"تانغو" مبادرة وطنية للالتزام بالعلاج

ليبانون ديبايت

يُعتبر التزام المرضى بالعلاج المعيار الأساسي لنجاح علاجهم. فإن عدم التزام المريض بأدويته يُعتبر مشكلة كبيرة لا تؤثر عليه وحده بل على النظام الصحي بأكمله. ومن أهم نتائج عدم الالتزام هذا، تراجع حالة المريض الصحية بشكل خطير وربما وفاته، فضلا عن زيادة تكاليف العناية الصحية.

وانطلاقا من أهمية الالتزام بالعلاج، عقدت شركة الأدوية العالمية "أبفي" لقاءاً للإعلاميين حول طاولة مستديرة بهدف إطلاق المبادرة الجديدة الخاصة بموضوع الالتزام بتناول الدواء "تانغو". وهي مبادرة وطنية تهدف إلى رفع مستويات العناية الصحية المقدمة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة. وإلى مساعدة الأطباء من خلال تزويدهم بوسائل عملانية تسمح لهم بتقييم مدى التزام مرضاهم وتنسيق العلاجات إنطلاقا من عياداتهم الخاصة ومراكز عملهم. وضم اللقاء البروفيسور جورج واينمان من المملكة المتحدة، والبروفيسور ريمون صايغ نقيب الأطباء في لبنان، والدكتور جاد عقيص رئيس الفريق الوطني الذي يعنى بالالتزام بالعلاج.

تعرف منظمة الصحة العالمية مصطلح الالتزام بالدواء بأنه مدى توافق تصرفات الشخص مع التوصيات التي يزوده بها المعالج. وقد درجت العادة على الخلط بين مصطلحي "المطاوعة" و"الالتزام" علما أن مدلوليهما يختلفان. فإن المطاوعة هي إنصياع المريض لسلطة الطبيب، أما كلمة التزام فهي تعني أن المريض والطبيب يتعاونان بهدف تحسين صحة الأول آخذين بعين الإعتبار آراء الطبيب بالإضافة إلى نمط حياة المريض وقيمه وما يفضله من خيارات لعلاجه. ومن هنا تبرز أهمية مساعدة الناس على أخذ أدويتهم كما يجب، كونها تساهم في تفادي مخاطر جمة مثل الانتكاسات الحادة، ومقاومة المضادات الحيوية، ودخول المستشفيات الذي يمكن تجنبه. وبالتالي أهمية المشروع "تانغو" المدعوم من شركة "أبفي".

واقترح البروفيسور واينمان تقنيات مناسبة وعملية لتخطي العوائق كلها، لتتحسن قدرة المرضى المصابين بأمراض مزمنة على الالتزام بعلاجاتهم ويتم التوصل إلى أفضل النتائج السريرية، ونوه بأهمية تطوير التواصل بين المرضى والأطباء لزيادة الثقة بين الفريقين مما سيؤدي إلى تقبل المرضى لأدويتهم بشكل أفضل ومثابرتهم على تناولها. "فإن لقدرة المرضى المصابين بأمراض مزمنة على الالتزام بالأدوية الموصوفة لهم أثرا بالغاً على نتائج علاجاتهم السريرية وعلى مجمل تكاليف العناية الصحية".

علما أن عقبات عدة قد تؤثر على استعمال الأدوية بشكل فعال ومن بينها: ضعف التواصل بين المريض والمعالج، عدم إطلاع المريض بشكل كاف على خصائص الدواء وطريقة تناوله، عدم اقتناعه بالحاجة للعلاج، خوفه من الآثار السلبية للعقاقير، طول مدة نظام العلاج الموصوف له، أنظمة العلاج المعقدة التي تستدعي تناول العديد من الأدوية بجرعات ومواعيد مختلفة فضلا عن ثمن الدواء أو صعوبة الحصول عليه.