ليبانون ديبايت - عبدالله قمح:
حوالي ثلاثة عقود وبعض الكسور مرّت على إغتيال رئيس الجمهورية بشير الجميل. بعد ثلاثة عقود، يفتح باب قضية الإغتيال على مصراعيه من بوابة المجلس العدلي الذي إلتأم للمرة الأولى منذ عام 1996 للبحث في القضية التي تدخل بازار السياسة من بابها الواسع.
حبيب الشرتوني، أبن بلدة شرتون قضاء عاليه (مواليد عام 1958) هو المتهم الرئيسي في القضية. الشرتوني الذي جاهر بإقدامه على إغتيال بشير الجميل عام 1982 من خلال عبوة وضعت فوق بيت الكتائب في الأشرفية، كان قد إعتقل من قبل القوات اللبنانية بعيد العملية بوقت قصير وأودع سجن رومية حتى فرّ منه بعملية أمنية قادتها "نسور الزوبعة" وهي جناح عسكري تابع للحزب السوري القومي الإجتماعي الذي ينتمي إليه الشرتوني عام 1990. منذ ذلك الحين، إختفى منفذ إغتيال الجميل وسط معلومات تشير إلى وجوده في سوريا حيث كوّن عائلة هناك ويعيش بحمى الدولة السورية.
تعود القضية في العام 2016 مع عودة حبيب الشرتوني إلى ساحة النشاط اللبنانية وإن لم يكن بشكله الشخصي بل عبر مجموعة أطلقت على نفسها إسم "أصدقاء حبيب الشرتوني" التي كانت المحرك الفعلي للقضاء لإعادة فتح القضية مجدداً. عودة الشرتوني يعود معها الصراع داخل الحزب القومي حول تبني عملية إغتيال بشير الجميل من عدمها. لا شك أن ثمة خشية لدى القيادة السياسية في القومي من إعادة إبراز قضية الإغتيال مجدداً، خاصة في هذا الظرف، حيث يسود إعتقاد بنية البعض إستغلال القضية من أجل الثأر من القومي نفسه، رغم أنه إستنكر عملية الإغتيال ونفض يده منها يوم زار مكتب حزب الكتائب وإلتقى رئيسه الراحل بيار الجميل.
"الشرتوني" الذي تُرك وشأنه قومياً ويشعر بتخلي حزبه عنه نتيجه قيادة لهثت خلف المكتسبات السياسية وترى أنها قدمت قسطها للعلى يوم قامت بعملية عسكرية لتحريره، يتموضع حالياً إلى جانب جزء من مجتمع مدني ومعارضين قوميين لا يرون فيه مجرماً بل يحاولون تبرير ما يتهم به وفقاً لإعتبارات وتفسيرات قانونية خاصة، هذه الإعتبارات بحاجة إلى مواجهة مع القضاء الذي يرفض الشرتوني الخضوع إليه، هنا، إنتهت مهلة الـ24 ساعة التي قدمها المجلس العدلي لكي يحضر الشرتوني ويسلم نفسه، ودخلت القضية معها حلبة أوسع يتحضر "أصدقاء الشرتوني" لتوكيل مجموعة محامين للمرافعة عن المتهم الذي لا يريد الحضور إلى لبنان طالما أن القضاء مسيس، ولـ"ينتظروا طيف الشرتوني يرافع عن نفسه إذاً".
وعن أسباب عدم نية الشرتوني بالعودة، علم موقع "ليبانون ديبايت" من مصادر ذات تواصل مع الشرتوني، أنه "يرفض العودة كي لا يتكرّر ما حصل معه أثناء إعتقاله لأنه يعرف جيداً السجون اللبنانية وعدالتها، وهو يؤمن بأن العدالة تلك لن تمر عليه كون القضاء مسيس وكونه هناك من يريد إنهاء حالته من داخل الحزب القومي ومن خارجه، وهو لا يريد أن يكون كبش فداء في إغتيال فهو مؤمن بأن ما قام به صواب وليس جريمة".
وتتابع المصادر أن "الشرتوني الذي أخرج من السجن بطلب سوري وليس قومي عام 1990، خرج بحالة مرضية خطيرة معانياً من أمراض جلدية ومشاكل بصرية وصلت حد فقدان البصر وهو لا زال يعاني من تلك الحالات حتى اليوم وهو وإن عاد اليوم سيجز في السجن بمعزل عن المحاكمة والنصوص"، وفقاً للمصادر.
المجلس العدلي حدّد نهار الجمعة الواقع فيه 3/3/2017 موعداً للجلسة القادمة وحتى ذلك اليوم ستحمل الأيام الكثير في هذه القضية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News