ليبانون ديبايت - سامر بو عز الدين
هذا الأسبوع سيتوافد قادة العالم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.سوريا ومدنها سيما حلب ودير الزور ستكون حاضرة في نيويورك.ستحضر دمشق مرة في الحديث في الحديث عن إتفاق الهدنة الأميركية الروسية ومرات في خطابات التعاطف الإنساني المطلوب لإستغلال المناسبة.
الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعتلي منصة الجمعية لآخر مرة كرئيس للولايات المتحدة الأميركية.لكن ذلك لن يجنبه كثيرا من العتب واللوم.
عصر يوم السبت قصف طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أحد المواقع العسكرية للجيش السوري في جبل ثردة محيط مطار دير الزور ما أدى الى مقتل ثمانين عسكريا سوريا (حسب وزارة الدفاع الروسية)إضافة الى خسائر في العتاد ما جعل إمكانية السيطرة على هذا الموقع من تنظيم داعش أكثر سهولة ويسرا.
لا شك ان هذا العمل العسكري في سوريا قد يعرض إتفاق الهدنة الأميركية الروسية للخطر.وهذا ما حدا بمجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة أمس على خلفية مقتل عشرات الجنود السوريين في قصف للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في دير الزور.تؤكد الولايات المتحدة أن هذا الهجوم حصل عن طريق الخطأ.وأن أميركا كانت قد أبلغت العسكريين الروسيين بالغارات مسبقا وأنها لنم تسمع أي اعتراض روسي.تنفي روسيا علمها بذلك وتطالب الولايات المتحدة الأميركية بتفسير مقنع لما حدث لأن في الهجوم الأميركي ما يترك علامة استفهام كبيرة وأن فيه ما يدل على أن الولايات المتحدة الأميركية تدافع عن تنظيم "داعش" بعد أن كانت تتستر على جبهة النصرة.ترد واشنطن على ذلك بأنها ترأس تحالفا من 67بلدا للقضاء على هذه المجموعة أي داعش والتي خسرت 40% من الأراضي التي كانت قد سيطرت عليها وبأن داعش قطعت رؤوس مواطنين أميركيين وأن الحرب عليها ليست لعبة(من السجالات الأميركية الروسية التي حصلت في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن أمس).
وبالعودة الى اتفاق الهدنة أو اتفاق كيري لافروف فلا بد من التذكير أنه انطوى على شوائب أساسية تجعل من السذاجة التفكير بأنه سيكون دائما.فالإتفاق الذي اشترط وقف النار وانهاء النزاع المسلح،ترك المرحلة الإنتقالية غامضة.ولم يأخذ بالإعتبار تعدد أجندات المقاتلين وأربابهم ميدانيا وردود الأفعال حول إحدى بنود الإتفاق التي تقتضي دخول الطائرات السورية في قصغف التنظيمات المصنفة إرهابية والمنظمات التي ترفض الإنحناء أمام التصنيفات الأميركية الروسية والتي تشترط لإعمال الإتفاق على الفصائل السورية المسلحة تفكيك نفسها بنفسها.
لا شك أن الوضع في سوريا يسوء وأن الميدان سيكون حامي الوطيس وأنه في حرب مفتوحة كهذه لا غالب ولا مغلوب بل يتساوى الجميع خاسرا لذا فالجميع بات بحاجة لخارطة طريق تجنب سوريا المزيد من الدم والدمار.لأن داعش ومن مثلها فقط يتمنى أن يستمر نزيف سوريا.
فأي مسؤولية تتحمل الولايات المتحدة الأميركية عن ما يحصل في سوريا؟وهل كان عملها العسكري الأخير مقصودا واستفزازيا؟وهل ما حصل كان السبب في رفض واشنطن نشر الإتفاق الروسي الأميركي؟هل فعلا روسيا ملتزمة بحل سياسي وهل فعلا ترى إمكانية نهاية الإتفاق بين موسكو وواشنطن مستبعدا؟هل اللقاء الوزاري الذي تنظمه السعودية بالتعاون مع فرنسا وقطر وإلمانيا وبريطانيا حول مستقبل سوريا السياسية سيكون حقا رفيعا وسيغير معطيات الميدان لجهة تزويد المعارضة بالأسلحة الضرورية لها في هذه المرحلة ؟أم أن السعودية ودول الخليج لا تعارض الهدنة حد تعطيلها؟وكيف ستتحرك تركيا التي تصنف الكردي إرهابيا بينما أميركا تصنفه شريكا في الحرب على داعش وتحديدا في الموصل_العراق.؟وهل تشهد سوريا إقامة مناطق إنسانية آمنة تحظى بغطاء جوي وقوات مشاة تابعة للمجموعات المعارضة ومن دول مجاورة صديقة على خلفية الخطأ الأميركي الدموي؟وماذا سيحدث في سوريا خلال الربع الأخير من العام؟؟
الأسئلة كثيرة وإجاباتها مفتوحة على الإحتمالات ويبقى الأكيد الوحيد أن الحرب السورية لن تنتهي في المستقبل المنظور.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News