مختارات

نور نعمة

نور نعمة

الديار
الخميس 15 أيلول 2016 - 07:20 الديار
نور نعمة

نور نعمة

الديار

متى "يدفن" المسيحيّون بشير الجميل؟

متى "يدفن" المسيحيّون بشير الجميل؟

«بشير حي فينا» يستمر المسيحيون يرددونها في لبنان مهما مر الزمن على مقتل الرئيس الجميل ومهما تعاقب رؤساء للجمهورية وزعماء لبنانيون من بعده فهم ما زالوا متمسكين بالحلم الذي مثله بشير لهم وما زالوا يحملونه كل الامال والامنيات التي ارادوا ويريدون تحقيقها. غير اننا لن ندخل في تقييم تجربة بشير الجميل في الوصول الى الرئاسة او تحالفاته خلال الحرب الاهلية لاننا لا نريد فتح جراح الماضي بل ما نسعى اليه هو تقييم تطلعات المسيحيين في لبنان وخياراتهم في فترة ما بعد الحرب الاهلية.

والحال اننا نسأل انفسنا لماذا المسيحيون ما زالوا اسرى الماضي وحقبة الحرب الاهلية الدموية التي انهكتهم اولا واضعفت موقعهم ودورهم الريادي؟ لماذا المسيحيون ما زالوا متمسكين بزعماء نفذوا طموحاتهم السياسية خلال الحرب ودفعوا ثمنها في حين لا يسعون الى انتقاء شخصيات مسيحية في زمننا هذا؟

ليست الكاريزما صفة كافية للولاء لزعيم مثل بشير الجميل ولا المواقف الشرسة والمتهورة سبباً لاعتبار بشير الجميل اسطورة بل الحكمة والدهاء والمواقف الناضجة التي لا تزج المسيحيين في موقع لا يحسدون عليه هي القيم التي يجب على اساسها ان ينتقي المسيحيون زعماءهم. ليس البكاء والنحيب على الاطلال سيرجع حقوق المسيحيين ولا الحسرة والعيش في الماضي سيرد الدور القيادي للمسيحيين بل ادراك الحاضر والبناء عليه كي يتمكن المسيحيون من استرجاع ما خسروه في الحرب.

لقد اصبحنا في عداد الشهداء وما زلنا نردد «بشير حي فينا» في حين كان يمكن للمسيحيين ان يتخلوا عن احباطهم ويختاروا توجهات غير انتحارية. بات المسيحيون جميعهم شهداء فالهجرة عندهم هي الاعلى نسبة من بين الطوائف الاخرى اللبنانية ومواقعهم في الحكم تتهاوى يوما بعد يوم فيما يستمرون يبكون شخصيات مسيحية رحلت منذ عقد من الزمن. لا رئيس للجمهورية لديهم ولا نفوذ حقيقي في موقع امني عالي المستوى ولا عدالة ومساواة في التعاطي مع المواطنين المسيحيين بالاخص حيث اضحى واضحا ان الطائف لم يطبق الا على المسيحيين فيما الاخرون يتمتعون بحرية في الحكم والنفوذ والسلاح في لبنان.

ورغم كل هذا الواقع المزري والحزين الذي يعيشه المسيحيون، لم يعيدوا النظر في خياراتهم وفي مواقفهم السياسية ولم يعتبروا تغيير تطلعاتهم نحو الازمة اللبنانية والفراغ الرئاسي ولم يلجأوا الى التخلي عن النحيب والتحسر ليتمكنوا من تعزيز واقعهم في ظل النيران التي تلتهم المنطقة من كل حدب وصوب.

ان الاحباط المسيحي وفقدان الدور القيادي يتطلب التوقف عن العيش في الماضي واساطيره بل اعتماد البراغماتية والدهاء والحكمة في تلقف التغييرات التي تشهدها المنطقة والتي تنعكس على لبنان وفي اتخاذ مواقف عملية تحقق لهم طموحاتهم. فمتى سينضج المسيحيون في مواقفهم السياسية كي ينهضوا من قعرهم العميق فيصلوا الى شهدائهم ولراحة نفسهم وفي الوقت ذاته يؤيدون زعماء جدداً ليسوا تابعين لحقبة الحرب الاهلية الاليمة؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة