المحلية

placeholder

كرم محمد السكافي

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 27 أيلول 2016 - 12:44 ليبانون ديبايت
placeholder

كرم محمد السكافي

ليبانون ديبايت

الأخطر سيكون لو تم إنتخاب رئيس يحمل فكراً بروسترويكياً

الأخطر سيكون لو تم إنتخاب رئيس يحمل فكراً بروسترويكياً

ليبانون ديبايت - كرم محمد السكافي:

بعد تجربة السّنتين و الأربع شهور التي عاشها اللّبنانيون مع الفراغ الرئاسي، بات الكثير منهم يسأل عمّا إذا كان بالإمكان تعميم التّجربة على الرئاسات الأخرى، خصوصاً و أنّ البلد ماشي و الشّغل ماشي و الكل آخر همّه. لقد أثبت اللّبنانيون بما لا يقبل الشّك أنّ الرئاسات "وهم" أو في أحسن الأحوال و أفضلها " شمولية" تجمّد الدّيمقراطية و تقيّد اللّيبرالية و أن من يجب أن يحكم الشّعب هو الشّعب نفسه، و بمقدار إلتزامه بالحدود التي تفصل الأنا عن الأنا الأخرى فلا تلغيها أو تعتدي عليها ، كذلك فإنّ ما يميّز هذا الحكم عن غيره أنّ لا لزوم فيه لا لقائدٍ و لا لرئيسٍ فالطّريق إليه بإتجاه واحد و لا يوجد فيها لا تقاطعات و لا محطات أو حتى مفارق شأنها شأن وسائل النّقل إذا ما وضعت على السّكة و قيّضت و تم تشغيلها عن طريق التّحكم عن بعد.

بالمقابل نرى الشّمولية المترسخة في الأحزاب و الجمعيات و التّجمعات اللّبنانية قد تنكّرت بلباس الدّيمقراطية، و من غابت صورها عنه وجدتها في حديقته الخلفية تدخل إليه و تخرج من بابه الخلفي، و تفسير ذلك أنّها أي هذه الاحزاب محتكرة للطّوائف و لها على قاعدة العيش المشترك و المناصفة إحتكارالمناصب و الوظائف في الإدارات العامة و المشاريع الخاصة. و هي ليست صدفة مثلاً إن كان رئيس الحزب على رأس رئاسة بقي فيها إلى ان يقضي الله امر كان مفعولاً ثم بعد ذلك و إلى من شاء من الذرية أو الاتباع ورّث، و هو تماماً ما يسعى له و ينادي بتحققه سيّد التّغيير في الرئاسة الاولى و يدعمه فيه جنرال المقاومة على قاعدة إحترام ديمقراطية الخيار الواحد. و ليس لبنان موجوداً بسيطاً، فهو مؤلّف من أحزاب طوائف لا حصر لها، فإذا ما فسد أحدها قليلاً غيّر البلد بحكم الضّرور..

مشكلة البعض في هذا الوطن أنّهم مشغولين دائماً بالماضي و ينتمون إليه و هم في ذلك كالنّار التي تميل إلى الصّمود، و إشكالية البعض الأخرو هم ليسوا قلة أيضاً أنهم يمضون في خيالهم إلى المستقبل و يجزمون أنّهم على الطّريق الصّحيح، و الحق أنّهم في ذلك كالحجر الذي يميل إلى السّقوط، أولئك و هؤلاء يكادون لا يفكّرون في الحاضر مطلقاً. و مرد هذا الشّقاء الطّبيعي هو الضّعف و الزّوال و البؤس البالغ وما التسلّح بالماضي و التنبّأ بالمستقبل إلا إدعاء لأنّ اللّهو أشفى للألم من الكينا للحمى.

الرئاسة الأولى في لبنان مرتبطة بالدّور الجديد الذي عليه أن يلعبه بعد فوضى الشّرق الأوسط الجديد ، و هو أي لبنان سيخضع كما في كلّ زمنٍ لما يشبه الوصاية أو الإستعمار أو الإنتداب، تماماً كما كان للغرب دور في أجزاء عديدة من أوروبا الشّرقية بعد إنهيار الإتحاد السّوفياتي ومثلما كان لأسلافهم بعد الحرب العالمية الأولى تحت مسمّى الإنتداب. هو من دون أدنى شك عصر جديد و لبنان لن ينئ بنفسه عنه، لكنّ هذه المرة تحت لافتة جديدة قد يتطلّب وجودها وجود جمعية تشبه جمعية الأمم أو منظّمة تشبه منظمة الناتو أو لربما رابطة تشبه رابطة الدّولة المستقلة تضم إليها و إلى جانب روسيا و تركيا و إسرائيل كل من إيران و السّعودية و من تراه الدّولة الأقوى مناسباً.

قد لا يكون هنالك إنتخاب للرئيس ال 13 للجمهورية اللبنانية، لكن الأخطر سيكون لو تم إنتخاب رئيس يحمل فكراً بروسترويكياً و يتبنى سياسة غلاسنوستية كتلك التي حملها ميخائيل غورباتشوف و قضت حينها على الإتحاد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة