اعتبرت المرجعيات المسيحية عموماً، والمارونية خصوصاً، أنّ لروسيا مصالح في المنطقة، وهذه المصالح تهمّ كلّ الدول الكبرى، وعلينا أن لا ننخدع بأنّ أيّ دولة كبرى تعمل لحماية المسيحيين في الشرق، خصوصاً أنّ سكوت أوروبا عن المذابح والتهجير الذي تعرّضت له المسيحية المشرقية يجعلنا نفتّش عن أيّ غطاء دولي قادر على تهدئة الأمور وعدم زيادة الوضع سوءاً.
وتكشف مصادر ديبلوماسية أنّ زعماء كثراً يحاولون التقرّب من الروس وتنظيم زيارات الى موسكو ولقاء المسؤولين فيها لبناء علاقات معهم، وتهتمّ أحزاب مسيحية وشخصيات مارونية خصوصاً بهذا الأمر، ربما لمعرفة الدور الروسي المتجدّد في المنطقة، وتأثيره على انتخابات رئاسة الجمهورية التي لا تستوي إلّا بحصول توافق إقليمي دولي، تشكل موسكو أحد أهمّ محاوره.
يُعلّق أحد القادة الموارنة على ما حملته الإنتخابات الأميركية من فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، من ثمّ تقهقر اليسار في فرنسا والمنافسة المحتمَلة بين اليمين واليمين المتطرّف في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، فيعتبر أنّ علاقتنا بباريس تراثيّة وثقافيّة، مثلما قال الرئيس فرنسوا هولاند، فكلّ مسيحي يتعلّم اللغة الفرنسية مثل "الأبانا والسلام"، لكن عملياً فإنّ القوة باتت موجودة مع الروس، فيما أميركا هي الدولة التي تحكم العالم على رغم إعتكافها وتراخيها في المنطقة على عهد "الديموقراطيين"، من هنا يعتبر بناءَ علاقات جيّدة مع موسكو أمراً لا مفرّ منه، خصوصاً أنها لم تؤذِ لبنان، وكلّ ما حصل للمسيحيين سابقاً تتحمّل مسؤوليته كلّ دول العالم التي سلّمت لبنان الى النظام السوري بعد "اتفاق الطائف".
قد تحمل الأيام المقبلة تطوّرات مهمّة على صعيد المنطقة، لكنّ الموارنة مرتاحون الى إعادة إحياء الدولة والمؤسسات بعد إنتخاب رئيس للجمهورية، ما يثبّت وجودهم داخل التركيبة والنظام، خصوصاً أنّ 6 سنوات هي فترة طويلة يستطيعون خلالها تعديل موازين القوى، إذا لم يتلهّوا بنزاعاتهم الداخلية، ويضعوا استراتيجية واضحة، لأنّه ثبُت للجميع أنّ انهيار الدول يؤدّي الى زوال الوجود المسيحي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News