اجتماع طارئ للقوات في بشري.. ورياض طوق يُفجر جدلاً!

"ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس:

مخاض التُفاح عسير، ها هو يُحتضر في الرمق الأخير بالرغم من جرأة مزارعيه الذين رفعوا الصوت عالياً دفاعاً عن رزقهم دون اي يجدوا آذاناً صاغية، فقط الوعد والوعيد من حكومة غارقة في مشاكلها الداخلية واحزاب تسوق منذ اشهر لحلول اعلامياً دون اي نتيجة ملموسة او تذكر.

"لقمة الفقير" استغاثت مطولاً ولا من مجيب وهاهي اليوم تلفظ انفاسها بعد صراعٍ عنيف مع وجع مزمن إسمه "التفاحة" التي لم تجد حتى نصف ايلول الجاري اي مخرج كان محلياً او دولياً لتصريفها او حلاً جدياً ينقذ ما تبقى منها.

وجع هؤلاء لم يقف عند هذا الحد بل وصل الى حد الدخول في سجالات خرجت الى العلن بين المزارعين والاحزاب المعنية في تلك المناطق والتي يحملها قسم لا يستهان به من المزارعين مسؤولية ما اصابهم ويصيبهم في كل عام.

على سبيل المثال وليس الحصر، يمكن اعتبار بشري خير مثال على ذلك، بحيث لم يلبث ان ينتهي اللقاء الذي عقده حزب "القوات اللبنانية" لمتابعة معاناة ومشاكل مزارعي التفاح مع فعاليات ونواب البلدة في قاعة البلدية والذين اكدوا اجمعين ان " القوات برئيسها ونوابها فعلوا المسحتيل وحاولوا ويحاولون وسيظلوا يحاولون ليجدوا حلاً لتصريف التفاح" حتى جاء الرد المغاير تماماً لاقوالهم.

الرد المضاد لم يتأخر وجاء سريعاً على لسان طرف مؤثر وفاعل في البلدة اذ تُعد بطريقة أو أخرى المجموعة التي تسانده وهي بمعظمها من شباب عملوا لسنوات طويلة في الشأن العام البشراوي من خلال حزب القوات "اللبنانية" وجمعيات المجتمع المدني ذات حيثية اجتماعية مؤثرة في بشري وقضائها، بحسب ما يتردد على ألسنة كثر من ابناء البلدة.

اللافت في المسألة ان الرد لم يأتي في المجالس السياسية الخاصة التي تخبئ في اروقتها احاديث ان كشفت قد لا يحمد عقباها البعض وسُرب ليتم التداول فيه، بل جاء مُوجه ومباشر لأصحاب الشأن على مرأى الجميع دون أي مراعاة لخاطر هذا او خوف من زعل وعتب ذاك لاحقاً، بحيث توجه ابن بشري ونجل رئيس بلديتها السابق انطوان طوق، الاعلامي رياض، عبر صفحته الخاصة "فايسبوك" إلى النائب الصديق ايلي كيروز كما اسماه، قائلاً: بالرغم من انك اخ عزيز ورفيق درب وشريك أساسي في مسيرة النضال، إلا ان خطوتك الخجولة في بشري التي بدأت بها اليوم لمعالجة موضوع تصريف موسم التفاح الذي سيرمى في الأرض تأتي متأخرة جدا، وهي أقرب إلى المسرحية ولزوم ما لا يلزم لأن الوقت تأخر لإيجاد الحلول، والمجتمع الذي قاوم في هذا الجرد الوعر خلال عشرات السنين بفضل هذه التفاحة، سيرزح اليوم تحت خط الفقر. وإذا كانت قيادتك "الحكيمة" هي التي أرسلتك للمعالجة فهي تأخرت كثيرا وليكن الله في عونك يا صديقي وعون المزارعين وطلابهم وأطفالهم.."

وبعد التمعن بهذه السطور التي كتبها طوق وقراءة التعليقات التي اعتبر البعض فيها ان كلامه سقطة غير موفقة له ويثير القلق فيما البعض الآخر وافقه الرأي، اجرى موقع "ليبانون ديبايت" اتصالاً بالاخير لاستيضاح منه خلفيات موقفه من قضية حساسة كهذه. ويستغرب طوق التخوف الذي ابداه البعض من موقفه والجهد الذي بذله آخرون لتحميله ابعاداً سياسية - عائلية أو ما شابه، مؤكداً ان القضية انمائية بحتة تُحاكي اوجاع مزارعي التفاح في بلدة يُعد فيها هذا المنتج الزراعي عاموداً فقرياً يعتاش منه اهل قضاء بشري.

ويلفت في سياق حديثه الى انها المرة الاولى التي تصل فيها اسعار التفاح الى ادنى مستوياتها جراء عدم وجود أسواق لتصريف الإنتاج لهذا العام من جهة، وعدم ايجاد اي حل سريع لتصريف التفاح أقله محلياً وليس خارجياً، مؤكداً ان المطلوب اليوم ليس حلولا بالمفرق بل خطة متكاملة واضحة النقاط والاهداف.

ويستطرد قائلاً:" قيل ان البعض في بشري يحمل حزب "القوات اللبنانية" مسؤولية التفاح الذي سيرمى في القريب العاجل ارضاً ان لم يتم تدارك الوضع سريعاً، لذا وكمتابع للملف، أؤكد بان من يحمل "القوات" المسؤولية هدفه بالتأكيد غير سياسي فكلنا ابناء القضية الواحدة ولكن هناك بعض الاسئلة المشروعة التي تطرح نفسها دعوني اسألها:" من المعلوم ان للقوات متمولين كثر ينفقون مبالغ خيالية احياناً على المهرجانات والنشاطات الحزبية، اين هم من تفاح بشري؟ لمَ لا يقتطع هؤلاء جزء من المبالغ المدفوعة لدعم مصدر رزق وعيش كل بشراني اي ما هو اهم من الحفلات واي مشروع اخر؟ اليست القوات نفسها بشخص نائبها ستريدا جعجع تُجاهر في المنابر بائتمانها على كل "شاردة وواردة" ببشري؟ اين التفاح من هذا الحديث؟.

ويضيف: "يقولون ان الحزب يتابع معاناة ومشاكل مزارعي التفاح ويبحث نوابه عن الحلول، حسناً فلنسلم جدلاً بذلك علما ان الحلول يجدر بها ان تبحث وتوجد في شهر حزيران الفائت وليس في نصف ايلول بحيث اتت الاجتماعات متأخرة جداً، وبالتالي لا بد من الاعتراف بان هناك اهمال وتقصير فاضح في هذا الملف على مدى السنوات والدليل على صحة هذا الكلام المشروع الذي لم يبصر النور حتى الساعة لاسباب مجهولة معلومة".

وفي ختام حديثه يعتبر طوق ان على "الجميع تحمل مسؤولياته من المواطنين والافراد والبلديات والنواب وحزب "القوات" تحديداً لانه الحزب الوحيد الحاكم في قضاء بشري وعلى القوات التصعيد في وجه الحكومة ففي رأينا ان هذه الحكومة التي تهدر الملايين على الرحلات الرسمية للوزراء الى الخارج مع افراد حاشياتهم يمكنها ان تكون ايجابية لو صرفت لدعم التفاح فعلى سبيل المثال وليس الحصر كل قضاء بشري ينتج مليون صندوق تفاح فاذا وضع دعم 4 او 5 ملايين دولار ستكون حصة كل صندوق 5 دولارات اضافة على سعرها الاساسي وهذا الامر سيمكن المزارعين من الحفاظ على الحد الادنى لان هناك عائلات اتكالها الوحيد والاوحد على هذه الزراعة وبان بشري معروف عنها بانها مجتمع مقاوم وبالتالي لابد من انقاذ هذه العائلات لان اهم اوجه المقاومة هو البقاء في الارض".

باختصار، ما قيل في هذه السطور اعلاه، لا يعبر الا عن صرخة ووجع مزارعي التفاح في جبل لبنان والشمال على حد سواء. وعلى ما يبدو ان لا حل يلوح في الافق ولا بصيص امل ولو صغير لايجاد حل لتصريف التفاح الا ان الاستسلام ليس من عادة اللبنانيين او خياراً حتى لو لم يتمكنوا من الصمود اكثر..