"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:
لا يكاد يمر يوما إلا ويصحو فيه المواطن على خبر مفجع لجريمة قتل مروّعة ذهب ضحيتها اشخاص بذنب او دونه او عملية انتحار قرر صاحب الشأن انهاء حياته بيديه لاسباب ربما لا يعلمها الا خالقه وهو نفسه.
بعيداً عن تحليلات الضالعين في شتى القضايا، وبعد مرور ثلاثة ايام على واقعة هزت بلدة رميش الجنوبية اثر وفاة الموظف في قوات الطوارئ الدولية في الناقورة، جوني ريشا البالغ من العمر 35 عاماً، متأهل وله ثلاثة اولاد، يوسف، ليندساي ورايفين، بدأت خيوط الجريمة تنكشف شيئاً فشيئاً مع ظهور روايات أخرى، تتحدث عن جريمة قتل لا انتحار، مجهول متورط في الجريمة، تهديدات تلقاها المغدور ومعلومات كان قد افشى بها ريشا لليونيفيل قبل وقوع الفاجعة ربما تكشف هوية الشخص الذي ادانه، الا ان الرواية الأصلية تبقى اسيرة التحليلات التي سترتكز على تقرير الاجهزة الامنية والكاميرات ان وجدت في موقع الجريمة.
وفي ظل تكاثر الاقاويل والاشاعات، متابعون للقضية رووا لموقع "ليبانون ديبايت" أكثر من رواية:
رواية اولية تناقلها البعض تُفيد، بان ريشا ابن الـ 35 عاماً اقدم على اطلاق رصاصة على رأسه بواسطة مسدس حربي، مما أدى الى وفاته على الفور تاركاً ورائه وصية لزوجته. وكأن عائلته المفجوعة، لا تقتصر مأساتها على فقدانها حبيبها فحسب، بل وصلت الى مواجهة الرأي العام اللبناني، الذي لا يرحم، فسرعان ما وجهت اصابع الاتهام نحو الضحية محملين سبب وفاته إلى اقدامه على الانتحار نتيجة مروره بمشاكل عدة.
الثانية، أنه كان قبل لحظات من وقوع الفاجعة اتصل بوالدته وأفادها بأنه سيلتقي بعد برهة أحدهم ليجلب منه المال الذي كان قد استدانه منه فرجته بتأجيل الموعد الى وقتٍ لاحق. وبحسب الرواية ايضاً اتصل قبل الحادثة باحد المطاعم في الرميش لحجز طاولة لتناول الغداء مع عائلته واقربائه.
وفي ضوء الالتباسات الغامضة التي لفت حادثة وفاته المأساوية والأليمة، خصوصاً ان فرضية الانتحار لا تزال قائمة، الا ان الحسم النهائي سيكون بعد الانتهاء من التحقيق الذي سيكشف المزيد الحقائق.
ولكن يبدو ان الواقع مغاير تماماً للحقيقة، اذ تبين بنتيجة التحقيقات بحسب مصادر خاصة لموقع "ليبانون ديبايت"، وجود احتمال بنسبة 60 بالمئة ان يكون ريشا قد قُتل بواسطة المسدس، حيث كشفت المصادر عن وجود دليل في جسده يظهر ان المسدس كان قد وضع في مكان غير الذي اطلقت عليه الرصاصة، غامزةً الى تعرض الاخير للتهديد والترهيب قبل قتله، الامر الذي قلب مجرى الامور والتحقيقات رأسا على عقب.
وبالرغم من الغموض الذي شاب وقائع الجريمة في الساعات الاولى على وقوعها، نتيجة ما تم تدواله اعلامياً عن العثور على ريشا صباح يوم الأحد مضرجاَ بالدماء داخل سيارة مستأجرة على طريق عام البياضة - الناقورة جنوب مدينة صور، وبجانبه وصية تركها الاخير لزوجته قبل اقدامه على الانتحار وورقة كُتب عليها رقم شقيقه، نفى احد المقربين من الراحل ما ذكر اعلامياً مؤكدا انه يحتوي على مغالطات عدة منها قصة السيارة كونه لم يستأجر اي سيارة ليقدم على فعلته كما قال البعض، فالتي عثر عليه بداخلها تعود ملكيتها له وهي من نوع كيا بيكانتو سوداء اللون، اما الوصية وما رافقها من أخبار كاذبة وتلفيقات وإشاعات فلا وجود لها في الواقع، جل ما في الامر ان الاجهزة الامنية عثرت على ورقة كُتب عليها رقم هاتف يعود لشقيقه جيمي دون اية تفاصيل اضافية. وتحدث عن رسالة تركها الراحل لشقيقه دون معرفة فحواها اذ ان مضمونها لم يضطلع عليه الا جيمي نفسه.
واكد ان فرضية الانتحار مستبعدة جداً لا بل مستحيلة فلم يُعرف عنه ما يدفعه الى القيام بالانتحار بمثل هذه الطريقة. واستغرب في حديث لموقع "ليبانون ديبايت" كل ما قيل عن مشاكل مادية وعائلية، اذ ان المرحوم من عائلة ميسورة جدا، يعمل كموظف مدني في اليونيفيل.
ومن المعروف ان رواتب هذه المنظمة التابعة للامم المتحدة تُعد مرتفعة نسبياً، فضلاً عن امتلاكه سابقاً لمكتب استقدام عاملات منازل من الخارج في منطقة الدكوانة.
وكشف في سياق حديثه، عن معلومات ترددت على السنة بعض المقربين من المغدور من بينهم والدته، تفيد بان الاخير لم ينتحر بل قُتل على يد مجرم خطط للجريمة ونفذها باعصاب باردة لاسباب مالية وربطت الموضوع بان ريشا كان قد ادان شخص مجهول الهوية حتى الساعة مبلغا مادياً ما قبل فترة وجيزة.
ساعات قليلة، قد ينسدل الستار عن حقيقة ما جرى وما إذا كانت هذه الواقعة جريمة قتل أم انتحار. ونبقى على أمل ان تتوضح الصورة أكثر وتنكشف خيوط ووقائع ما حصل ليظهر للرأي العام السيناريو الحقيقي لحادثة مفجعة حرمت ثلاثة اطفال من حضن ابيهم ودفئه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News