اقليمي ودولي

placeholder

روسيا اليوم
الخميس 02 شباط 2017 - 14:35 روسيا اليوم
placeholder

روسيا اليوم

تونس تكرم "كاشفي الفساد"

تونس تكرم "كاشفي الفساد"

في خطوة نحو إرساء ثقافة "التبليغ" عن الفساد، كرمت منظمة "أنا يقظ"، وهي فرع الشفافية الدولية في تونس، والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، مبلِّغين كشفوا عن ملفات فساد في عام 2016.

تأتي مبادرة منظمات مكافحة الفساد في تونس بتكريم "كاشفي الفساد" في انتظار صدور قانون يحميهم من الانتقام، الذي يعطل عمليات التبليغ، خوفا من تبعات كشف الحقيقة للرأي العام.

فقد أظهرت دراسة، نشرتها منظمة الشفافية الدولية منتصف العام الماضي، أن الخوف من الانتقام وغياب إطار قانوني يحمي المبلغين، يمنع غالبية التونسيين من التشهير بالفساد، إذ يُبلغ 5 في المئة فقط من التونسيين عن حالات فساد تعرضوا لها أو تم رصدها. محمد عبد المؤمن، 37 عاما، كان من بين المكرمين لكشفه ملفات فساد في صفقات عمومية تقوم بها مؤسسة "شركة النقل" (مؤسسة وطنية).

وأكد عبد المؤمن، تعرضه مرارا لتهديدات وللتخويف للجم صوته والتكتم على ملفات فساد تنخر هذه المؤسسة العمومية، التي يعمل فيها منذ سنوات؛ مشيرا إلى أنه كان يرصد حالات الفساد منذ عام 2007 ويبلغ عنها لجانًا مختصة تابعة لإدارته، لكنْ دائما ما كان يغلق الموضوع بشكل أو بآخر وينال نصيبه من العقاب بدلا من الجناة. ويتابع عبد المؤمن حديثه: "رغم كشفي كيفية نهب لوبيات الفساد ملايين الدنانير من المال العام، فإنني تعرضت لعمليات انتقام كبيرة، بينما بقي الفاسدون بمنأى عن المحاسبة والعقاب".

وفي عام 2016، لجأ عبد المؤمن إلى المنظمة غير الحكومية "أنا يقظ"، ومدَّها بالوثائق التي تثبت عمليات الفساد التي تضرب أطناب المؤسسة العمومية التي يعمل بها، لتبليغ صوته، بعد أن استنفدت المؤسسة جميع الطرق لإسكاته.

تأسست المنظمة إبان الثورة التونسية في 21 مارس/آذار 2011، وهي منظمة رقابية تونسية غير ربحية ومستقلة تهدف إلى مكافحة الفساد المالي والإداري وتدعيم الشفافية، وهي نقطة الاتصال الرسمية لمنظمة الشفافية الدولية في تونس منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

وقالت هندة الفالح، "مديرة مركز يقظ لدعم وإرشاد ضحايا الفساد"، إن الهدف من تكريم هؤلاء هو تشجيع الناس على التبليغ عن الفساد وإثبات أننا "في حرب مفتوحة ضد الفساد، وهي فرصة لإرساء ثقافة قانون يحمي المبلغين في غياب تشريع قانوني يحمي هذه الفئة". وأكدت أن هذه ليست المرة الأولى التي تنظم فيها هذه الدورة، لكن ما يميز الدورة الـ 5 هو التنسيق مع الهيئة الوطنية للفساد (دستورية) وحضور رئيس الهيئة شوقي الطبيب، لتكريم ثلة من المبلغين، الذين أوصلوا ملفات الفساد إلى الرأي العام، وتم التحقيق فيها وبالتالي استعادة المال العام.

وأضافت محدثتنا أن الأوان آن لتوفير غطاء قانوني لحماية كاشفي الفساد من الخوف والضغط، الذي يمارسه بارونات الفساد للتستر على جرائمهم.

ووفقا لبيانات المنظمة غير الحكومية "أنا يقظ"، فإن ما يقارب 90 في المئة من ملفات الفساد في تونس هي ضد الإدارات العمومية، كما أن معظم الذين شهروا بحالات الفساد هم من موظفي هذه الإدارات.

وأشارت هندة الفالح إلى أن الكثير من الموظفين المبلغين عن الفساد في إداراتهم، تعرضوا للتجميد في الرتب الوظيفية أو لعقوبات تأديبية أو لتهديدات بالقتل أحيانا وحتى لمحاكمات بذريعة إفشاء السر المهني، على حد قولها.

وفي كلمة ألقاها رئيس الهيئة الوطنية شوقي الطبيب بمناسبة تكريم المبلغين، أكد بدوره أن المبلغين عن الفساد يتعرضون لمضايقات وتهديدات من رؤسائهم في العمل في الإدارات العمومية وحتى في الوزارات، قائلا: "للأسف هناك وزراء تغاضوا عن التنكيل بالموظفين المبلغين عن الفساد في وزاراتهم"، داعيا حكومة الشاهد إلى أن تتحمل مسؤوليتها السياسية والأخلاقية لحماية المبلغين المهددين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة