المحلية

placeholder

الراي
الأربعاء 23 تشرين الثاني 2016 - 07:09 الراي
placeholder

الراي

"خلوات الاستقلال" حرّكت بقوّة عجلة التأليف.. وطرح جديد

"خلوات الاستقلال" حرّكت بقوّة عجلة التأليف.. وطرح جديد

من غير المستبعد ان تشكل الساعات الـ 48 المقبلة فرصة حاسمة لإخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان من مأزق التعقيدات والعثرات التي اصطدمت بها قبل ان يتحوّل هذا المأزق أزمة سياسية مستحكمة قد يمتدّ أمدها الى وقت طويل.

وبدت الأوساط المواكبة للاتصالات الجارية في شأن تسهيل العقد المتصلة بتوزيع الحقائب الوزارية والتوافق على حصص الكتل والقوى المعنية حذرة في التعامل مع التوقعات التي شاعت امس عن ايجابيات في مسار التأليف، فلم تشأ الجزم بأي مواعيد لولادة محتملة للحكومة في انتظار ما قد تحمله الساعات المقبلة في ضوء المشاورات المكثفة التي جرت على هامش احتفالات عيد الاستقلال 73 للبنان.

ويبدو ان ثمة رهاناً على امكان تحقيق اختراق في عملية تشكيل الحكومة ما بين اليوم وغد عقب انطلاق الاتصالات والمشاورات منذ الاثنين وتحديداً عقب الزيارة التي قام بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشال عون والتي أطلعه خلالها على تشكيلة وزارية معدَّلة بدأ العمل على استكمالها، قبل ان تتكثف الاتصالات يوم امس.

وأفادت الأوساط ان ما تبقى من عقد لانجاز التشكيلة الحكومية لم يعد يُعتبر مشكلة كبيرة بل يمكن تجاوزها بسرعة اذا توافرت النيات الإيجابية لتسهيل الولادة الحكومية وما لم تتكشف تعقيدات جديدة سيكون بروزها حينذاك بمثابة إثبات بأن المأزق يغلّف أبعاداً أكبر وأبعد من مسألة الحقائب والوزراء.

والواقع ان مشهد الرؤساء الاربعة الذين تقدموا امس الاحتفال بعيد الاستقلال والعرض العسكري الذي أقيم في وسط بيروت بعد انقطاع لمدة عامين عكس في جانب منه تطوراً إيجابياً لجهة عودة مظاهر الدولة ولكنه عكس جانباً سلبياً لجهة تظهير أزمة تأليف الحكومة في عزّ انطلاقة العهد الجديد بما يرسم ظلالاً قاتمة على هذه الانطلاقة بحال تأخّر استيلاد الحكومة.

وقد أحاط برئيس الجمهورية على منصة الاحتفال بالعرض العسكري كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام والرئيس سعد الحريري. وبعد العرض انتقل الرؤساء الاربعة الى قصر بعبدا حيث أقيم الاستقبال التقليدي في عيد الاستقلال الذي طبعه تعمُّد الحريري الانسحاب لبعض الوقت لدى وصول السفير السوري علي عيد الكريم علي لتقديم التهاني وذلك رفضاً لمصافحته.

وفيما لفت انتقال بري والحريري في سيارة واحدة الى القصر، في مؤشر الى سكب مياه باردة على «الاشتباك» الذي انفجر بينهما اول من امس في أعقاب زيارة الرئيس المكلف لرئيس الجمهورية وكلامه عن «المعطّل المعروف» في غمزٍ من قناة رئيس البرلمان الذي تولّى الردّ الحاد على الرئيس المكلف، فإن الخلوة الرباعية التي استبقتْ بدء حفل الاستقبال للتهنئة بالاستقلال والتي ضمّت الى عون وبري والحريري الرئيس سلام واستمرّت نحو 20 دقيقة، عكست منحى ايجابياً أشاعته مصادر المجتمعين مع الإقرار باستمرار وجود بعض العقبات التي يستمرّ العمل على تَجاوُزها.

واذ أعقب الخلوة الرباعية لقاء لساعتين بين وزير الخارجية جبران باسيل (صهر عون) ومدير مكتب الرئيس المكلف نادر الحريري تناول مسار التأليف، تحدثت معلومات عن طرْح جديد يجري العمل عليه في محاولة للخروج من المراوحة وذلك على قاعدة مراعاة تمسُّك الرئيس بري بحقيبة الأشغال الخدماتية الى جانب المال (السيادية)، مقابل تخصيص حزب «القوات اللبنانية» الذي كان ضمَن «الأشغال» (مع موقع نائب رئيس الحكومة ووزارة الإعلام واحتساب وزير السياحة ميشال فرعون من حصته) بحقيبة بديلة هي الصحة، على ان يحصل تيار «المردة» (يقوده النائب سليمان فرنجية) الذي يصرّ بري و«حزب الله» على تمثيله بحقيبة وازنة على وزارة التربية.

وفي حين كانت «القوات اللبنانية» لم تتبلّغ حتى بعد ظهر امس أي شيء رسمي في شأن التراجع عن منحها «الأشغال» التي شكّلت ما يشبه «التعويض» عن عدم حصولها على حقيبة سيادية وما اذا كان يمكن ان تسير بهذا الأمر، لم يكن اتّضح أيضاً موقف «تيار المردة» من تولي وزارة التربية هو الذي كان رفضها وأصرّ على إما الطاقة (يصر عليها التيار الوطني الحر اي حزب الرئيس عون) او الأشغال (يتمسك بها بري) او الاتصالات (من حصة الرئيس الحريري)، علماً ان بعض المصادر اشار الى احتمال تخلي الحريري عن الاتصالات لفريق فرنجية اذا كان من شأن ذلك إزالة آخر العقبات امام ولادة حكومته.

وكان الرئيس بري قال قبيل مغادرته القصر الجمهوري عن الأجواء الحكومية: «منيحة لامعة وملمعة»، فيما اعلن الحريري تعليقاً على «خلوة السيارة» مع رئيس البرلمان «التشاور قائم ولا وقت محدداً للحكومة». اما الرئيس سلام فأكد «ان المطبخ شغال والأجواء جيدة».

بدوره سُئل نادر الحريري قبل خروجه من القصر: «قمحة أوشعيرة»؟ فأجاب «ما بين بين». وحول اذا تم الاتفاق على التشكيلة الوزارية قال: «المشكلة مش هون».

وفي ضوء هذه الوقائع، تراهن أوساط سياسية على ان تنجح المحاولة الجديدة في تسهيل ولادة الحكومة وتالياً انطلاقة عهد عون، متخوّفة من ان يشكّل اي تأخير كبير في جذب تعقيدات اقليمية. ولاحظت ان الزيارة التي قام الموفد السعودي الملكي أمير منطقة مكة الامير خالد الفيصل لبيروت اول من امس ناقلا دعوة المملكة للرئيس عون لزيارة الرياض (وعد عون بان السعودية ستكون البلد العربي الاول الذي سيزوره بعد تشكيل الحكومة) قد فاقمت مؤشرات التوجس لدى حلفاء ايران ودمشق في لبنان والذين تُعد عقبات تشكيل الحكومة في مرماهم بالكامل بدليل ان بري تحوّل مفاوضاً وناطقاً حصرياً باسمهم. وعكست الصحف القريبة من هذا الفريق مدى التوجس الذي أثارته الزيارة السعودية من خلال ملامح حملة حادة على دلالات الزيارة من جهة وانتقادات مباشرة للعهد من جهة أخرى، وهو أمر يخالف الخط البياني الذي طبع الاعلام القريب او التابع مباشرة لحزب الله والفريق الشيعي في انتخاب العماد عون اذ كان هذا الاعلام مؤيداً له بحرارة عالية.

وتقول أوساط معنية إن الساعات المقبلة ستتسم بأهمية مفصلية للحكم على الاتجاهات التي ستسير ضمنها عملية تشكيل الحكومة. فاذا أمكن تذليل العقبات المتبقية فان ذلك سيطلق مجدداَ مناخ الزخم السياسي الذي رافق انتخاب عون وتكليف الحريري. اما اذا برزت عقبات ستحول دون استعجال الولادة الحكومية فانه يخشى حينذاك من خطة تعطيلية جديدة بدأ كثر يتحدثون عنها من منطلق أبعاد داخلية واقليمية تتحكم بالفريق المعطّل بما يضعه امام مواجهة مبكرة مع العهد ويضع العهد امام محك التعامل مع معطّلي انطلاقته ويضع الحريري بين فكّيْ كماشة التعطيل والخيارات الصعبة البديلة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة