جالت وزيرة الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية ماريسول تورين، في إطار زيارتها التفقدية للبنان، مركز مؤسسة "عامل الدولية" في حارة حريك، الذي سبق وحظي بزيارات عديدة من قبل أبرز وزراء خارجية وسفراء أوروبيين لما يمثله من أنموذج في مجال التمكين الاجتماعي والتضامن الإنساني والعمل التنموي مع النازحين.
وقد بدأت تورين جولتها من قسم الرعاية الصحية الأولية في المركز الذي تنفذ فيه العديد من البرامج بالتعاون مع منظمة ميديكو الدولية الألمانية وبدعم من وزارة الخارجية الألمانية (GFO) ووكالة التنمية الفرنسية AFD.
وتضم الوحدة الطبية عيادات طب الاطفال، التوليد التوعية من المخدرات، إضافة إلى تأمين الفيتامينات والفحوصات المخبرية والمعاينات العامة، وتصوير الموجات فوق الصوتية والطب النسائي والخدمات المتخصصة (طبيب أسنان، طبيب الأمراض الجلدية، وما إلى ذلك).
ثم تنقلت بين صفوف المركز التنموية والتعليمية وتحدثت مع النازحين السوريين وكافة المستفيدين من خدمات عامل، يرافقه وفد ديبلوماسي فرنسي إضافة إلى رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهئيات التطوعية في لبنان الدكتور كامل مهنا الذي كان في استقبالهم مع عدد من العاملين في المؤسسة والاعلاميين، كما انضم الى الزيارة وفد من مفوضية اللاجئين العليا في الأمم المتحدة.
وأكدت تورين في تصريحاتها أثناء الزيارة، "أن لبنان يتحمل عبئا كبيرا جدا، وتجب مساعدته من المجتمع الدولي"، مشيرة إلى أن مؤسسة عامل تمثل أنموذجا ناجحا جدا في تحمل عبء اللاجئين والنجاح في تحويل معاناتهم الى طاقة ايجابية للانتاج والتعلم والتمكين لشتى الشرائح من نساء واطفال وشباب".
واكدت ثقة بلادها بمؤسسة عامل،"لما التمسته من حس بالمسؤولية والشفافية التي تدير من خلالها المؤسسة برامجها وتستثمر المنح المالية بما يصب في مصلحة المستفيدين بشكل مباشر وواضح، واعدة برفع حصة المساعدة للبنان لاحتواء أزمة اللاجئين ريثما تهدأ الحرب في بلادهم".
بدوره، أوضح رئيس المؤسسة كامل مهنا "أن لبنان يحتضن حوالي ثلث سكانه من اللاجئين منذ 6 سنوات متتالية، وهو أمر لم يحصل منذ مجزرة رواندا في العام 1994 ، بينما تتنكر أوروبا لمبادئها وقيم التضامن وحقوق الانسان التي نادت بها، وتغلق حدودها في وجه اللاجئين وتترك مصيرهم للبحار وتجار البشر.
وفي هذا السياق، عرض الدكتور كامل مهنا انجازات مؤسسة عامل الدولية وخصوصا في مجال الرعاية الصحية، التي قدمت للنازحين حتى الآن حوالي مليون ونصف المليون خدمة، إلى جانب انجازاتها مع المجتمع اللبناني منذ 39 عاما، وهو ما أدى إلى ترشيحها لنيل جائزة نوبل للسلام تكريما لهذه المساهمات.وأشار إلى "أن كل هذه الجهود لا تكفي في احتواء أزمة النازحين، فالوضع كارثي ومتفجر خصوصا في ظل وجود أكثر من مليون لبناني تحت خط الفقر، في ظل ظروف معيشية ضاغطة وصعبة في شتى المجالات".
وأشار إلى "أن المؤسسة تعمل من خلال فريق كبير ومتفان، مؤلف من 800 متفرغ وعشرات المتطوعين، في 24 مركزا و 6 عيادات نقالة، وهي تعمل مع اهلنا اللبنانيين من كافة الفئات وقد تمكنت حتى الآن باسنادهم بـ8 ملايين خدمة، كذلك تعمل مع اهلنا العراقيين والسودانيين والفلسطينيين والسورين حيث قدمت لهم مليونا وستمائة ألف خدمة حتى الآن".
كما انتقد مهنا الموقف الأوروبي "المعيب" تجاه النازحين، حيث ترفض أوروبا التي يعيش فيها حوالي 500 مليون نسمة بوضع مزدهر استقبال بضعة الاف من النازحين على الرغم من وجود امكانية لاستيعابهم كقوى اقتصادية على الأقل في القرى، ضاربة بعرض الحائط اتفاقية جنيف التي تتغنى بها والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تنص المادة الثانية منها على حماية الحق في الحياة"، معلنا "أن مؤسسة عامل بالتعاون مع لجنة محامين فرنسيين وأوروبيين هي في صدد التواصل مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها أثناء محاولة اللجوء إلى أوروبا إما غرقا أو بالرصاص عند الحدود الاقليمية وذلك لرفع دعاوى قضائية في حق كافة الدول التي تسببت بمقتل هؤلاء النازحين".
وفي نهاية الجولة دعا مهنا إلى "التزام العمل الإنساني بقضايا الشعوب المحقة، وإلى خروج العمل الإنساني من ثقافة "البزنسة" والنفعية في ظل وجود 60 مليون لاجئ اليوم حول العالم".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News