"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:
حتى الموتى تم العبث بجثثهم وانتهاك حرمة لها قدسيتها باعتراف جميع الاديان والطوائف، قبل الموت وبعده. جُثث مُنعت من الرقود بسلام حتى في مثواها الاخير، فرُميت ارضاً وكُدست فوق بعضها البعض مثل مشهد "اكياس النفايات" العائمة في الطرقات على حد قول اهالي الموتى، الذين يرفعون الصوت عالياً سائلين:"أهكذا تؤتمنون على امواتنا؟".
مشهدية، ليست مقرفة فحسب بل ساقطة أخلاقيًا وانسانياً لمن ارتكبها دون اي احترام او حتى مراعاة لمشاعر اهلٍ لم يتبقى لهم من ذويهم الا الذكرى وبعض الرُفاة التي انتُهك عرضها وحرمتها، فهل الاهمال وعدم احترام حرمة الموتى داخل قبورهم هو سيد الموقف؟ ام ان حجة تنظيف تلك المقابر كافية لهذا المظهر المروع والمقزز فيترك المؤتمنون على هذه الارواح دون مساءلة او محاسبة؟ واين الكنيسة والمعنيين من هذا العبث الفاضح بارواح ابنائها؟
في بادئ الامر وقبل الغوص في التفاصيل "المخزية" التي نخجل ان نتحدث عنها تباعاً، لعلنا نكشف ولو القليل عما يجري داخل مقابر بلدة العبادية، سامحونا رجاءً على تعبير "اكياس النفايات" وان كان وصفاً قاسياً لا بد منه لنقل فظاعة المشهد "الجرمي" ربما ، وقساوته. دعونا نترك الحكم لكم بعد رؤية هذه "المجزرة" المرتبكة بحق موتى العبادية في الصور المرفقة مع المقال، فالأمر لم يعد يحتمل بعد ان فجرت هذه القضية غضب الناس وأثارت بلبلة في المنطقة وجوارها.
منذ حوالي الـ4 اشهر تقريباً، قررت احدى السيدات – نتحفظ عن ذكر اسمها حالياً، بعد حلم راودها ان تسرع في ساعات الصباح الاولى لزيارة قبر شقيقها المتوفي منذ حوالي الثلاث السنوات والنصف للصلاة على روحه. تلك السيدة لم تستفق من هول الصدمة حتى الان، فما رأته عيناها لا يمكن تصديقه اذ تخطى حدود الخيال!
جثة شقيقها غير موجودة في مكانها، مهلاً القصة ليست هنا، فالسيدة التي شاهدت شقيقها في الحلم غارقاً بحزنه ويطالبها بالذهاب لرؤية ما حل به، وفقاً لروايتها قررت ان تبحث عن المكان الذي توضع فيه الجثث بعد اخراجها من المقابر واذ بها تصدم بما رأته، جثث مكدسة فوق بعضها البعض، وتروي:" جثة شقيقي من بين الـ7 الى 9 جثث مكبوبين فوق بعض متل كياس الزبالة".
وتضيف:" الكلمات تخونني، شقيقي وغيره يهانون ويحقرون في قبرهم، هل تلاحقهم لعنة بعض البشر لا ادري اذا هم من خانة البشر اساساً حتى تحت تراب؟".
وبحسب السيدة التي سارعت الى المرجعية الدينية العليا لابلاغها بما يجري قيل لها ان راعي الابرشية سيعالج الامر على الفور ويتدارك ما حصل ليعيد الجثث الى مكانها انذاك. الا ان اهالي البلدة قرروا وبليلة عيد الصليب ان يتفقدوا ذويهم بانفسهم خصوصاً ان عملية سحب الجثث تمت دون علمهم فاصطدموا مجدداً بالمشهد نفسه، المدافن فارغة، غرفة اشبه بالبئر مليئة بالجثث، مشهد أكثر رعباً من الموت عينه ومفارقة اب، ام، شقيق او اي حبيب وقريب.
معلومات " ليبانون ديبايت" المستقاة من اهالي البلدة تشير الى ان رئيس البلدية السابق "ج.ا.ا.ع" والمشرف الحالي على مقابر البلدة( حاولنا الاتصال به مراراً دون نتيجة) اعطى الامر ل"و.س.ال" لرمي الجثث، سؤال مشروع يطرح نفسه كيف لملتزم كنسياً وخادم في القداس الالهي ان يقبل بهذه الفعلة؟ هل يضع نفسه لبرهة مكان ذويهم ويخبرنا بشعوره؟ او الاحرى به ان يوضح حقيقة ما جرى، اما اذا كانت الحجة " تنظيف المقابر"، فالسلام على ارواح الموتى، سامحونا على مشهد وثقته الصور ليحفر بذاكرة كل انسان بضمير كان او بدونه! .
وبحسب المعلومات ان "و.ال" طلب من العامل السوري سحب الجثث ووضعها باكياس من النايلون، جاوب الاخير: هيدا الكيس ما بيساع "بسين" كيف جثة؟ الصدمة الحقيقية التي لا يتقبلها اي عاقل في جواب المشرفين، ننقله باللغة العامية: كسور الجثة وكبها جوا"!!! ، علقوا بانفسكم رجاءً..
على ما يبدو ان لعنة البعض تُلاحق موتى العبادية حتى تحت التراب لعنة ارخت بظلالها على أهالٍ لم تكفيهم الصدمة الاولى ففوجئوا بان المعنيين فور شيوع الخبر في ليلة الصليب المباركة سارعوا الى وضع الجثث في اكياس وترتيبها، كأن شيئاً لم يكن جاهلين ان الصور الملتقطة خير دليل على ما ذُكر اعلاه وستفضح امرهم مهما تعددت المبررات تباعاً..
المعلومات الواردة في المقال برسم الكنيسة والمعنيين فيها فضلاً عن جمعيات حقوق الانسان المحلية والعالمية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News