة التي ستأتي بعدها والتي يرجح أن تقودها هيلاري كلينتون، تضع الحرب على الإرهاب في سلم أولوياتها لذا رحبت أيضا لدخول تركيا لاعبا عسكريا ومهما في الحرب على داعش ولو على حساب إجهاض أحلام الشريك الكردي. فسياسة الإستغناء ليست جديدة أو غريبة على السياسة الأميركية عندما يتعلق الأمر بمصالحها القومية العليا.
أما دول الخليج فترى في إستدارة أردوغان ضربا للتفاهمات السابقة معه ونسفا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في سوريا. فإستدارة أردوغان والتحاقه بالمحور الروسي الإيراني تعني أنه تناول عن عقدة خليجية_تركية هي رحيل الأسد. فتركيا اليوم أو تركيا ما بعد الإنقلاب أكثر جهوزية للقبول بمرحلة إنتقالية في سوريا يبقى فيها الأسد "مؤقتا"دون أي تحديد واضح للمدة الزمنية التي يعنيها "الموقت".
بدل أردوغان تحالفاته، صالح الأسد تكتيكيا وأصبح صديقا لإسرائيل التي من شأنها أن تثبت الدعم لسلطته. إذ تعلم دول الإقليم جميعها أن أردوغان يملك الممرات الحيوية للسلاح إلى المعارضة السورية والممرات البشرية إلى القارة الأوروبية. لذا كان وضوح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في التأكيد على أن تركيا أولوية الولايات المتحدة (خلال زيارته الأخيرة إلى انقرة )، رغم أن أردوغان حاول فرض شروطه حتى على أميركا عندما أجبر بايدن على التخلي ولو مرحليا عن الأولوية الكردية مقابل اولوية القضاء على داعش ومهادنة الأسد ومصالحته بالقبول ببقائه في المرحلة الإنتقالية دون الخوض في تفاصيل زمنية. إذ ومنذ أيام ولولا الإستدارة الأردوغانية لحلت "قوات سوريا الديموقراطية"العربية الكردية مكان الهيئة العليا للمفاوضات بإعتبارها مؤهلة لإلحاق الهزيمة بداعش وما هو على شاكلتها من تنظيمات متطرفة.
لا غالب ولا مغلوب حتى اليوم ولا معادلة ثابتة في حروب الإقليم بإستثناء الحرب على داعش، لكن لا شك في أن التغيير في الموقف التركي يشير إلى بدء التفاهمات على مستقبل النظام الأمني الجديد وما لقاء جدة (الوزيران جون كيري وبوريس جونسون ) الا بارقة أمل لحلحلة سياسية إقليمية ودولية تشمل ملفي اليمن وسوريا. فالإنهاك في حروب الشرق الأوسط بات كبيرا والأيام أثبتت ان هذه الحروب غير قابلة للهزيمة أو الانتصار.
الأكيد أن الأشهر الأخيرة من العام السياسي ستكشف الكثير من المناقصات والمقايضات التي بدأت ومن التفاهمات الكبيرة التي لم تحسم بعد. فماذا سيكشف الربع الأخير عن لبنان الذي يغرق في إقليم تتمزق خرائطه وترسم حدوده بالدم؟؟!!
الرهانات كثيرة والمستقبل مفتوح على جميع الإحتمالات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News